حادث قطار أسوان يكشف عن منظومة متهالكة تعمّها الفوضى

29 يوليو 2018
قطار أسوان خرج عن مساره (تويتر)
+ الخط -
كشف حادث قطار محافظة أسوان في صعيد مصر، اليوم الأحد، الذي أدى إلى إصابة عشرة أفراد بإصابات خطيرة، بعد خروج القطار عن مساره، حالة الفوضى التي تعيشها القطارات المصرية خلال تلك الأيام، إذ سجل في عام 2017 مقتل 202 شخص، وما يقرب من ألف مصاب.

ووثق تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع عدد حوادث القطارات في يونيو/حزيران الماضي إلى 168 حادثاً مقابل 116 حادثاً في نفس التوقيت عام 2017. كما سجل وقوع 189 حادثاً في مايو/ أيار الماضي مقابل 159 حادثة في مايو/ أيار 2017. وبيّن المركز مقتل شخصين وإصابة شخص بحوادث القطارات في يونيو/ حزيران الماضي مقابل 3 وفيات و4 مصابين في الوقت نفسه من العام الماضي. ولحظ التقرير مقتل 5 أشخاص وإصابة ثلاثة في مايو/ أيار 2018، مقابل 16 مصاباً و5 متوفين في مايو/ أيار 2017.

وأكد عدد من سائقي القطارات أن "الجرارات" (عربات النقل) لا تصلح للعمل نهائياً ويجب تحويلها إلى "خردة". ورأى عبد الفتاح. ط، الذي يعمل سائقاً منذ أكثر من 25 عاماً أنه يحمل كفنه على يديه مع كل رحلة، مؤكداً أن السائق متهم، سواء لقي حتفه في حادث قطار أو أنقذه القدر، لأنه العنصر الأضعف في هيئة السكك الحديد، مشيراً إلى أن عشرات السائقين يجبرون على الرحلات رغم علمهم بخطر الرحلة.

وأضاف أن منظومة السكك الحديد أصبحت متهالكة تماماً، وهناك نقص في قطع الغيار وتدهور حالة وحدة التحكم، فضلاً عن تهالك كهرباء نظم الإشارات، وتردي حالة القضبان، وهي أهم الأسباب وراء وقوع حوادث القطارات.

وأشار عبد الفتاح إلى أن "القطارات المطورة لا بد أن يتم تحويلها إلى خردة وبيعها في مزاد علني، وعلى الهيئة القومية لسكك حديد مصر سرعة توريد جرارات جديدة للحفاظ على حركة سير القطارات في الوجهين القبلي والبحري". وأوضح أن "العَمَرات" (أعمال الصيانة) على الجرارات غير جيدة لاستخدام قطع غيار غير أصلية ومتهالكة، لافتاً إلى أن هيئة السكك الحديد تتحول عقب كل حادث إلى "وحش كاسر"، وتركز هجومها على السائق، لكي تبعد التهم عنها.


واعتبر سائق آخر يدعى يسري. أ، أن سائق القطار "كبش فداء" لأي كارثة تحدث بالسكة الحديد، رغم أننا ننفذ تعليمات الهيئة، موضحاً أن الأسباب الحقيقية وراء تدهور منظومة السكة الحديد هي عدم وجود إدارة جيدة، وعدم تشغيل العامل المناسب في المكان المناسب. وقال: "المنظومة الحالية غير صالحة لإدارة السكة الحديد، والجرارات غير لائقة من الداخل والخارج، والعربات غير صالحة للجمهور، ولا توجد صيانة لدائرة الهواء فيها"، لافتاً إلى أنه التحديث والتطوير لا بد منهما وبأسرع وقت ممكن، حفاظاً على أرواح المواطنين.

وأضاف أن الجرارات تُعاني من نقص قطع الغيار، والإشارات غير مؤهلة للعمل كما يجب لمساعدة السائق على استكمال رحلته، فضلاً عن أن أجهزة التتبع معطلة كلياً، كما أن بعض القطارات تعمل في فترة الصباح فقط بسبب تعطل الكشافات.

بدوره، أكد رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالسكك الحديد محمد عبد الستار، أن "سكك حديد مصر تعاني من إهمال جسيم يؤدي لكوارث، ولا توجد عمليات صيانة أو متابعة لها، لافتاً إلى أن هناك مطالب باستقلال السكة الحديد عن وزارة النقل وجعلها وزارة مستقلة. واعتبر أن الفساد تفشّى في مرفق السكة الحديد بطريقة غير مسبوقة، لافتاً إلى أن حادث "سقوط قطار أسوان" سيتكرر مرة أخرى في حال استمرار الفساد المالي والإداري، مطالباً بضرورة وقف جميع القيادات التي تصدر قرارات عشوائية بالهيئة.

وأوضح عبد الستار أن هناك زيادة في ساعات عمل السائقين بدون مقابل نتيجة قلة عددهم، وكذلك الحال بالنسبة إلى مساعدي السائقين، معتبراً أن دماء الشعب المصري التي تسيل باستمرار على القضبان ليست غالية عند الحكومة للحفاظ عليها. وقال إن مرفق السكك الحديد بمصر من أهم القطاعات بالدولة التي تُدرّ دخلاً كبيراً، إلا أن المرفق بات يعاني في الوقت الحالي من حالة إهمال غير مسبوقة.