منع ناشط جزائري من الصلاة لانتقاده مواقف خطيب مسجد يتبع للسعودية

21 يوليو 2018
صلاح الدين العنابي (عن تويتر)
+ الخط -

منعت سلطات المركز الإسلامي في جنيف، الناشط الجزائري صلاح الدين العنابي، من الدخول إلى المسجد التابع للمركز لأداء الصلاة، على خلفية مواجهته خطيب المسجد النبوي عبد الرحمن السديس نهاية يونيو/ حزيران الماضي، بشأن مواقفه الأخيرة.

وقال الناشط الجزائري إنّه فوجئ بمنعه من تأدية الصلاة في المسجد الذي يقع داخل المركز الإسلامي في جنيف، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أنّ "مسؤولاً في المركز قدّم لي قرار المنع"، مشيراً إلى أن "مسؤول المسجد الذي يقع داخل المركز الإسلامي، ولهما نفس المدخل والبوابة، تهرّب من المواجهة، وكانت حجته في منعي ضعيفة".

وأكد أنه يجري مشاورات مع متخصّصين قانونيّين لاتخاذ خطوات لعدم تكرار منع أي مسلم من أداء الشعائر الدينية بسبب مواقفه، مضيفاً "سبق لهذا المركز أن طرد إماماً جزائرياً وإماماً ليبياً يدعى رشيد الزاوي بسبب مواقفه. نفكّر في جمع تواقيع رفضاً لهذه التجاوزات".

وينشط صلاح الدين في مجال الدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية، ويقود حملات للدفاع عمّن يعتبرهم مساجين سياسيين في الجزائر، خصوصاً الذين اعتقلوا منذ عام 1992، بسبب انتمائهم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، والدفاع عن حقوق المساجين السياسين في مصر ودول عربية أخرى.

ونفى صلاح الدين أن تكون مواقفه التي أعرب عنها متعلقة بانتمائه السياسي أو الفكري، قائلاً "لست من الإخوان ولا أنتمي إلى أي تيار سياسي، لكنني أدافع عن الحق والحقوق والحريات، وأقف ضدّ كل حكم تعسفي وحكم الجنرالات".

وأضاف "مواقفي مرتبطة بكوني جزائريا، والجزائريون لا يحبون الظلم. في عام 2013، بقيت 22 شهراً في المستشفى، وكنت أسير كرسي متحرك. مع ذلك، كنت أطلب مهلة ساعتين للمشاركة في وقفات للتضامن مع رابعة في مصر، ومع غزة في فلسطين، ومع الشيخ علي بلحاج في الجزائر، وساندت قطر في الحصار الظالم".

ونشر الناشط صلاح الدين بياناً جاء فيه: "منعتني الجمعية في جنيف من أداء فريضة الصلاة في المسجد لأن القائمين عليه يتبعون المملكة العربية السعودية، ولم يتقبلوا طرحي سؤالاً على شيخ من شيوخ السلطان وهو السديس منذ أسبوعين، أو حتى نقد فتاويه الشاذة في الفترة الأخيرة". 

واعتبر أن "المساجد ليست أوقافاً خاصه لعائلة أو بلد، بل هي مساجد الله ويحق لكلّ مسلم دخولها وأداء صلواته فيها وإبداء رأيه وطلب المعرفة والرد على تساؤلاته المشروعة من الخطباء والشيوخ". كما أشار إلى أنّ "الصلوات الجامعة والخطبة يجب أن تكون للحديث في شأن الأمة، خصوصاً إذا كانت تمر بمهالك كحال أمتنا المنكوبة هذه الفترة".



وأوضح الناشط الجزائري "منعت من الصلاة بوثيقة أصدرتها المؤسسة، بحجة أنني خلقت فوضى، بحضور الشرطة لأنها ملك للمملكة العربية السعودية". كما لفت إلى أن الشرطة طالبته بالتوقيع على الوثيقة، مضيفاً "هؤلاء هم حكام السعودية. يبنون مساجد ليمنعوا الناس من دخولها إذا خالفوهم الرأي". واعتبر أن هذا المركز بات بمثابة السفارة الثانية للسعودية، داعياً المحسنين المسلمين إلى التبرع لإنشاء مسجد يسع الجالية المسلمة في جنيف من دون أية وصاية".

من جهتها، أعربت الناشطة الجزائرية منار منصري عن تضامنها مع صلاح الدين وحقه في أداء شعائره الدينية بحرية. وقالت "صلاح الدين منع من صلاة الجمعة في المسجد التابع للمركز الثقافي في جنيف، وكأن سفارة السعودية هي من يدير المركز، من دون أن يرتكب صلاح أي فعل عنيف. أبدى رأيه بسلمية في نظام مجرم خائن لأمته ودينه وإنسانيّته".

وأكدت أن صلاح الدين "الشاب الذي هاجمه السرطان وأدى إلى بتر قدمه، لم يفلح في سرقة نخوته وإنسانيّته وقوته وثباته. وشكّل المرض دافعاً له، فلم يترك موقف حق إلا وسبق أخوانه إليه، ولم يترك مظلوماً إلا سانده بما يستطيع. الشاب الذي ناب عن أمة كاملة ليقول لتجار الدين حسبكم".