غدير السقا شابة فلسطينية من غزة، لم تدع البطالة وظروف الحياة في القطاع تعوّقها، فأطلقت مشروعها الخاص للتعليم التحفيزي التفاعلي
قبل حصولها على شهادتها الجامعية، خلال فترة تدريبها، واجهت غدير صعوبة في ضبط الصفّ وشرح بعض دروس المرحلة الابتدائية لتلاميذ صبيان، لكنّها نجحت في التقرّب منهم من خلال وسائل تعليم تحفيزية ابتكرتها هي، ليصل بها الأمر إلى إنشاء مشروعها الخاص بعدما تخرّجت ولم تجد فرصة عمل.
في عام 2015، تخرّجت غدير خليل السقا (24 عاماً) من جامعة الأزهر في غزّة وقد تخصصت في التعليم الأساسي. وعلى خلفيّة تدريبها، استنتجت أنّ الأطفال يملّون بسرعة من الطرق التقليدية، لا سيّما وأنّ مدة تركيزهم لا تتجاوز ربع ساعة. تقول لـ"العربي الجديد": "لا أنكر أنّني توجّهت إلى تخصص التعليم الأساسي من دون اقتناع، وخلال فترة التدريب كنت أعود إلى المنزل منزعجة. التلاميذ كانوا يحترمون فقط المدرّسة الأساسية، أمّا أنا المتدرّبة فلم أكن ألقى احتراماً منهم ولم يكن كلامي مسموعاً".
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لجأت غدير إلى أولى وسائلها التعليمية لدرس خاص بمكوّنات الكرة الأرضية، وجعلت كلّ تلاميذها يشاركون في تشكيل الأرض بواسطة المعجون الملوّن. كلّ لون لطبقة أو عنصر، لعلّ ذلك يرسّخ المعلومات في أذهان الصغار. تقول: "لاحظت أنّ الأمر كان بمثابة لعبة بالنسبة إليهم". بعد ذلك، صمّمت غدير هاتفاً محمولاً كبيراً، ومن خلاله صار التلاميذ يجمعون الأحرف ليكتشفوا كلمات معيّنة وهم يتسابقون بين بعضهم البعض. وتشير غدير إلى أنّه "من شأن هذه اللعبة أن تزيد تركيز التلاميذ وتجعلهم يركّبون الكلمات الصعبة من خلال اللعب".
في منتصف عام 2016، وبعدما أنهت تدريبها، راحت غدير تقدّم طلبات توظيف في مؤسسات تربوية تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ولوزارة التربية والتعليم الفلسطينية. نجحت الشابة في اختبار المزاولة لدى الجهتين، لكنّها وجدت نفسها بين عدد هائل من خرّيجي كليات التربية الذين يتقدّمون إلى وظائف تعليم "من دون أن يراعي الاختيار النزاهة". أمّا في ما يخص المدارس الخاصة، فكانت غدير تجد في إعلاناتها معوّقات للتقديم، لأنّها تطلب مدرّسات ذوات خبرة لا تقلّ عن عامَين، وهو شرط لا يراعي ظروف الخريجين الجدد.
اقــرأ أيضاً
لم تشأ غدير أن تُصنَّف في خانة العاطلين من العمل، وراحت تصنع الكتب والأدوات التي تستخدم كألعاب تعليمية للأطفال، وقد ساندتها زوجة عمها في التصميم. فشاركت في معرض "مدينتي" للأعمال اليدوية، في شهر أغسطس/آب الماضي، وحظيت باهتمام كبير من المشاركين الآخرين في المعرض ومن الحضور الذين اهتمّوا بالتعرّف على طبيعة الأدوات التي تصنعها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت غدير مشروعها الذي دعمته بصفحة خاصة على موقع "فيسبوك" باسم "ألعب وأتعلم مع غدير"، وفيها تعرض منتجاتها ووسائلها التعليمية. والترويج لتلك المنتجات يكون في المجموعات الخاصة بالأمهات والنساء، إذ إنّ الأمهات هنّ اللواتي يستفسرنَ عن القضايا التربوية وكل ما يرتبط بالأطفال فيها وعن الوسائل التعليمية. والأمهات هنّ اللواتي يُقبلنَ على منتجات غدير، إذ إنّه يصعب عليهنّ صنع الأدوات المطلوبة لأطفالهنّ، بالإضافة إلى أنّ تلك الوسائل تساعد أطفالهنّ على التركيز من خلال تصميم ألعاب تتوافق مع حاجة كلّ واحد.
في السياق، اختارت مؤسسة "فارس العرب" في غزة مشروع غدير لتمويله وتطويره. يُذكر أنّ مشروعها حصل على أعلى تقييم من بين 100 مشروع اختير منها 10 فقط. إلى ذلك، حصلت على المركز الثالث على مستوى فلسطين في مسابقة المرأة الريادية الفلسطينية المدعومة من وكالة التنمية البلجيكية.
اقــرأ أيضاً
وغدير تصمم كتبا ووسائل تعليمية تفاعلية للأطفال من مختلف الفئات العمرية. وتأتي كتب الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام واحد وخمسة أعوام، لتشمل بعض مهارات الحياة اليومية مثل الاعتناء بالنفس والنظافة الشخصية وطرق ارتداء الملابس بشكل صحيح وتصنيف الألوان والمبادئ والقيم وكتب الأرقام والحروف، إلى جانب أدوات لتمييز ملمس الأشياء وأخرى لتعلم قراءة الساعات الرقمية وذات المؤشرات الثلاثة. أمّا الكتب والوسائل المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أعوام (تلاميذ الصف الأول الابتدائي) و12 عاماً (تلاميذ الصف السادس)، فقد صُمّمت بحسب كل مادة خاصة. فنجد كتاب الخرائط والهاتف الكبير لتعليم الرياضيات ووسيلة غيوم الأفعال ومجسّمات لأجسام الإنسان.
قبل حصولها على شهادتها الجامعية، خلال فترة تدريبها، واجهت غدير صعوبة في ضبط الصفّ وشرح بعض دروس المرحلة الابتدائية لتلاميذ صبيان، لكنّها نجحت في التقرّب منهم من خلال وسائل تعليم تحفيزية ابتكرتها هي، ليصل بها الأمر إلى إنشاء مشروعها الخاص بعدما تخرّجت ولم تجد فرصة عمل.
في عام 2015، تخرّجت غدير خليل السقا (24 عاماً) من جامعة الأزهر في غزّة وقد تخصصت في التعليم الأساسي. وعلى خلفيّة تدريبها، استنتجت أنّ الأطفال يملّون بسرعة من الطرق التقليدية، لا سيّما وأنّ مدة تركيزهم لا تتجاوز ربع ساعة. تقول لـ"العربي الجديد": "لا أنكر أنّني توجّهت إلى تخصص التعليم الأساسي من دون اقتناع، وخلال فترة التدريب كنت أعود إلى المنزل منزعجة. التلاميذ كانوا يحترمون فقط المدرّسة الأساسية، أمّا أنا المتدرّبة فلم أكن ألقى احتراماً منهم ولم يكن كلامي مسموعاً".
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لجأت غدير إلى أولى وسائلها التعليمية لدرس خاص بمكوّنات الكرة الأرضية، وجعلت كلّ تلاميذها يشاركون في تشكيل الأرض بواسطة المعجون الملوّن. كلّ لون لطبقة أو عنصر، لعلّ ذلك يرسّخ المعلومات في أذهان الصغار. تقول: "لاحظت أنّ الأمر كان بمثابة لعبة بالنسبة إليهم". بعد ذلك، صمّمت غدير هاتفاً محمولاً كبيراً، ومن خلاله صار التلاميذ يجمعون الأحرف ليكتشفوا كلمات معيّنة وهم يتسابقون بين بعضهم البعض. وتشير غدير إلى أنّه "من شأن هذه اللعبة أن تزيد تركيز التلاميذ وتجعلهم يركّبون الكلمات الصعبة من خلال اللعب".
في منتصف عام 2016، وبعدما أنهت تدريبها، راحت غدير تقدّم طلبات توظيف في مؤسسات تربوية تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ولوزارة التربية والتعليم الفلسطينية. نجحت الشابة في اختبار المزاولة لدى الجهتين، لكنّها وجدت نفسها بين عدد هائل من خرّيجي كليات التربية الذين يتقدّمون إلى وظائف تعليم "من دون أن يراعي الاختيار النزاهة". أمّا في ما يخص المدارس الخاصة، فكانت غدير تجد في إعلاناتها معوّقات للتقديم، لأنّها تطلب مدرّسات ذوات خبرة لا تقلّ عن عامَين، وهو شرط لا يراعي ظروف الخريجين الجدد.
لم تشأ غدير أن تُصنَّف في خانة العاطلين من العمل، وراحت تصنع الكتب والأدوات التي تستخدم كألعاب تعليمية للأطفال، وقد ساندتها زوجة عمها في التصميم. فشاركت في معرض "مدينتي" للأعمال اليدوية، في شهر أغسطس/آب الماضي، وحظيت باهتمام كبير من المشاركين الآخرين في المعرض ومن الحضور الذين اهتمّوا بالتعرّف على طبيعة الأدوات التي تصنعها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت غدير مشروعها الذي دعمته بصفحة خاصة على موقع "فيسبوك" باسم "ألعب وأتعلم مع غدير"، وفيها تعرض منتجاتها ووسائلها التعليمية. والترويج لتلك المنتجات يكون في المجموعات الخاصة بالأمهات والنساء، إذ إنّ الأمهات هنّ اللواتي يستفسرنَ عن القضايا التربوية وكل ما يرتبط بالأطفال فيها وعن الوسائل التعليمية. والأمهات هنّ اللواتي يُقبلنَ على منتجات غدير، إذ إنّه يصعب عليهنّ صنع الأدوات المطلوبة لأطفالهنّ، بالإضافة إلى أنّ تلك الوسائل تساعد أطفالهنّ على التركيز من خلال تصميم ألعاب تتوافق مع حاجة كلّ واحد.
في السياق، اختارت مؤسسة "فارس العرب" في غزة مشروع غدير لتمويله وتطويره. يُذكر أنّ مشروعها حصل على أعلى تقييم من بين 100 مشروع اختير منها 10 فقط. إلى ذلك، حصلت على المركز الثالث على مستوى فلسطين في مسابقة المرأة الريادية الفلسطينية المدعومة من وكالة التنمية البلجيكية.
وغدير تصمم كتبا ووسائل تعليمية تفاعلية للأطفال من مختلف الفئات العمرية. وتأتي كتب الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام واحد وخمسة أعوام، لتشمل بعض مهارات الحياة اليومية مثل الاعتناء بالنفس والنظافة الشخصية وطرق ارتداء الملابس بشكل صحيح وتصنيف الألوان والمبادئ والقيم وكتب الأرقام والحروف، إلى جانب أدوات لتمييز ملمس الأشياء وأخرى لتعلم قراءة الساعات الرقمية وذات المؤشرات الثلاثة. أمّا الكتب والوسائل المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أعوام (تلاميذ الصف الأول الابتدائي) و12 عاماً (تلاميذ الصف السادس)، فقد صُمّمت بحسب كل مادة خاصة. فنجد كتاب الخرائط والهاتف الكبير لتعليم الرياضيات ووسيلة غيوم الأفعال ومجسّمات لأجسام الإنسان.