اتفاق سعودي إيراني بشأن موسم الحج المقبل

03 يونيو 2018
زار وفد إيراني السعودية (تويتر)
+ الخط -
أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإيراني عباس صالحي، اليوم الأحد، أن السعودية وإيران توصلتا إلى اتفاق كامل بشأن موسم الحج المقبل، بعد زيارة وفد إيراني إلى المملكة وعقد سلسلة اجتماعات كانت نتائجها "إيجابية".

ونقلت وكالة "تسنيم" عن صالحي قوله إن "المباحثات مع الطرف السعودي كانت سلسة وإيجابية"، مؤكداً عدم وجود مشكلات عالقة في الوقت الراهن. وأشار إلى أن أولى رحلات الحجاج الإيرانيين نحو المملكة تنطلق من إيران في 17 يوليو/ تموز المقبل، وبأن أول الواصلين إلى السعودية سيبقون فيها مدة تصل إلى أربعين يوماً.

وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة الحج البرلمانية أحد آزادي خواه، للوكالة ذاتها إن "التعامل السعودي مع الوفد الإيراني الذي تباحث والمملكة حول الحج كان إيجابياً"، مضيفاً "إذا توقفت السعودية عن ارتكاب أخطائها قد يصبح ملف الحج فرصة لتحسين العلاقات السياسية بين البلدين".

وذكر آزادي خواه أن 85 ألف إيراني أدّوا مناسك الحج العام الفائت، وسيكون عدد الحجاج هذا العام 90 ألفاً، يرافقهم خمسة آلاف شخص آخرين من المشرفين على تسهيلات الحج.

وأكد أن نصف عدد عمليات نقل الحجاج من وإلى المملكة ستكون عبر خطوط الطيران الإيرانية، كما توافق الوفد الإيراني مع السعودية على الفنادق التي سيقيم فيها حجاج البلاد.


وأشار في شق آخر من حديثه إلى ملف كان خلافياً بين إيران والسعودية في العام الماضي، فذكر آزادي خواه أن "المناسك ستقام كاملة، وأن مؤسسة الحج مصرة على ذلك، وسيقوم الحجاج الإيرانيون بأداء مراسم البراءة من المشركين ودعاء كميل".

وفيما يرتبط بملف الحجاج القتلى في حادثة التدافع في منى عام 2015، ومن بينهم دبلوماسيون بارزون، فضلا عن سقوط الرافعة في الحرم المكي قبل التدافع بأسبوعين تقريبا الذي تسبب بمقتل آخرين وبتوتر بين طهران والرياض، ذكر النائب أن السلطات السعودية تحملت مسؤولية حادثة سقوط الرافعة، وعليها دفع الدية لذوي الضحايا، أما في ما يرتبط بالتدافع في مشعر منى فلم يتحملوا مسؤولية ذلك ولا يعتبرون أنهم مقصرون، بالتالي لا يتوجب عليهم الالتزام ذاته.

واعتبر أن تدخل وزارة الخارجية الإيرانية إلى جانب مؤسسة الحج من شأنه حلّ هذه المشكلات.

وقال رئيس مؤسسة الحج والزيارة في إيران حميد محمدي، إن مليوناً و350 ألف إيراني ينتظرون دورهم للذهاب إلى الحج في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن حجاج إيران لهذا العام سينطلقون من عشرين مطاراً، من بينها مطار الإمام الخميني الدولي في طهران الذي سيخصص صالة للحجاج. وأفاد محمدي بأن الحجاج خلال العام الماضي كانوا قلقين من مسألة حفظ أمنهم، وهو ما تم التركيز عليه خلال مباحثات العام الجاري.

الجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض مقطوعة منذ يناير/ كانون الثاني 2016، بعد أن أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ما دفع محتجين غاضبين إلى اقتحام مقر السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، ما تسبب بتوتر كبير.

ولم يشارك الإيرانيون في موسم حج عام 2016 كذلك، وبرر المسؤولون ذلك برفض المملكة إعطاء ضمانات لحماية أمن حجاج إيران بعد حادثتي التدافع وسقوط الرافعة، إضافة لوجود مشكلات إصدار التأشيرات بعد إغلاق المكاتب الدبلوماسية السعودية في إيران.

ودخل الطرفان في مباحثات مكثفة كُللت بالنجاح العام الماضي، ما أتاح للإيرانيين المشاركة في موسم الحج الماضي.
دلالات