سياسة ترامب لتفريق عائلات المهاجرين: فصل الأطفال عن ذويهم

18 يونيو 2018
معارضون لسياسة فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم (تويتر)
+ الخط -
لم تقتصر دعوات التصدي لسياسة واشنطن حيال تطبيق تدابير صارمة حيال المهاجرين غير الشرعيين الذين يلقى القبض عليهم عند الحدود مع المكسيك، والتي أسفرت عن فصل نحو 2000 طفل عن ذويهم، على أقطاب سياسية أميركية بل جاء تصريح المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الرافض لها اليوم الاثنين، ليعطي أبعاداً دولية للقضية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم أن شخصيات بارزة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي طالبت الرئيس دونالد ترامب أمس الأحد بوقف ممارسات إدارته المتعلقة بفصل أطفال المهاجرين عن آبائهم عند القبض عليهم عند الحدود، في تصعيد للجدل الدائر بالفعل حول الهجرة في واشنطن.

في حين اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين في بيان له في افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن "سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول".

ونقل زيد رعد الحسين عن الرابطة الأميركية لطب الأطفال وصفها الممارسة بأنها "انتهاك للأطفال برعاية حكومية" ما قد يتسبب بـ"أذى لا يمكن تداركه" ويحمل "عواقب مدى الحياة". وقال: "أدعو الولايات المتحدة إلى التوقف الفوري عن ممارسة الفصل القسري لهؤلاء الأطفال"، داعيا واشنطن إلى المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل. ويذكر أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لم تصادق على الاتفاقية.

وأكد زيد أن المصادقة عليها "ستضمن أن تكون الحقوق الأساسية لجميع الأطفال، بغض النظر عن وضعهم الإداري في قلب جميع القوانين والسياسات الداخلية". وكلمة زيد جاءت مع انطلاق الجلسة الـ38 لمجلس حقوق الإنسان، وهي الأخيرة له أمام الهيئة قبل مغادرته في أواخر أغسطس/آب المقبل.



وفي سياق متصل، انتقدت السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا ترامب، بدورها سياسة فصل المهاجرين غير الشرعيين عن آبائهم، قائلة إنها تكره أن ترى الأطفال ينفصلون عن عائلاتهم.

وأعربت ميلانيا، في بيان صادر عن مكتبها اليوم الاثنين، عن أملها في أن يتمكن (الجمهوريون والديمقراطيون) من إصلاح قوانين الهجرة في البلاد. مشيرة إلى أنها تكره أن ترى الأطفال منفصلين عن عائلاتهم عند الحدود، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وقالت إنها "تؤمن بالحاجة إلى بلد يلتزم بجميع القوانين، لكنا بحاجة أيضًا لبلد يحكم بالقلب". وأضافت أنها "تأمل في أن يحصل توافق حول إصلاح سياسات الهجرة بشكل ناجح".



وتسعى سياسة إدارة ترامب الجديدة بشأن الهجرة، التي دخلت حيز التنفيذ في مايو/أيار الماضي، لتحقيق أقصى قدر ممكن من المحاكمات الجنائية بحق الأشخاص الذين حاولوا دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية.

وانضم للمشرعين الجمهوريين، السيدة الأولى السابقة لورا بوش، في إدانة الانفصال الأسري الذي أدى تطبيقه إلى إبعاد ما يقرب من ألفي طفل عن آبائهم في غضون ستة أسابيع فقط، واصفة سياسة فصل الأطفال بـ"القاسية" و"غير الأخلاقية". في حين جاء رد إدارة ترامب بأنها كانت تعمل على تطبيق القانون فقط، الأمر الذي اعتبره مشرعون وساسة من الحزبين ادعاء كاذبا.

واتخذت القضية صدى خاصاً، بحسب الصحيفة، حين زار مشرعون ديمقراطيون مرافق الاحتجاز في ولايتي تكساس ونيوجيرسي للاحتجاج على عمليات الفصل الأسري. ولفتت إلى أن مجلس النواب كان على استعداد لتناول تشريعات الهجرة هذا الأسبوع. والتقطوا صوراً لأطفال محتجزين دون آبائهم في تلك المرافق.


وسبق لوزارة الأمن الداخلي الأميركية أن أعلنت يوم الجمعة الماضي، أن السلطات فصلت 1995 طفلاً عن ذويهم من المهاجرين غير الشرعيين، خلال ستة أسابيع، بين 19 إبريل/ نيسان و31 مايو/ أيار الماضيين، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

ولفتت الوزارة، إلى أن أولئك الآباء يواجهون اتهامات جنائية لعبورهم بصورة غير شرعية الحدود مع المكسيك إلى داخل الولايات المتحدة.

المساهمون