أقام مواطن من مدينة درنة شرق ليبيا عزاء لنفسه، احتجاجاً على استمرار انقطاع المياه والغذاء وتصاعد أعمال العنف في مدينته، والقصف العشوائي من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه مواطن نصب خيمة في وسط المدينة ووقف وسطها لاستقبال المعزين، وهو يشرح لهم أسباب موته بسبب القذائف والقنابل المتساقطة على المدنيين.
واعتبر نشطاء أن رسالة المواطن تتلخص في أن أهالي المدينة ليس أمامهم سوى نعي أنفسهم، فلا ماء ولا غذاء داخل درنة، ويُمنع على المواطنين النزوح إلى خارجها. في حين رأى آخر أن "هذا المواطن يقول للرأي العام الصامت: أنعى نفسي على ما يجري في مدينتي، ولا أريدكم أن تنعوني لأنكم شاركتم في قتلي".
ولا تزال مدينة درنة تعيش على وقع حصار كامل وصل إلى درجة قطع المياه عن سكانها، قبل يومين، بالتوازي مع إغلاق أغلب محالها التجارية، بسبب خلوها تماما من المؤن والخضار والمواد الأساسية، إذ تمنع قوات حفتر سيارات الإمداد الغذائي والدوائي والخضار من دخول المدينة.
وعن مستجدات أوضاعها، قال يحيى الأسطى، مسؤول الملف الأمني في المجلس المحلي للمدينة، إن قوات حفتر كثّفت قصفها المدفعي والجوي على تخوم المدينة، موضحاً في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "القصف المدفعي العشوائي تسبب في أضرار مادية لعدد من المنازل، كما أصيب بعض الأهالي من جراء الشظايا المتطايرة".
وتابع: "في أحياء السلام والسيدة خديجة وشيحا، تضررت منازل مدنيين من جراء سقوط قذائف عليها، ونقل رجل وطفلة إلى المستشفى بسبب إصابتهما بجروح"، لافتاً إلى أن "المستشفى الوحيد في المدينة يكاد يقفل أبوابه هو الآخر بسبب النقص في الإمداد الطبي".
وأكد أن استمرار صمت المجتمع الدولي والمحلي حيال ما يجري في درنة، سيتسبب في تحويلها إلى بنغازي أخرى وتهجير أهلها.