مجزرة وتهجير في دوما

10 ابريل 2018
إلى مجهول جديد (نذير الخطيب/ فرانس برس)
+ الخط -
مقاطع الفيديو انتشرت، وارتفعت الأرقام وانخفضت ثم ارتفعت، تتحدث عن ضحايا المجزرة في دوما التابعة لغوطة دمشق الشرقية، في سورية، والتي تقف طائرات النظام السوري خلفها، بما رمته من براميل مليئة بالغاز.

معظم الضحايا من الأطفال والنساء، أظهرتهم المقاطع والصور مفتوحي الأعين، والزبد الأبيض يخرج من أفواههم وأنوفهم. في أحد المقاطع رجل يبكي فوق جثّة طفلته، يطلب منها أن تستيقظ من "نومها". لكنّه الموت الذي يعجز عن تفسيره بالرغم من معايشته له بكثرة مملة طوال سنوات الأزمة السورية. صوت الرجل يحرق كلّ القلوب وهو يقول لابنته: "قومي يا بابا جبتلك شوكولاتة".




لكن، أيّ قلوب تلك التي ستحترق على رجل يبكي ابنته؟ كثيرون لم ينتبهوا أساساً له أو لابنته إلاّ عندما حصل ما حصل. في مناطق كثيرة من سورية تعيش عائلات بأطفالها آلاماً يومية ومعاناة مستمرة منذ سبع سنوات بسبب الحصار. ينقطع الغذاء وينحدر التعليم إلى أدنى مستوياته وترتبك العلاقات الإنسانية والاجتماعية ويختل التوازن النفسي.

الناس هم الناس في كلّ مكان، هم الفئة الأضعف، وهم من ينتظرون خلاصاً من وضع فرض عليهم أن يكونوا فيه. وضع تستغل فيه آلة الإجرام ضعفهم لتهجّرهم من بيوتهم، أو تقتلهم بالقصف والغاز. تلك هي حال دوما.