ولائم المرشحين تنعكس سلباً على فقراء العراق

24 ابريل 2018
ارتفاع أسعار المواشي واللحوم (Getty)
+ الخط -


تُقام العديد من الولائم في العراق يومياً (ما بين 7 إلى 25 وليمة) في المحافظة الواحدة، وينحر في بعضها أكثر من مائة رأس من الماشية لصالح مرشحي الانتخابات، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم، وأثّر بشكل سلبي على القدرة الشرائية للفقراء في البلاد.

ويعمد مرشحون إلى إقامة الولائم في المناطق الريفية والمدن على حد سواء، ضمن أساليب ترغيب المواطنين لحضور مؤتمراتهم الانتخابية والاستماع إليهم، إذ عادة ما تكون الوليمة بعد خطاب أو حديث المرشح.

وشهدت مدن عراقية عدة ارتفاعاً في أسعار الأغنام والعجول، خاصة في بغداد والبصرة والأنبار، بشكل انعكس سلباً على قدرة المواطنين في شراء اللحوم مع اقتراب شهر رمضان.

وارتفعت أسعار الأغنام إلى 300 ألف دينار (نحو 250 دولارا) والعجول إلى نحو مليون دينار (نحو 800 دولار). ويباع كيلو اللحم في الأسواق منذ أيام بسعر 15 ألف دينار (نحو 13 دولارا) بعدما كان بسعر 11 و12 ألف دينار. ويعزو أصحاب محلات الجزارة ومربو الماشية ذلك إلى الطلب المتزايد على الماشية بسبب الولائم التي يقيمها سياسيون.

في السياق يقول صاحب حميد، وهو أحد مربي الماشية في البصرة لـ"العربي الجديد" إن أغنامه تنفد بفعل ارتفاع إقبال المرشحين على شرائها يومياً "وهذا ما دفعني إلى رفع أسعارها". 

من جهته، يقول الموظف الحكومي منعم إبراهيم، أحد سكان بلدة الزبير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شيوخ ووجهاء القبائل يتنافسون على استضافة المرشحين في ديوانهم الخاص ومنحهم الوعود بانتخابهم وحثّ الناخبين على ذلك، ما يدفع المرشحين إلى إقامة الولائم لعقد الصفقات الانتخابية، خاصة أن الكثير من القوائم الانتخابية تنفق مئات الآلاف من الدولارات على دعايتها الانتخابية".

ويبيّن إبراهيم، أنّ "الوسائل التقليدية التي نهجها المرشحون في الدورات السابقة عبر توزيع الهدايا على الناخبين مثل البطانيات والمواد الغذائية وإطلاق الوعود بتحسين الخدمات والتعيينات في دوائر الدولة لم تجد نفعاً، لذا لجأ المرشحون لإقامة الولائم".

ويشرح أن "ارتفاع الأسعار يثير حفيظة الفقراء، فالانتخابات كل أربعة أعوام ومعها تختل موازين السوق، الأمر الذي يحدّ من تبضع العائلات من أصحاب الدخل المحدود".

وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، يؤكد المسؤول المحلي في بلدة المقدادية، عدنان التميمي، أن سوق المواشي وخاصة الأغنام في المقدادية وبعقوبة والمناطق الأخرى شهدت ازدهاراً غير مسبوق وارتفاعاً في الأسعار في بعض المناطق، خاصة في ظل لجوء المرشحين إلى إقامة ولائمهم وتجمعاتهم والتحشيد الجماهيري، والتي تهدف لاستقطاب الجماهير في الانتخابات المقبلة.

وكانت مفوضية الانتخابات العراقية، أعلنت أن 24 مليون عراقي من بين 36 مليون نسمة وهو عدد سكان العراق، يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة، وتمتد ولاية مجلس النواب  الذي يضم 328 مقعداً أربع سنوات، وتخوض الانتخابات مئات الأحزاب والتشكيلات السياسية بحوالي 7 آلاف مرشح.

يذكر أن موعد الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق هو 12 مايو/أيار المقبل في العاصمة بغداد وجميع المحافظات دون استثناء.

وكانت المحكمة العليا بالعراق قد رفضت طلب بعض الأحزاب السياسية والنواب تأجيل الانتخابات لمدة عام، وأكدت على ضرورة أن تتم في موعدها، وذلك التزاماً بالقانون والدستور العراقي. وكانت آخر انتخابات تشريعية قد جرت في 30 أبريل/نيسان عام 2014.

دلالات