يتفاوت استهلاك اللحوم في تركيا بحسب المناطق الجغرافية أو القوميات ربّما، فديار بكر ذات الأغلبية الكردية على سبيل المثال يرتفع فيها استهلاك اللحوم الحمراء. وتُعَدّ نسبة استهلاك اللحوم في عموم تركيا منخفضة قياساً بما تستهلكه دول الجوار وبما يحتاجه الجسم من بروتين حيواني، أمّا الأسباب فتتراوح ما بين مادية وأخرى ترتبط بأنماط استهلاكية محددة.
في استطلاع للرأي حول عادات الطعام البارزة لدى الأتراك وتأثّرها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أتت اللحوم كالطعام الأكثر تفضيلاً لدى الأتراك، خصوصاً اللحوم الحمراء، لكن الأقلّ استهلاكاً. وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي أعدّته متاجر "مترو كاش آند كاري" بالتعاون مع مؤسسة "كوندا" التركية لاستطلاعات الرأي خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، أنّ نسبة الأتراك الذين يرغبون في وجود لحوم في ثلاجاتهم إذا لم يكن ثمّة مانع اقتصادي هي 62.3 في المائة، في حين أنّ نسبة الذين يفضّلون الفواكه الطازجة هي 8.8 في المائة، والذين يفضّلون الخضراوات 4.1 في المائة.
والاستطلاع الذي أعدّ من خلال 2713 مقابلة مباشرة في 163 قرية وحياً من 31 ولاية تركية، أكّد أنّ الفقراء أو ذوي الدخل المحدود يفضّلون اللحوم لكنّهم لا يستهلكونها، في حين أنّ استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة والسمك يغلب لدى ذوي الدخل المرتفع، وتليها أطباق من الخضراوات وحبوب الفاصوليا. أمّا أكثر ما يطبخه الأتراك فهو الحساء أو الشوربة ثمّ المعكرونة والأرزّ.
اقــرأ أيضاً
لكنّ رمضان ألان وهو صاحب مكتب عقاري في منطقة الفاتح بإسطنبول، يلفت لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "استطلاعات الرأي قد لا تكون نتائجها دقيقة. فاستهلاك اللحوم كبير في المطاعم الشعبية التركية عموماً، بل تكاد اللحوم تكون الوجبة الرئيسية". ويؤكد أنّ "استهلاك اللحوم جيّد في تركيا، غير أنّه يتفاوت بين ولاية وأخرى وحتى بين أسرة وأخرى، والسبب هو العادة أكثر من الوضع المادي". وألان الذي يبدو مطّلعاً جداً عن الموضوع، يتحدّث عن "الاختلاف في استهلاك اللحوم بين الولايات التركية"، ويشرح أنّ "ما يُقال عن أضنة وأورفا المشهورتَين باللحوم واستهلاكها، لا ينسحب على سامسون الواقعة على البحر الأسود وذات الاستهلاك البروتيني المنخفض بينما يرتفع استهلاكها للفاكهة. كذلك، ثمّة اختلاف في نسب استهلاك اللحوم بين مدن الجنوب القريبة من سورية والعراق".
من جهتها، ترى رابعة آيدن بخلاف ألان أنّ "للوضع المالي دوره الكبير في ما يتعلّق بارتفاع نسبة استهلاك اللحوم"، وتشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الحدّ الأدنى للأجور وعلى الرغم من رفعه، مطلع العام الجاري، إلى 420 دولاراً أميركياً، ما زال متدنياً".
ويشير عمر باك، وهو تركي كردي، إلى أنّ عادات استهلاك الأتراك للحوم تتفاوت بحسب المناطق وسكانها، مؤكّداً أنّها تقترب من عادات السوريين، فهم يشترون بكميات كبيرة وتكاد لا تخلو وجبة واحدة من اللحوم. يضيف باك لـ"العربي الجديد" أنّ "المناطق ذات الغالبية الكردية تمتاز بتربية الماشية وكثرة المراعي. وهناك، يُستهلك عادة لحم الغنم أكثر من لحوم البقر والدجاج التي يعتمد عليها الأتراك. هم قليلاً ما يفضّلون لحم الغنم".
في السياق، يقول القصّاب التركي، يونس جسور، في منطقة أدرنة كابيه بإسطنبول، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسعار ارتفعت كثيراً خلال السنوات الأخيرة"، لافتاً إلى أنّ "الأتراك يشترون كميات قليلة من اللحوم بحسب احتياجاتهم اليومية، في حين أنّ السوريين - هم كثر في تلك المنطقة - يشترون كميات كبيرة. لذا عندما يطلب الزبون كمية كبيرة أعرف أنّه سوري". أمّا القصّاب السوري عبد الحميد علوش في منطقة الفاتح، فلا يرى أنّ للوضع المالي تأثيراً، إذ إنّ "معظم وجبات الأتراك خالية من اللحوم. هم يعتمدون الخضار بخلاف السوريين الذين تغلب اللحوم على وجباتهم". ومثالاً على ذلك، يشير علوش لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "طبق اللحم بعجين الشهير في تركيا يحتوي قليلاً من اللحم وكثيراً من الخضار، في حين يغلب اللحم على الطبق نفسه الشهير في سورية. فالسوريون لا يضيفون إلا البندورة على اللحم".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يشدد متخصصون صحيون على أنّ استهلاك اللحوم ضروري للجسم والعضلات، شريطة أن يكون استهلاكها باعتدال. ويقول الطبيب التركي، نذير زرزور، من إسطنبول لـ"العربي الجديد"، إنّ "50 غراماً من البروتين الحيواني يومياً تكفي الإنسان. وفي حال الزيادة، فإنّ ذلك قد يتسبّب في أضرار على القلب والشرايين والكلى، بالإضافة إلى زيادة الوزن وغيرها من المشكلات الصحية". كذلك، يحذّر زرزور من أنّ "زيادة استهلاك اللحوم بأنواعها يرفع من احتمالات إصابة الشخص بالسرطان، خصوصاً إذا كانت مصنعة أو تحوي مواد حافظة".
في استطلاع للرأي حول عادات الطعام البارزة لدى الأتراك وتأثّرها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أتت اللحوم كالطعام الأكثر تفضيلاً لدى الأتراك، خصوصاً اللحوم الحمراء، لكن الأقلّ استهلاكاً. وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي أعدّته متاجر "مترو كاش آند كاري" بالتعاون مع مؤسسة "كوندا" التركية لاستطلاعات الرأي خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، أنّ نسبة الأتراك الذين يرغبون في وجود لحوم في ثلاجاتهم إذا لم يكن ثمّة مانع اقتصادي هي 62.3 في المائة، في حين أنّ نسبة الذين يفضّلون الفواكه الطازجة هي 8.8 في المائة، والذين يفضّلون الخضراوات 4.1 في المائة.
والاستطلاع الذي أعدّ من خلال 2713 مقابلة مباشرة في 163 قرية وحياً من 31 ولاية تركية، أكّد أنّ الفقراء أو ذوي الدخل المحدود يفضّلون اللحوم لكنّهم لا يستهلكونها، في حين أنّ استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة والسمك يغلب لدى ذوي الدخل المرتفع، وتليها أطباق من الخضراوات وحبوب الفاصوليا. أمّا أكثر ما يطبخه الأتراك فهو الحساء أو الشوربة ثمّ المعكرونة والأرزّ.
لكنّ رمضان ألان وهو صاحب مكتب عقاري في منطقة الفاتح بإسطنبول، يلفت لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "استطلاعات الرأي قد لا تكون نتائجها دقيقة. فاستهلاك اللحوم كبير في المطاعم الشعبية التركية عموماً، بل تكاد اللحوم تكون الوجبة الرئيسية". ويؤكد أنّ "استهلاك اللحوم جيّد في تركيا، غير أنّه يتفاوت بين ولاية وأخرى وحتى بين أسرة وأخرى، والسبب هو العادة أكثر من الوضع المادي". وألان الذي يبدو مطّلعاً جداً عن الموضوع، يتحدّث عن "الاختلاف في استهلاك اللحوم بين الولايات التركية"، ويشرح أنّ "ما يُقال عن أضنة وأورفا المشهورتَين باللحوم واستهلاكها، لا ينسحب على سامسون الواقعة على البحر الأسود وذات الاستهلاك البروتيني المنخفض بينما يرتفع استهلاكها للفاكهة. كذلك، ثمّة اختلاف في نسب استهلاك اللحوم بين مدن الجنوب القريبة من سورية والعراق".
من جهتها، ترى رابعة آيدن بخلاف ألان أنّ "للوضع المالي دوره الكبير في ما يتعلّق بارتفاع نسبة استهلاك اللحوم"، وتشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الحدّ الأدنى للأجور وعلى الرغم من رفعه، مطلع العام الجاري، إلى 420 دولاراً أميركياً، ما زال متدنياً".
ويشير عمر باك، وهو تركي كردي، إلى أنّ عادات استهلاك الأتراك للحوم تتفاوت بحسب المناطق وسكانها، مؤكّداً أنّها تقترب من عادات السوريين، فهم يشترون بكميات كبيرة وتكاد لا تخلو وجبة واحدة من اللحوم. يضيف باك لـ"العربي الجديد" أنّ "المناطق ذات الغالبية الكردية تمتاز بتربية الماشية وكثرة المراعي. وهناك، يُستهلك عادة لحم الغنم أكثر من لحوم البقر والدجاج التي يعتمد عليها الأتراك. هم قليلاً ما يفضّلون لحم الغنم".
في السياق، يقول القصّاب التركي، يونس جسور، في منطقة أدرنة كابيه بإسطنبول، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسعار ارتفعت كثيراً خلال السنوات الأخيرة"، لافتاً إلى أنّ "الأتراك يشترون كميات قليلة من اللحوم بحسب احتياجاتهم اليومية، في حين أنّ السوريين - هم كثر في تلك المنطقة - يشترون كميات كبيرة. لذا عندما يطلب الزبون كمية كبيرة أعرف أنّه سوري". أمّا القصّاب السوري عبد الحميد علوش في منطقة الفاتح، فلا يرى أنّ للوضع المالي تأثيراً، إذ إنّ "معظم وجبات الأتراك خالية من اللحوم. هم يعتمدون الخضار بخلاف السوريين الذين تغلب اللحوم على وجباتهم". ومثالاً على ذلك، يشير علوش لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "طبق اللحم بعجين الشهير في تركيا يحتوي قليلاً من اللحم وكثيراً من الخضار، في حين يغلب اللحم على الطبق نفسه الشهير في سورية. فالسوريون لا يضيفون إلا البندورة على اللحم".
إلى ذلك، يشدد متخصصون صحيون على أنّ استهلاك اللحوم ضروري للجسم والعضلات، شريطة أن يكون استهلاكها باعتدال. ويقول الطبيب التركي، نذير زرزور، من إسطنبول لـ"العربي الجديد"، إنّ "50 غراماً من البروتين الحيواني يومياً تكفي الإنسان. وفي حال الزيادة، فإنّ ذلك قد يتسبّب في أضرار على القلب والشرايين والكلى، بالإضافة إلى زيادة الوزن وغيرها من المشكلات الصحية". كذلك، يحذّر زرزور من أنّ "زيادة استهلاك اللحوم بأنواعها يرفع من احتمالات إصابة الشخص بالسرطان، خصوصاً إذا كانت مصنعة أو تحوي مواد حافظة".