إصابات جديدة بالإيدز في بغداد... وهذه هي الأسباب

11 فبراير 2018
التوعية والفحوصات الدورية تضبط انتشار العدوى (تويتر)
+ الخط -

جددت إدارة العاصمة العراقية بغداد، أمس الجمعة، تحذيرها من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بعد رصدها ست إصابات جديدة، خلال الشهر الماضي. في حين أفادت معلومات طبية بأن غالبية المصابين هم من فئة الشباب.

وأشارت لجنة الصحة في البرلمان العراقي إلى أن بيانات دوائر الصحة في العاصمة عن عدد الحالات المصابة "غير دقيقة".

وأكد مجلس العاصمة المحلي أن "الدعارة وغياب ثقافة ممارسة الجنس الآمن، زاد من عدد المصابين"، في حين بيّنت معلومات طبية أن إصابات الإيدز ترتفع في أوساط الشباب الذين يسافرون لغرض السياحة، فيعودون من البلدان التي زاروها مصابين بالمرض.

وتعتبر شُعب الرقابة الصحية الحكومية أن ازدياد حالات الإصابة بالإيدز يعود إلى انتشار مراكز المساج (التدليك) في العاصمة، التي يختبئ تحت عباءتها "تجار الجنس" الذين يشغّلون نساء من جنسيات آسيوية.

وأغلق، العام الماضي، أكثر من 80 مركزاً لعدم حصولها على إجازة رسمية من وزارة الصحة، وفُرضت على أصحابها غرامات مالية، مع وضع لافتات تشير إلى مخالفتها الشروط والتعليمات الصحية. ورغم ذلك ما زالت العاصمة تحوي عشرات المراكز المماثلة، وتحديداً في جانب الرصافة.

وقال أحد الأطباء في دائرة شعبة السيطرة على الإيدز، التابعة لوزارة الصحة، والذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إن غالبية الحالات التي يتم التأكد من إصابتها بالمرض هي وافدة، أي أن حامل المرض أصيب به خارج العراق، بعد زيارته بلدا آخر لغرض السياحة".

وأشار إلى "توجّه بعض شبان بغداد إلى إيران، وممارسة الجنس هناك مع فتيات بغاء، أكثر ما نسمعه من المصابين"، مؤكداً أن "الحالات في تزايد، وهذا أمر مرعب، ونحتاج إلى حملة توعوية واسعة لتثقيف الشبان، فيما يتعلق بالسلامة الصحية والتعامل مع النساء الأجنبيات".


يذكر أن وزارة الصحة الإيرانية أكدت، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن عدد المصابين بالإيدز تجاوز 90 ألفاً من الإيرانيين، من بينهم 30 ألفاً لم يكونوا على علم بإصابتهم، واكتشفوا الأمر عند إجرائهم بعض الفحوصات، خصوصاً تلك المفروضة قبل الزواج. لكن تقديرات بيّنت أن العدد الحقيقي يزيد أضعافاً.

من جهته، قال عضو المجلس المحلي لبغداد، سعد المطلبي، إن "الشبان العراقيين لا يراعون إجراءات النظافة والسلامة خلال العملية الجنسية، لأن أكثر الإصابات كانت بسبب الجنس غير الآمن، وازدياد أعداد المرضى بالإيدز في العاصمة حصل بسبب عدم استخدام الواقي الذكري"، مبيناً أن "من الضروري التوعية من خلال مراكز ودوائر وزارة الصحة وأقسام الإعلام فيها".

وأكد المطلبي لـ"العربي الجديد"، أن "السيطرة أو القضاء على الدعارة، أمر أقرب إلى المستحيل، ليس فقط في العراق، وإنما في كل دول العالم، لكن الحكومة المحلية في بغداد تحاول العمل وفق القانون وإجراء الفحوصات على العاملات في مراكز المساج المنتشرة"، مشيرا إلى أن "سبب ازدياد الحالات المصابة بالإيدز، ليس فقط بمراكز المساج في بغداد، بل سفر الشباب وممارسة الجنس في أماكن غير مرخصة طبياً".

يشار إلى أن وزارة الصحة العراقية أعلنت، نهاية العام الماضي، أن عدد حالات الإصابة بمرض الإيدز المسجلة لعامي 2016 و2017 بلغ 185 حالة. وأوضح المتحدث باسمها، سيف البدر، أن زيادة أعداد المصابين جاء نتيجة تطبيق الوزارة الفحص الإجباري قبل عقد الزواج، إضافة إلى الفحص الإجباري للشبان الذين يسافرون إلى مناطق موبوءة بعد عودتهم، فضلا عن الفحص الإجباري للمتبرعين بالدم، والفحص المطلوب قبل العمليات الجراحية في المستشفيات.

في موازاة ذلك، بيّن الوزير الأسبق لوزارة الصحة وعضو لجنة الصحة البرلمانية، صالح الحسناوي، أن "تقارير وبيانات دوائر الصحة، المتضمنة أعداد المصابين، تكون غالبا غير دقيقة". وقال لـ"العربي الجديد"، إن "الوزارة في نهاية كل عام تجري جرداً لأعداد المصابين بالإيدز وباقي الأمراض الانتقالية، لذا نحن ننتظر التقرير النهائي لهذه السنة".

وأضاف أن "لجنة الصحة في البرلمان تراقب عمل الوزارة وخطواتها، وتراجع أخطاءها وتحسنها من خلال الاعتماد على قانون الصحة العالمية"، مشيرا إلى أن "مرضى الإيدز لا بد من التعامل معهم بحذر، ومحاولة الحد من انتشار المرض بالوسائل المتاحة".

المساهمون