يتطلّع المهجرون في الشمال السوري بمناسبة العام الجديد إلى مستقبل أفضل ينهي فصول المعاناة التي كابدوها داخل المخيمات وخارجها، فضلا عن زوال نظام بشار الأسد، المسبب الأول لمأساتهم.
ويقول المهجر من جنوب دمشق، معروف شالاتي، لـ"العربي الجديد": "نحلم بأن ينتهي نظام الأسد وأن نعيش بأمان وسلام دون خوف. أفضل ما قد يحصل في العام المقبل هو انقضاء حكم عائلة الأسد وزوال قبضتها عنا، فقد عشنا أكثر من 40 عاما في ظل حكم هذه العائلة، ذقنا خلالها التمييز والاضطهاد والخوف من الاعتقال، وتربينا على الهتاف لحزب البعث والقائد، ولم نكن أبدا أحرارا بالحصول على أي شيء، حتى لقمة عيشنا".
ويعرب شالاتي عن حزنه لما حل بأهالي جنوب دمشق من تهجير وكذلك باقي المناطق السورية، ويتطلع إلى أن يكون الشمال السوري نموذجا لسورية التي تتسع للجميع قائلا: "نريد أن تكون سورية وطنا لنا، نحصل على الوظيفة في الدولة دون وسائط، ولا نقف في الطابور للحصول على ربطة الخبز، أو نبتز للحصول على أسطوانة الغاز".
بدوره، يصرح ابن حمص محمود اليونس لـ"العربي الجديد": "أكثر ما أتمناه هو العودة إلى منزلي والعمل في ورشتي بحي باب السباع. كنت أعمل نجارا فيها، أصنع الأبواب والنوافذ الخشبية، أما الآن فأنا نازح لا أكثر، أعيش في المخيم. كل ما أريده هو تأمين حياة أولادي الصغار وضمان تعليمهم وتفوقهم ليعيشوا حياة أفضل من الحياة التي أعيشها وعشتها سابقا".
في المقابل، وجد رامي العبد الله في بلدة دير حسان بريف إدلب مكانا جديدا يؤسس فيه لحياته بالشمال السوري، بعدما اشترى أرضا فيها وبنى منزلا يعيش فيه حاليا مع عائلته.
ويشرح لـ"العربي الجديد" أنّ عودته لريف حمص أمر مستحيل طالما بقي النظام، وأنه منذ قدومه للشمال السوري اشترى مساحة من الأرض تبلغ مساحتها 300 متر، بسعر بلغ 350 دولارا. وبنبرة لا تخلو من تفاؤل، يقول العبد الله إن "ألم السوريين لن يدوم مهما ساءت الأحوال، فمعاناتهم ستنتهي عاجلا أم آجلا".
من جهته، يرى الشاب العشريني علاء سراج أن خياره الوحيد هو الخروج من الشمال لمواصلة دراسته، والتفكير جديا بتطوير حياته، مضيفا: "لن أبقى مكبلا في مدينة الباب السورية، رغم أنه لن يكون سهلا عليّ ترك عائلتي هنا، لكن ليس أمامي أية خيارات، فقد أفقد مستقبلي هنا، وأنا أريد أن يكون العام الجديد فرصة لي لبدء حياة أفضل بدل البكاء على الماضي".