مخاطر أمنية كثيرة يواجهها المارة على الطرقات الرئيسية في أفغانستان يوماً بعد يوم، خصوصاً سكّان الجنوب الذين يربطهم طريق رئيسي واحد بالعاصمة كابول. أمّا سكان الشرق، فلا يشكون فقط المخاطر الأمنية على امتداد الطرقات، بل أيضاً وعورة الطرقات وعدم اهتمام الحكومة بالأمر.
ويخشى كثيرون من سكان الأقاليم الجنوبية، من بينهم العاملون والموظفون في الحكومة، خصوصاً في الجيش والشرطة، تعرّض حركة "طالبان" والجماعات المسلحة لهم أثناء السفر. وهناك من يتحدّث عن تعرّضهم للسرقة وسط الطريق.
ولا يكتفي المسلّحون بأخذ العاملين في الحكومة أو الجيش أو من يشتبه بأن لهم صلة بالحكومة والمؤسسات الرسمية كرهائن، بل يعمدون إلى تصفيتهم على الطريق ذاته، وأحياناً بعد لحظات فقط، ما يثير الخوف والذعر لدى المارة، خصوصاً أن الدوافع وراء القتل، وإن بذريعة العمل في الحكومة علناً، مجهولة. ولا يمكن لأي جهة التحقيق مع المشتبه بهم لمعرفة إن كانوا يعملون في الحكومة أم لا.
اقــرأ أيضاً
ويقول خان محمد، أحد سائقي الحافلات على الطريق الرئيسي بين كابول وقندهار، لـ "العربي الجديد": "تعرّض المسلّحين للحافلات والسيارات العامة كثر، خلال الأيام الأخيرة. ولم يعد الأمر محصوراً في الليل، بل يمكن أن يحدث في وضح النهار. وتتعرّض السيارات والحافلات العامة للتفتيش من قبل مسلحين، و"أحياناً يأخذون منا بعض الركاب إذا ما ظنوا أن لهم صلة بالحكومة. ويكون الموقف صعباً حين يكون معهم أطفال ونساء".
ويذكر قصة شاب من عناصر الشرطة الأفغانية، كان يسافر من كابول إلى منزل صهره في إقليم زابل. "ووسط الطريق، تعرّض لنا مسلحون. وبعد تفتيش جميع الركاب، طلب المسلحون من الشاب النزول بدعوى أنه يعمل في الشرطة، وبدأت زوجته تصرخ وأمسكت بثيابه. غير أن المسلحين أجبروها على تركه وأخذوه".
يضيف السائق: "بقينا مكاننا نحاول التفكير في ما يمكن فعله. ثم سمعنا إطلاق نار على بعد أمتار. ولمّا توجه بعض الركاب إلى هناك، وجدوا أن الشاب ملقى على الأرض، وقد أصيب في رأسه وصدره، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة".
الزوجة وجثمان الرجل أربكا السائق كثيراً وكل من كان معه. ثمّ قرر الجميع إحالتهما إلى الحكومة المحلية في إقليم غزنة، حيث وقع الحادث، "لكنني ما زلت أشعر بالألم".
ويرى السائق أنّ أحد أهم أسباب زيادة نسبة هذه الجرائم هو ترك الجيش الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرته للمسلحين، وفق خطة وزارة الدفاع. بالتالي، ما من أي عائق أمام المسلحين مهما كانت الجماعات التي ينتمون إليها.
والأكثر تضرراً من المخاطر على الطرقات الرئيسية في أفغانستان هم العمال والموظفون في الحكومة والجيش والاستخبارات، خاصة الذين يعملون في كابول. هؤلاء يصعب عليهم أن يأتوا بأسرهم إلى كابول، لأن رواتبهم ضئيلة، ولا يمكنهم الذهاب إلى منازلهم بسبب المخاطر الموجودة على امتداد الطرقات. وفي كل مرة يضطرون إلى اجتياز الطرقات، يشعرون بالخوف، ويقلق ذووهم. هم بين خيارين خطيرين، إما ترك الأولاد أو الذهاب إليهم.
من بين هؤلاء، محمد إلياس، أحد ضباط الشرطة في كابول، الذي تعيش أسرته في إقليم غزنة. لم يكن يتأخر يوماً عن الذهاب إلى المنزل أيام الإجازات، لكنه بات يخشى على نفسه وأولاده، كما يقول لـ "العربي الجديد". يضيف: "المشكلة تفاقمت بعدما أخلت القوات الأفغانية مناطق كثيرة للمسلحين، وأصبحت أجزاء كبيرة من الطرقات الرئيسية بين كابول وغزنة في قبضة المسلحين. وثمّة مشكلة أخرى، وهي أن داخل الحكومة من يساعد المسلحين، وهم يلاحقوننا عندما ندخل مناطق تابعة لإقليم غزنة".
ويطالب إلياس الحكومة بالاهتمام بأمن الطرقات الرئيسية، لاسيما التي تربط الجنوب بالعاصمة، تحديداً في المناطق التابعة لإقليمي غزنة ولوجر. معظم هذه الحوادث تقع في إقليمي غزنة ولوجر. إلا أن الوضع أفضل نسبياً في الأقاليم الأخرى.
اقــرأ أيضاً
وليس الأمان وحده مشكلة الطرقات الرئيسية في أفغانستان، بل أيضاً وعورتها، خصوصاً في شرق البلاد، حيث إن مناطق مختلفة تقع في قبضة تنظيم داعش، الذي يعيق تعبيد الطرقات. على سبيل المثال، فإن سكان مديرية دور بابا في إقليم ننجرهار يشكون من أن السفر على الطريق الرئيسي بين المديرية ومدينة جلال أباد مركز الإقليم، صعب في ظل وعورة الطرقات والخطر الأمني.
الحكومة مسؤولة
أختر خان زعيم من زعماء قبائل مديرية دور بابا في إقليم ننجرهار، يقول لـ"العربي الجديد": "نحفظ مناطقنا من الجماعات المسلحة، لكن يتعين على الحكومة تأمين الطرقات الرئيسية وصيانتها. فوعورة الطرقات تؤثّر على المواطنين إلى درجة كبيرة، عدا عن تعرّضهم لتهديد المسلحين عليها".
ويخشى كثيرون من سكان الأقاليم الجنوبية، من بينهم العاملون والموظفون في الحكومة، خصوصاً في الجيش والشرطة، تعرّض حركة "طالبان" والجماعات المسلحة لهم أثناء السفر. وهناك من يتحدّث عن تعرّضهم للسرقة وسط الطريق.
ولا يكتفي المسلّحون بأخذ العاملين في الحكومة أو الجيش أو من يشتبه بأن لهم صلة بالحكومة والمؤسسات الرسمية كرهائن، بل يعمدون إلى تصفيتهم على الطريق ذاته، وأحياناً بعد لحظات فقط، ما يثير الخوف والذعر لدى المارة، خصوصاً أن الدوافع وراء القتل، وإن بذريعة العمل في الحكومة علناً، مجهولة. ولا يمكن لأي جهة التحقيق مع المشتبه بهم لمعرفة إن كانوا يعملون في الحكومة أم لا.
ويقول خان محمد، أحد سائقي الحافلات على الطريق الرئيسي بين كابول وقندهار، لـ "العربي الجديد": "تعرّض المسلّحين للحافلات والسيارات العامة كثر، خلال الأيام الأخيرة. ولم يعد الأمر محصوراً في الليل، بل يمكن أن يحدث في وضح النهار. وتتعرّض السيارات والحافلات العامة للتفتيش من قبل مسلحين، و"أحياناً يأخذون منا بعض الركاب إذا ما ظنوا أن لهم صلة بالحكومة. ويكون الموقف صعباً حين يكون معهم أطفال ونساء".
ويذكر قصة شاب من عناصر الشرطة الأفغانية، كان يسافر من كابول إلى منزل صهره في إقليم زابل. "ووسط الطريق، تعرّض لنا مسلحون. وبعد تفتيش جميع الركاب، طلب المسلحون من الشاب النزول بدعوى أنه يعمل في الشرطة، وبدأت زوجته تصرخ وأمسكت بثيابه. غير أن المسلحين أجبروها على تركه وأخذوه".
يضيف السائق: "بقينا مكاننا نحاول التفكير في ما يمكن فعله. ثم سمعنا إطلاق نار على بعد أمتار. ولمّا توجه بعض الركاب إلى هناك، وجدوا أن الشاب ملقى على الأرض، وقد أصيب في رأسه وصدره، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة".
الزوجة وجثمان الرجل أربكا السائق كثيراً وكل من كان معه. ثمّ قرر الجميع إحالتهما إلى الحكومة المحلية في إقليم غزنة، حيث وقع الحادث، "لكنني ما زلت أشعر بالألم".
ويرى السائق أنّ أحد أهم أسباب زيادة نسبة هذه الجرائم هو ترك الجيش الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرته للمسلحين، وفق خطة وزارة الدفاع. بالتالي، ما من أي عائق أمام المسلحين مهما كانت الجماعات التي ينتمون إليها.
والأكثر تضرراً من المخاطر على الطرقات الرئيسية في أفغانستان هم العمال والموظفون في الحكومة والجيش والاستخبارات، خاصة الذين يعملون في كابول. هؤلاء يصعب عليهم أن يأتوا بأسرهم إلى كابول، لأن رواتبهم ضئيلة، ولا يمكنهم الذهاب إلى منازلهم بسبب المخاطر الموجودة على امتداد الطرقات. وفي كل مرة يضطرون إلى اجتياز الطرقات، يشعرون بالخوف، ويقلق ذووهم. هم بين خيارين خطيرين، إما ترك الأولاد أو الذهاب إليهم.
من بين هؤلاء، محمد إلياس، أحد ضباط الشرطة في كابول، الذي تعيش أسرته في إقليم غزنة. لم يكن يتأخر يوماً عن الذهاب إلى المنزل أيام الإجازات، لكنه بات يخشى على نفسه وأولاده، كما يقول لـ "العربي الجديد". يضيف: "المشكلة تفاقمت بعدما أخلت القوات الأفغانية مناطق كثيرة للمسلحين، وأصبحت أجزاء كبيرة من الطرقات الرئيسية بين كابول وغزنة في قبضة المسلحين. وثمّة مشكلة أخرى، وهي أن داخل الحكومة من يساعد المسلحين، وهم يلاحقوننا عندما ندخل مناطق تابعة لإقليم غزنة".
ويطالب إلياس الحكومة بالاهتمام بأمن الطرقات الرئيسية، لاسيما التي تربط الجنوب بالعاصمة، تحديداً في المناطق التابعة لإقليمي غزنة ولوجر. معظم هذه الحوادث تقع في إقليمي غزنة ولوجر. إلا أن الوضع أفضل نسبياً في الأقاليم الأخرى.
وليس الأمان وحده مشكلة الطرقات الرئيسية في أفغانستان، بل أيضاً وعورتها، خصوصاً في شرق البلاد، حيث إن مناطق مختلفة تقع في قبضة تنظيم داعش، الذي يعيق تعبيد الطرقات. على سبيل المثال، فإن سكان مديرية دور بابا في إقليم ننجرهار يشكون من أن السفر على الطريق الرئيسي بين المديرية ومدينة جلال أباد مركز الإقليم، صعب في ظل وعورة الطرقات والخطر الأمني.
الحكومة مسؤولة
أختر خان زعيم من زعماء قبائل مديرية دور بابا في إقليم ننجرهار، يقول لـ"العربي الجديد": "نحفظ مناطقنا من الجماعات المسلحة، لكن يتعين على الحكومة تأمين الطرقات الرئيسية وصيانتها. فوعورة الطرقات تؤثّر على المواطنين إلى درجة كبيرة، عدا عن تعرّضهم لتهديد المسلحين عليها".