تعاني عشرات من الأسر المصرية، بمحافظة شمال سيناء من ظروف اقتصادية صعبة، منذ أربع سنوات، نتيجة توقف الحركة السياحية، واستمرار العمليات العسكرية للقوات المسلحة من أجل مواجهة الإرهاب في مدن المحافظة، وهي العمليات التي فرضت حصاراً أمنياً على الأهالي في الدخول والخروج، كما أدت إلى ضرب الحرف اليدوية التي اشتهر بها الأهالي خلال السنوات الماضية، والقضاء عليها بشكل كبير. وهي الحرف التي تعد المصدر الأول للرزق لديهم، ويعمل فيها الرجال والنساء معاً كمصدر مهم لدخلهم.
لطالما كانت منتجات الحرف اليدوية لأهالي شمال سيناء، يجري تصديرها إلى الخارج باعتبارها سلعاً عالية الجودة تحمل طابعاً ثقافياً مصرياً، بالإضافة إلى تصديرها إلى عدد من المدن المصرية، كما يتولى الأهالي بيعها إلى السائحين من خلال بازارات في عدد من المدن السياحية وفي المحلات والميادين. ويقبل السائحون على شرائها للاحتفاظ بتذكارات من مصر بعد عودتهم إلى بلادهم. لكنّ تراجع معدلات السياحة، خصوصاً الروسية والألمانية أدى أيضاً إلى فشل بيع تلك الحرف اليدوية.
اقــرأ أيضاً
تشتهر السيدات في سيناء بصفة عامة بقدرتهنّ الإبداعية على تجسيد التراث السيناوي بمختلف أشكاله، ومن أهم الحرف اليدوية التي اشتهر بها الأهالي من البدو، التطريز على الملابس والسجاد، وصنع المجوهرات الشعبية، وأشغال النسيج بأشكاله المختلفة، والخيم، والفخار بأنواعه وأشكاله، وأيضاً منتجات جلود الحيوانات ومنها الأحزمة، وإعداد العرائس والدمى، والأواني الخشبية والنحاسية، وكذلك الأفرشة والأغطية والكليم (نوع من السجاد) الذي يُصنع من فرو الأغنام باستخدام النول اليدوي، وتصبغ ألوان خيوطه لتحاكي أشكالاً مختلفة.
أدت الظروف المحيطة بالحرف اليدوية في شمال سيناء، إلى توقف المعارض الدولية والمحلية، لتسهيل بيع المنتجات، وتوقف دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي من بينها الحرف، وتسبب ذلك في تعطيل فرص عمل النساء في شمال سيناء، خصوصاً أنّ معظمهن لا يحصلن على قدر كبير من التعليم، وعدداً كبيراً منهن كان يعتمد على تلك الحرف كمصدر مهم وحيوي للأسر في الإنتاج وتغطية تكاليف الحياة.
بدوره، يقول، صفوان الزامل، وهو أحد شيوخ مدينة العريش بشمال سيناء، إنّ الأحداث العسكرية التي تمرّ بها المحافظة حالياً ووجود الإرهاب، أصابا أهالي شمال سيناء بحالة من اليأس نتيجة ضيق الحياة والحصار المفروض. يؤكد أنّ الحياة في الماضي "بالرغم من نسيان أهالي شمال سيناء من قبل حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك وعدم الاهتمام بالمواطن السيناوي، كانت على ما يرام، ولا توجد مشاكل اقتصادية كبيرة". يوضح أنّ "(الحرف اليدوية) كانت تمثل دخلاً اقتصادياً كبيراً للأهالي لتصديرها إلى الخارج، بالإضافة إلى السياحة، وتنظيم معارض لها وبيعها في أسواق المدن السيناوية وفي عدد من المحافظات المصرية، أما الوضع الآن فمتدهور اقتصادياً بشدة في كافة نواحي الحياة. والحرف اليدوية باتت من الماضي، بسبب الحملات الأمنية، وعدم توافر الأمان داخل مدن المحافظة بهدف الإنتاج والعمل".
يقول، محمد المالح، وهو من أهالي شمال سيناء، إنّ تراجع الحرف اليدوية تسبب في حالة من التعطيل داخل مدن شمال سيناء، التي كانت تشتهر بها بأنواعها المختلفة: "الثوب السيناوي المطرز كان سعره يصل إلى أكثر من 2000 جنيه (285 دولاراً أميركياً في تلك الفترة). وكانت تباع القمصان النسائية المطرزة، والصدريات الرجالية، والحقائب، وغيرها من التشكيلات اليدوية المختلفة التي كانت تمتاز بالأناقة والجمال".
يقارن المالح بالحال التي وصلت إليها المحافظة الآن: "هناك شوارع ومدن وقرى منكوبة جراء الأحداث الأمنية، بل هناك بيوت تحولت إلى كومة من الحجارة، وأشجار زيتون باتت حطباً، وبالإضافة إلى كلّ ذلك، هناك غلاء في الأسعار، وبات الغلابة بين فكي الحكومة والتجار، فقد ارتفعت أسعار الخضر والفاكهة في أسواق شمال سيناء. وقد تأثرت حياة الأهالي مباشرة، إذ يعانون إلى جانب الغلاء من نقص في المعروض من السلع، فضلاً عن تأخير وصولها إليهم، بسبب انتظار السيارات الناقلة أمام الكمائن العسكرية الثابتة والمتحركة".
اقــرأ أيضاً
أمّ خضرا، أمٌّ لثلاثة أولاد، تعلمت التطريز بعد خروجها من التعليم الابتدائي، وحوّلت حجرة في منزلها إلى مشغل للملابس وأغطية الرأس. تؤكد أنّ "الحرفة كانت في البداية جميلة ولها مردود جيد إلى حد ما، أما الآن فالوضع انقلب تماماً، إذ لا مواد أولية، ولا أسواق لبيع المنتجات. تحول الأمر إلى خراب ديار، وبتنا نتسول لقمة العيش".
لطالما كانت منتجات الحرف اليدوية لأهالي شمال سيناء، يجري تصديرها إلى الخارج باعتبارها سلعاً عالية الجودة تحمل طابعاً ثقافياً مصرياً، بالإضافة إلى تصديرها إلى عدد من المدن المصرية، كما يتولى الأهالي بيعها إلى السائحين من خلال بازارات في عدد من المدن السياحية وفي المحلات والميادين. ويقبل السائحون على شرائها للاحتفاظ بتذكارات من مصر بعد عودتهم إلى بلادهم. لكنّ تراجع معدلات السياحة، خصوصاً الروسية والألمانية أدى أيضاً إلى فشل بيع تلك الحرف اليدوية.
تشتهر السيدات في سيناء بصفة عامة بقدرتهنّ الإبداعية على تجسيد التراث السيناوي بمختلف أشكاله، ومن أهم الحرف اليدوية التي اشتهر بها الأهالي من البدو، التطريز على الملابس والسجاد، وصنع المجوهرات الشعبية، وأشغال النسيج بأشكاله المختلفة، والخيم، والفخار بأنواعه وأشكاله، وأيضاً منتجات جلود الحيوانات ومنها الأحزمة، وإعداد العرائس والدمى، والأواني الخشبية والنحاسية، وكذلك الأفرشة والأغطية والكليم (نوع من السجاد) الذي يُصنع من فرو الأغنام باستخدام النول اليدوي، وتصبغ ألوان خيوطه لتحاكي أشكالاً مختلفة.
أدت الظروف المحيطة بالحرف اليدوية في شمال سيناء، إلى توقف المعارض الدولية والمحلية، لتسهيل بيع المنتجات، وتوقف دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي من بينها الحرف، وتسبب ذلك في تعطيل فرص عمل النساء في شمال سيناء، خصوصاً أنّ معظمهن لا يحصلن على قدر كبير من التعليم، وعدداً كبيراً منهن كان يعتمد على تلك الحرف كمصدر مهم وحيوي للأسر في الإنتاج وتغطية تكاليف الحياة.
بدوره، يقول، صفوان الزامل، وهو أحد شيوخ مدينة العريش بشمال سيناء، إنّ الأحداث العسكرية التي تمرّ بها المحافظة حالياً ووجود الإرهاب، أصابا أهالي شمال سيناء بحالة من اليأس نتيجة ضيق الحياة والحصار المفروض. يؤكد أنّ الحياة في الماضي "بالرغم من نسيان أهالي شمال سيناء من قبل حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك وعدم الاهتمام بالمواطن السيناوي، كانت على ما يرام، ولا توجد مشاكل اقتصادية كبيرة". يوضح أنّ "(الحرف اليدوية) كانت تمثل دخلاً اقتصادياً كبيراً للأهالي لتصديرها إلى الخارج، بالإضافة إلى السياحة، وتنظيم معارض لها وبيعها في أسواق المدن السيناوية وفي عدد من المحافظات المصرية، أما الوضع الآن فمتدهور اقتصادياً بشدة في كافة نواحي الحياة. والحرف اليدوية باتت من الماضي، بسبب الحملات الأمنية، وعدم توافر الأمان داخل مدن المحافظة بهدف الإنتاج والعمل".
يقول، محمد المالح، وهو من أهالي شمال سيناء، إنّ تراجع الحرف اليدوية تسبب في حالة من التعطيل داخل مدن شمال سيناء، التي كانت تشتهر بها بأنواعها المختلفة: "الثوب السيناوي المطرز كان سعره يصل إلى أكثر من 2000 جنيه (285 دولاراً أميركياً في تلك الفترة). وكانت تباع القمصان النسائية المطرزة، والصدريات الرجالية، والحقائب، وغيرها من التشكيلات اليدوية المختلفة التي كانت تمتاز بالأناقة والجمال".
يقارن المالح بالحال التي وصلت إليها المحافظة الآن: "هناك شوارع ومدن وقرى منكوبة جراء الأحداث الأمنية، بل هناك بيوت تحولت إلى كومة من الحجارة، وأشجار زيتون باتت حطباً، وبالإضافة إلى كلّ ذلك، هناك غلاء في الأسعار، وبات الغلابة بين فكي الحكومة والتجار، فقد ارتفعت أسعار الخضر والفاكهة في أسواق شمال سيناء. وقد تأثرت حياة الأهالي مباشرة، إذ يعانون إلى جانب الغلاء من نقص في المعروض من السلع، فضلاً عن تأخير وصولها إليهم، بسبب انتظار السيارات الناقلة أمام الكمائن العسكرية الثابتة والمتحركة".
أمّ خضرا، أمٌّ لثلاثة أولاد، تعلمت التطريز بعد خروجها من التعليم الابتدائي، وحوّلت حجرة في منزلها إلى مشغل للملابس وأغطية الرأس. تؤكد أنّ "الحرفة كانت في البداية جميلة ولها مردود جيد إلى حد ما، أما الآن فالوضع انقلب تماماً، إذ لا مواد أولية، ولا أسواق لبيع المنتجات. تحول الأمر إلى خراب ديار، وبتنا نتسول لقمة العيش".