وتتباين احتفالات السودانيين بهذه الذكرى الدينية، التي تصادف يوم غد الثلاثاء (12 ربيع الأول)، إذ تسيطر الطرق الصوفية على مشهد الاحتفالات في بعض المدن، وترتفع أصوات المنشدين مع ضربات الدفوف، كذلك تزدهر تجارة الحلويات والمرطبات، فترى طوابير المواطنين تصطف أمام المحلات من أجل شراء المحليات لاستقبال هذه الذكرى في أجواء من الفرح.
وتتميز مدينة أمّ درمان، العاصمة التاريخية للسودان، ببصمتها الخاصة في الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، إذ يكتسي ميدان الخليفة حلة احتفالية غير معتادة، وترتفع فيه الأهازيج التي تستوقف المارة وتدعوهم إلى المشاركة في هذه الطقوس المميزة.
ويعتزّ السودانيون بذكرى مولد الرسول، ويعتبرون هذه المناسبة فرصة لإحياء كل المعاني الجميلة، والانتصار للتسامح وصلة الرحم، والإكثار من ذكر الرسول والصلاة عليه وتحبيب سيرته إلى الأطفال.
وفي السياق يقول عبد العزيز علي من الطريقة القادرية لـ"العربي الجديد": "نظمنا بهذه المناسبة معرضاً يحتوي على مقتنيات للنبي صلى الله عليه وسلم، ويحكي عن حياته وسيرته، ويسجل المعرض حضوراً كبيراً من المشاركين".
من جهته يوضح التوم البرعي من الطريقة السمانية (تنسب إلى مؤسسها الشيخ محمد عبد الكريم السمان) أنّ "الأجواء المصاحبة لهذا الاحتفال كلها فرح برسول الله واستحضار ذكراه الطيبة، يفرح فيها الصغير قبل الكبير، وترتفع فيها الدعوات، وتنال بها البركات، إذ تصاحب هذه الأجواء تلاوة السيرة العطرة إلى ما بعد صلاة العشاء، ثم بعدها المديح النبوي والقصائد والإنشاد، وسط حضور كبير".
فيما يقول علي محمد من الطريقة العزمية (تنسب إلى الشيخ محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم): "ننظم برامج للأطفال من مسابقات دينية وتوزيع جوائز وهدايا لتحبيب الصغار بسيرة النبي".
من جانبه يبرز عمار حسن، أحد رواد المولد النبوي، أن "أجواء احتفالات المولد النبوي في السودان لها طعم آخر، وسط حضور العائلات بأطفالها وكبار السن، وما يكتسي هذا اليوم من حركية غير معتادة، وقرع الطبول وأناشيد تعظيم النبي وقصائد ومحاضرات".