العراق: شرطة نسائية لحماية الطالبات من التحرش

12 نوفمبر 2018
الطريق من وإلى المدرسة ليس آمناً دوماً(باتريك باز/فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت أخيراً حالات التحرش أمام مدارس البنات الثانوية في العراق، ما دفع وزارة الداخلية لتوجيه قوات الشرطة النسائية لحماية تلك الأماكن من المتحرشين.

وقال ضابط في قيادة شرطة بغداد "إن قوات النجدة وجهت مفارز من الشرطة النسائية للتواجد أمام مدارس البنات للحيلولة دون تجمع الشبان أمامها، لا سيما خلال فترات بداية ونهاية الدوام"، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن هذه المفارز لديها صلاحيات باستخدام إجراءات صارمة بحق المتحرشين.

وبيّن أن الشرطة النسائية ستؤدي عملها بالتنسيق مع قوات الجيش والشرطة الموزعة على أحياء بغداد، للاستعانة بها في حال حدوث أي طارئ.

وأكد مدير عام النجدة في شرطة بغداد، محمد الربيعي، أن "عمل الشرطة النسوية لن يقتصر على المدارس، بل ستنتشر مفارز منها عند مداخل الأسواق والمولات أيضا من أجل المراقبة والتفتيش"، مبيّنا خلال تصريح صحافي أن الانتشار أمام المدارس هو للحد من حالات التحرش، وأن عمل الشرطيات سيكون بإشراف ضابطات بالشرطة العراقية.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق أنها نشرت مفارز من الشرطة المجتمعية أمام المدارس للحد من حالات التحرش، إلا أن ذلك لم يسيطر على هذه الظاهرة.


ويشكو أولياء أمور طالبات من تفاقم حالات التحرش التي باتت خطراً يهدد المجتمع، وفقا لما أكده علاء حسين الذي يسكن حيّ الإسكان ببغداد، وقال لـ"العربي الجديد" إنه يضطر لإيصال ابنتيه بسيارته الخاصة إلى المدرسة الواقعة في حيّ المنصور القريب.

وأضاف "المشكلة أن الطريق إلى المدرسة يمر عبر حيّ الوشاش المعروف بكونه مقرا للعصابات، والمليشيات، والمدمنين على المخدرات"، مبينا أن أغلب الطالبات من زميلات ابنتيه يتعرضن للتحرش يومياً، الأمر الذي دفعه لتعطيل أعماله وتوصيل ابنتيه بسيارته من أجل تجنب ذلك.

وأوضحت علياء حسين، وهي مدرسة، أن ظاهرة التحرش أصبحت أمراً مقلقاً لا بد من السيطرة عليه، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أنها تسمع قصصا مختلفة من طالباتها عن التحرش يومياً.

واعتبرت أن التحرش لا يقتصر على الشبان المراهقين الذين يتجمعون أمام مدارس البنات، بل ذكرت أن إحدى طالباتها أكدت لها أن السائق الذي يوصلها إلى المدرسة تحرش بها، وأسمعها كلمات غزل على الرغم من أن عمره يفوق عمر والدها.

وأشارت إلى أن الطالبة أبلغت ذويها بما حدث، ما دفعهم إلى تغيير وسيلة نقلها، ونبهت إلى سماعها شكاوى تحرش يقوم بها عناصر الشرطة والجيش وأصحاب المحال التجارية الذين ينتشرون على الطريق المؤدي للمدرسة.
المساهمون