دفعت الحرب في اليمن كثيراً من طلاب الجامعات إلى الالتحاق بجبهات القتال، بعضهم قُتل والبعض الآخر أصيب، وغيرهم ما زالوا يحملون بنادقهم في المعارك الدائرة في أكثر من منطقة.
محمد محمود المحيا (مواليد 1992) يشتهر بين زملائه بالذكاء، ويلقب بالزبيري، نسبة للشاعر والسياسي اليمني المعروف محمد محمود الزبيري. أنهى تعليمه الثانوي وحصل على معدل 91 في المائة والتحق بكلية العلوم الإدارية في مجال المحاسبة، لكنّ الحرب دفعته إلى ترك الجامعة والالتحاق بالمقاومة الشعبية لصد هجوم الحوثيين عن مسقط رأسه، بلدة صبر، في تعز، ليقتل في المعارك لاحقاً. يقول ماهر راجح، وهو خال الطالب الراحل، لـ"العربي الجديد"، إنّ محمد ترك الجامعة في السنة الثالثة وقدم روحه، مؤمناً بضرورة الدفاع عن وطنه ومنطقته إلى جانب كثير من زملائه.
محمود سعيد، الطالب في السنة الثانية بجامعة صنعاء، ترك الدراسة في الجامعة والتحق بصفوف المقاومة الشعبية والجيش في مأرب كواجب وطني دفاعاً عن اليمن. يقول لـ"العربي الجديد": "قبل عامين التحقت بجبهات القتال، وأثناء المواجهة أصبت بقذيفة في موقع تابع للجيش كنت فيه تسببت في إعاقة حركية دائمة لي". يؤكد أنّه لم يندم على ترك الجامعة، لإيمانه القوي بضرورة "مواجهة الباطل"، بحسب تعبيره. يضيف: "احتلت المليشيات الجامعة التي كنت أدرس فيها، وسخّرتها لنشر فكرها العنصري الذي يزدريني ويحقرني كمواطن، ولم يكن أمامي إلاّ أن أرفض هذا الفكر الذي يريدون فرضه عليّ في الجامعة". يلفت إلى أنّ بقاءه في الجامعة وهو يرفض فكر الحوثيين كان سيعرضه للخطر: "لهذا غادرت صنعاء والتحقت بالجيش لمقاتلة الحوثيين".
اقــرأ أيضاً
يؤكد سعيد أنّ زملاء له "تخرّجوا من الجامعة وباتوا عاطلين من العمل، ومنهم من التحق بالجيش الوطني بعدها، والبعض انضم إلى الحوثيين، فيما رفض البعض الالتحاق بالجبهات". يبرر سعيد حرصه على القتال وإن تسبب في حرمانه من التعليم: "ما قيمة التعليم الجامعي وقد خسرنا بلادنا وكرامتنا؟ لن يجد أبناؤنا فرصة التعليم إذا سلمنا الوطن للمليشيات التي تستغل التعليم لفرض فكرها الطائفي". يحكي سعيد بألم، قصص من قتلوا من زملائه وأصدقائه خلال الحرب، وهم يقاتلون في صفوف المقاومة والجيش: "منهم من كان يدرس الهندسة والطب والمحاسبة واللغات. جميعهم تركوا الجامعة وانضموا إلى المقاومة واستشهدوا في جبهات القتال".
مبررات مختلفة تدفع الطلاب إلى ترك جامعاتهم والمشاركة في القتال في الجبهات المختلفة. ففي الجهة الأخرى، التحق إبراهيم المتوكل، الطالب في كلية التربية، بإحدى التشكيلات الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء، لاعتقاده أنّه يؤدي واجبه الديني والوطني. يقول لـ"العربي الجديد": "الدين والوطن أهم من الجامعة، وقد بذلت نفسي رخيصة لله عز وجل، وليس هناك ما هو أعظم من ذلك". يعتقد المتوكل أنّ جامعته باقية، وسيعود إليها في حال انتهت الحرب: "أما إذا استمرت الحرب فلا قيمة أصلاً للجامعة". يؤكد أنّ بقية زملائه تخرجوا من الجامعة العام الماضي لكنّهم، حتى الآن، عاطلون من العمل، بسبب استمرار العدوان على اليمن" بحسب تعبيره.
الاختصاصية الاجتماعية هند ناصر، لها رأي مختلف، فهي ترى أنّ دافع كثيرين ممن التحقوا بالجبهات من الطرفين كان الفقر. تقول: "الغالبية العظمى من الأسر في اليمن تعاني وضعاً معيشياً صعباً، وهي عاجزة عن الوفاء بالتزامات التعليم المدرسي والجامعي، ما تسبب في ترك كثير من الطلاب الجامعات تحديداً والتوجه إلى الجبهات مقابل راتب شهري يساعد الأسر في توفير المتطلبات الأساسية الغذائية". تضيف ناصر لـ"العربي الجديد" أنّ الشبان في هذه السن يجدون أنفسهم مطالبين بمساعدة أسرهم في مثل هذه الأوضاع التي توقفت فيها الأعمال وانتشر الفقر بشكل كبير: "والقتال أحد أسهل الخيارات لكسب المال في هذه المرحلة".
اقــرأ أيضاً
لكنّها تشير كذلك إلى أنّ العصبيتين القبلية والدينية من الأسباب الإضافية التي أسهمت في تحشيد بعض الطلاب والدفع بهم إلى ترك جامعاتهم والالتحاق بالجبهات. تواصل: "كلّ واحد من هؤلاء يرفع شعاراته الوطنية، وقليلون منهم يؤمنون بها، لكنّ معظمهم لم يترك الجامعة إلاّ من أجل المال أو بسبب التعبئة الدينية والقبلية".
تبقى الإشارة إلى أنّ العملية التعليمية بشقيها المدرسي والجامعي في اليمن، تضررت من جراء الحرب التي بدأت في مارس/آذار 2015، وأدت إلى استهداف الجامعات بشكل مباشر أو غير مباشر.
محمد محمود المحيا (مواليد 1992) يشتهر بين زملائه بالذكاء، ويلقب بالزبيري، نسبة للشاعر والسياسي اليمني المعروف محمد محمود الزبيري. أنهى تعليمه الثانوي وحصل على معدل 91 في المائة والتحق بكلية العلوم الإدارية في مجال المحاسبة، لكنّ الحرب دفعته إلى ترك الجامعة والالتحاق بالمقاومة الشعبية لصد هجوم الحوثيين عن مسقط رأسه، بلدة صبر، في تعز، ليقتل في المعارك لاحقاً. يقول ماهر راجح، وهو خال الطالب الراحل، لـ"العربي الجديد"، إنّ محمد ترك الجامعة في السنة الثالثة وقدم روحه، مؤمناً بضرورة الدفاع عن وطنه ومنطقته إلى جانب كثير من زملائه.
محمود سعيد، الطالب في السنة الثانية بجامعة صنعاء، ترك الدراسة في الجامعة والتحق بصفوف المقاومة الشعبية والجيش في مأرب كواجب وطني دفاعاً عن اليمن. يقول لـ"العربي الجديد": "قبل عامين التحقت بجبهات القتال، وأثناء المواجهة أصبت بقذيفة في موقع تابع للجيش كنت فيه تسببت في إعاقة حركية دائمة لي". يؤكد أنّه لم يندم على ترك الجامعة، لإيمانه القوي بضرورة "مواجهة الباطل"، بحسب تعبيره. يضيف: "احتلت المليشيات الجامعة التي كنت أدرس فيها، وسخّرتها لنشر فكرها العنصري الذي يزدريني ويحقرني كمواطن، ولم يكن أمامي إلاّ أن أرفض هذا الفكر الذي يريدون فرضه عليّ في الجامعة". يلفت إلى أنّ بقاءه في الجامعة وهو يرفض فكر الحوثيين كان سيعرضه للخطر: "لهذا غادرت صنعاء والتحقت بالجيش لمقاتلة الحوثيين".
يؤكد سعيد أنّ زملاء له "تخرّجوا من الجامعة وباتوا عاطلين من العمل، ومنهم من التحق بالجيش الوطني بعدها، والبعض انضم إلى الحوثيين، فيما رفض البعض الالتحاق بالجبهات". يبرر سعيد حرصه على القتال وإن تسبب في حرمانه من التعليم: "ما قيمة التعليم الجامعي وقد خسرنا بلادنا وكرامتنا؟ لن يجد أبناؤنا فرصة التعليم إذا سلمنا الوطن للمليشيات التي تستغل التعليم لفرض فكرها الطائفي". يحكي سعيد بألم، قصص من قتلوا من زملائه وأصدقائه خلال الحرب، وهم يقاتلون في صفوف المقاومة والجيش: "منهم من كان يدرس الهندسة والطب والمحاسبة واللغات. جميعهم تركوا الجامعة وانضموا إلى المقاومة واستشهدوا في جبهات القتال".
مبررات مختلفة تدفع الطلاب إلى ترك جامعاتهم والمشاركة في القتال في الجبهات المختلفة. ففي الجهة الأخرى، التحق إبراهيم المتوكل، الطالب في كلية التربية، بإحدى التشكيلات الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء، لاعتقاده أنّه يؤدي واجبه الديني والوطني. يقول لـ"العربي الجديد": "الدين والوطن أهم من الجامعة، وقد بذلت نفسي رخيصة لله عز وجل، وليس هناك ما هو أعظم من ذلك". يعتقد المتوكل أنّ جامعته باقية، وسيعود إليها في حال انتهت الحرب: "أما إذا استمرت الحرب فلا قيمة أصلاً للجامعة". يؤكد أنّ بقية زملائه تخرجوا من الجامعة العام الماضي لكنّهم، حتى الآن، عاطلون من العمل، بسبب استمرار العدوان على اليمن" بحسب تعبيره.
الاختصاصية الاجتماعية هند ناصر، لها رأي مختلف، فهي ترى أنّ دافع كثيرين ممن التحقوا بالجبهات من الطرفين كان الفقر. تقول: "الغالبية العظمى من الأسر في اليمن تعاني وضعاً معيشياً صعباً، وهي عاجزة عن الوفاء بالتزامات التعليم المدرسي والجامعي، ما تسبب في ترك كثير من الطلاب الجامعات تحديداً والتوجه إلى الجبهات مقابل راتب شهري يساعد الأسر في توفير المتطلبات الأساسية الغذائية". تضيف ناصر لـ"العربي الجديد" أنّ الشبان في هذه السن يجدون أنفسهم مطالبين بمساعدة أسرهم في مثل هذه الأوضاع التي توقفت فيها الأعمال وانتشر الفقر بشكل كبير: "والقتال أحد أسهل الخيارات لكسب المال في هذه المرحلة".
لكنّها تشير كذلك إلى أنّ العصبيتين القبلية والدينية من الأسباب الإضافية التي أسهمت في تحشيد بعض الطلاب والدفع بهم إلى ترك جامعاتهم والالتحاق بالجبهات. تواصل: "كلّ واحد من هؤلاء يرفع شعاراته الوطنية، وقليلون منهم يؤمنون بها، لكنّ معظمهم لم يترك الجامعة إلاّ من أجل المال أو بسبب التعبئة الدينية والقبلية".
تبقى الإشارة إلى أنّ العملية التعليمية بشقيها المدرسي والجامعي في اليمن، تضررت من جراء الحرب التي بدأت في مارس/آذار 2015، وأدت إلى استهداف الجامعات بشكل مباشر أو غير مباشر.