بدأت مئات العائلات النازحة إلى مخيم "الركبان"، الواقع في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية، اليوم الثلاثاء، تسلّم حصصها من المساعدات الإنسانية التي دخلت أول دفعاتها الخمس أمس الإثنين، عقب أكثر من تسعة أشهر على انقطاع المساعدات عن المخيم الذي يضم أكثر من 11 ألف عائلة.
وتقول مصادر من داخل المخيم لـ"العربي الجديد" إن "الحياة في المخيم قاسية للغاية، لأنه يقع في بادية جرداء، خاصة في فصل الشتاء، والنازحون يعانون من غلاء الوقود إن توفر، كما يعانون من الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية، والإتاوات التي يتم فرضها من قبل حواجز قوات النظام والمليشيات".
وأضافت المصادر أن "غالبية العائلات تعاني من الفقر الشديد، وتعجز أن تؤمن قوت يومها، وخاصة أن البطالة تسود بين الشباب، ولا موارد رزق متاحة، ما يزيد من معاناتهم اليومية".
وقال أحد النازحين إلى المخيم: "أتينا إلى هذه المنطقة الموحشة الجرداء هرباً من العمليات العسكرية والقصف، لأننا نريد العيش بسلام فقط، فتحولنا إلى ورقة تلعب بها الدول والأمم المتحدة لتتنصل من مسؤولياتها الإنسانية. كل ما نريده هو فتح معابر إنسانية تسمح بدخول المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية".
وأوضح الناشط الإعلامي في المخيم، أبو عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم أمس إدخال قافلة مساعدات إنسانية من الأراضي الأردنية، هي الأولى ضمن 5 دفعات، تحوي 10 آلاف سلة من المساعدات الإنسانية، سيتم توزيعها على عائلات المخيم بحسب المنطقة أو العشيرة، إذ يتسلم حصتهم مندوب عنهم يقوم بتوزيعها عليهم، وستوزع أول دفعة على نازحي تدمر وقرين حوارين".
وذكر الناشط أن "السلة الغذائية تضم 10 كيلوغرامات من الأرز، و5 كيلوغرامات من الحمص، و5 كيلوغرامات من العدس، و5 كيلوغرامات من البرغل، و5 كيلوغرامات من العدس المجروش، و5 كيلوغرامات من السكر، وكيلو ملح، إضافة إلى طرد مواد صحية ونظافة شخصية، وبطانيات حرارية، وملابس أطفال شتوية لغاية عمر 16 سنة، ومفارش أرض بلاستيكية، وفرن صاج وقاعدته، وحقائب نسائية، وفازلين، وحفاظات أطفال، ومكملات غذائية للأطفال، وبحسب الكمية، فإنها تكفي أهالي المخيم أكثر من عشرة أيام".
وبيّن أن في المخيم "أكثر من 11 ألف عائلة، يبلغ تعدادها نحو 125 ألف شخص، يؤمنون أغلب حاجاتهم عبر شرائها من سوق المخيم، الذي تصل إليه مقابل إتاوات كبيرة تدفع لحواجز النظام التي تحاصر المنطقة، في حين أن كثيراً من العائلات تعجز عن تأمين ثمن الخبز وأبسط حاجاتها اليومية، فالعائلة في المخيم تحتاج في اليوم الواحد 10 آلاف ليرة سورية لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتها".
ولفت إلى أن "مياه الشرب لا يزال يتم استجرارها من الأراضي الأردنية عبر ضخها داخل المخيم، وأسعار الوقود مرتفعة بشكل كبير، فسعر لتر المازوت 500 ليرة سورية، وطن الحطب بـ100 ألف ليرة، والأهالي ليس لديهم أي بديل".
وقال الحمصي إنه سعياً إلى تنظيم أمور المخيم فقد تم إنشاء محكمة ومركز شرطة، كما جرت إحاطة المخيم بساتر ترابي لحمايته، وتخصيص بوابة واحدة للدخول والخروج، وهذا سيفتح فرص عمل للشباب الموجودين داخل المخيم، إما في جهاز الشرطة أو الأمن الداخلي أو المحكمة، وجميعها تابع للمجلس المحلي والإدارة المدنية.