منع الدواء عن الغوطة الشرقية يقتل طفلاً رابعاً و250 مهدّدون

25 سبتمبر 2017
وفاة الطفل أسامة الطوخي في الغوطة الشرقية المحاصرة (فيسبوك)
+ الخط -
لم يستطع جسد الطفل أسامة الطوخي، الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، مقاومة الالتهاب الدماغي في غياب الدواء الذي منع عنه، كما يمنع عن عشرات المرضى في الغوطة الشرقية المحاصرة.

توفي أسامة متأثراً بمرضه أمام والديه اللذين عجزا عن تأمين الدواء له أو نقله إلى مستشفى لا يبعد أكثر من عدة كيلومترات، كل ذلك بسبب حصار النظام السوري للغوطة الشرقية ومنعه إخراج الحالات المرضية إلى دمشق، إضافة إلى عجز المنظمات الإنسانية عن نجدة المرضى.

وأكد رئيس قسم المناصرة في الجمعية الطبية الأميركية "سامز"، محمد كتوب، والذي تابع حالة أسامة، لـ"العربي الجديد"، أن "الحالة كانت مسجلة لدى الهلال الأحمر السوري، ورغم أن تنسيق إخراجه من الغوطة إلى المشفى لا يستغرق أكثر من ساعتين، ووجود الدواء في صيدليات دمشق التي لا تبعد أكثر من 10 كلم، ورغم أن الهلال الأحمر في دوما أرسل النداءات واحدا تلو الآخر، إلا أن شيئاً لم يحدث، وتوفي أسامة".
ويضيف كتوب: "أسامة رابع طفل يموت في الغوطة الشرقي بسبب الحصار الممتد منذ بداية شهر أغسطس/آب الماضي. الوفيات تحدث لأن الدواء لا يدخل إلى الغوطة، ولأن المريض يمنع من الخروج للعلاج في مشافي دمشق. بالنسبة للمرضى الموجودين في الغوطة الشرقية اليوم، نصف الحالات يمكن علاجها وفقاً للقدرات المتوفرة، لكن النصف الآخر يحتاج إلى مشاف متخصصة. لدينا 250 حالة حالياً بعضهم في خطر كبير".
ويوضح: "من مجموع 250 حالة، تجاوب الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لإخلاء 6 حالات فقط. وصل المرضى إلى مرحلة فقدان الأمل، ومحاولات إخراجهم تجري ببطء شديد، والاستجابة من قبل المنظمتين ضعيفة، والوفيات توزعت بين أورام والتهابات، وإصابات نتيجة القذائف، وليس هناك علاج متوفر لحالاتهم في الغوطة الشرقية".



ونعت الجمعية الأميركية السورية الطفل أسامة الطوخي، وحثت المجتمع الدولي والجهات الفاعلة على احترام الحق في الإجلاء الطبي للحالات الحرجة، مشيرة إلى أن قصة أسامة هي "مؤشر على الأهوال التي تحدث تحت الحصار".
ويقول كتوب: "كمنظمة إنسانية لم نترك جهة لم نتواصل معها من أجل إنقاذ بقية المرضى، وحتى لا يلقى من تبقى منهم مصير أسامة. الملف ليس جديدا، ولم نصل إلى أي تقدم فيه. الحصار على الغوطة يمر بمراحل مختلفة، أحيانا يفتح الطريق وتدخل بعض الأدوية، أما الحالات الخطرة فلا تزال أوضاعها معقدة، وليس لدينا حل سوى نقلها إلى المستشفيات. المشكلة تتفاقم باستمرار الحصار، كل يوم تظهر حالات مرضية جديدة، تكون في البداية بسيطة، لكنها تتفاقم بسبب عدم وجود الدواء".