عاث الإعصار المدمر "ماريا" خرابا في بورتوريكو، الأربعاء، وتركها دون كهرباء حاملا معه رياحا قاتلة وأمطارا غزيرة أجبرت آلاف المواطنين على الهرب إلى الملاجئ.
واجتاح الإعصار اليوم الخميس، أجزاء من جمهورية الدومنيكان وساحلها الشرقي في البحر الكاريبي، محملا بالأمطار الغزيرة والرياح العاتية بعد مروره على بورتوريكو.
وتسبب الإعصار ماريا في مصرع عشرة أشخاص على الأقل أثناء مروره فوق الكاريبي وهو ثاني أكبر إعصار يضرب المنطقة هذا الشهر.
واقتلع الإعصار أسقف معظم المباني في جزيرة دومنيكا، حيث تأكد وفاة سبعة أشخاص لكن يتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا بعد استئناف أعمال البحث مع بزوغ الشمس بالتوقيت المحلي.
وجاء الإعصار ماريا في الدرجة الرابعة من حيث القوة، من أصل خمس درجات، على مقياس سافير-سمبسون برياح بلغت سرعتها 250 كيلومترا في الساعة عندما ضربت العاصفة بورتوريكو أمس الأربعاء، واعتبرت أقوى عاصفة تضرب المنطقة الأميركية منذ حوالي تسعين عاما.
وضربت العاصفة السواحل الجنوبية الشرقية لبورتوريكو البالغ عدد سكانها 3.4 ملايين نسمة، فجر الأربعاء، قبل اندفاعها في باقي أراضيها، وتسببت في 10 وفيات في الكاريبي، بينهم رجل في بامايون شمال بورتوريكو، قضى بعد أن أصابه لوح استخدمه لتدعيم نوافذه، بحسب المتحدثة الحكومية.
ورغم انحسارها إلى البحر أعلنت السلطات في ساعة مبكرة الخميس، تحذيرا من فيضانات في سائر أنحاء بورتوريكو. وكتبت هيئة الأرصاد الوطنية في سان خوان على تويتر "إذا أمكن انتقلوا إلى أماكن أعلى الآن"، واصفة الفيضانات "بالكارثية".
ووصف حاكم بورتوريكو، ريكادو روسيلو، العاصفة بأنها "الأكثر تدميرا في قرن". وقال لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "لدينا فيضانات غزيرة ودمار هائل في البنية التحتية، شبكة الاتصالات مقطوعة جزئيا، والبنية التحتية للطاقة مقطوعة بالكامل". وليس لدى السلطات الكثير من المعلومات من مناطق جنوب الشرق، التي كانت "مقطوعة عمليا" بعد أن تعرضت لضربة مباشرة عندما وصلت العاصفة ماريا إلى اليابسة.
واحتمى عشرات آلاف الأشخاص في الملاجئ في العاصمة سان خوان، عند اقتراب العاصفة. وأجهشت رئيسة البلدية، كارمن يولين كروز، بالبكاء عند حديثها عن الدمار الهائل الذي شاهدته. وقالت للصحافيين في أحد الملاجئ التي كان يتمايل سقفها أثناء الحديث "أجزاء عدة من سان خوان غمرتها الفيضانات بالكامل".
Twitter Post
|
وتحولت العاصفة ماريا إلى إعصار من الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، محملة بعواصف تزيد سرعتها عن 240 كلم، خفت قليلا أثناء توجهها نحو سان خوان.
ولجأ العديد من أهالي بورتوريكو الأكثر عرضة لمخاطر العاصفة إلى 500 ملجأ أقيمت في أنحاء الجزيرة. وفرض روسيلو حظر تجول بين السادسة مساء والسادسة صباحا لغاية يوم السبت، وحذر من فيضانات وسيول وحلية، ومع هبوط الليل وردت تقارير عن أعمال نهب وأكدت السلطات توقيف 10 أشخاص.
Twitter Post
|
ورغم تمكن المهندسين من استعادة معظم التيار الكهربائي في الجزيرة بعد الإعصار "إيرما"، تسببت العاصفة "ماريا" بانقطاع جديد للكهرباء. وقال رئيس الوكالة الفدرالية الأميركية للطوارئ، بروك لونغ، إن أعمال إعادة الكهرباء إلى بورتوريكو والجزر العذراء التي تعرضت لأضرار بالغة أيضا، ستستغرق أياما.
Twitter Post
|
أما توقعات روسيلو حول عودة الكهرباء فكانت أكثر كآبة. وقال لشبكة "سي إن إن" الإخبارية "الأمر يتوقف على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، أخشى أن تكون هائلة على الأرجح. وفي هذه الحال فإننا أمام أشهر وليس أسابيع أو أياماً".
وفي الجزر العذراء الأميركية والبريطانية التي لا تزال تحاول تخطي آثار الدمار الذي خلفه الإعصار إيرما، أعلنت حالة الإنذار، وكذلك في جزر توركس وكايكوس وأجزاء من جمهورية الدومينيكان.
والاتصالات مع دومينيكا مقطوعة على نطاق واسع، فيما مطاراتها ومرافئها مغلقة. لكن مساعداً لرئيس الوزراء أعطى صورة للدمار على الجزيرة البالغ عدد سكانها 73 ألف نسمة.
وفي غوادلوب الفرنسية قتل شخص بعد أن سقطت عليه شجرة، فيما قتل آخر على الشاطئ. واعتبر شخصان في عداد المفقودين بعد غرق مركبهم قبالة الجزيرة الفرنسية، فيما انقطعت الكهرباء عن 40 في المائة من المنازل.
(فرانس برس)