تبدأ شركتان مصنعتان للنسخ المكافئة من الأدوية المضادة لمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) إنتاج ملايين الأقراص التي تحتوي على أحدث تركيبة مستخدمة على نطاق واسع في الدول الغنية لصالح قارة أفريقيا بعد أن أبرمتا صفقة بملايين الدولارات تفرض حداً أقصى على أسعار هذه الأدوية يصل إلى 75 دولاراً لكل مريض في السنة.
والأدوية المكافئة هي أدوية تكافئ منتجاً دوائياً ذا علامة تجارية من حيث الشكل الدوائي وشدته ونوعيته وخصائص الأداء له واستخدامه وغالباً ما يتم تسويقها باسمها الكيميائي أو بتركيبتها الكيمائية بدلاً من الاسم التجاري المعلن والذي يباع الدواء على أساسه.
ويأمل خبراء الصحة العالميون أن تساعد هذه الصفقة في علاج قضيتين في ما يتعلق بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة، وهما خطر تزايد القدرة على مقاومة عقاقير الإيدز المعتادة، والحاجة لاستثمارات لتعزيز القدرة على التصنيع.
وستضمن مؤسسة بيل غيتس الخيرية الحد الأدنى من حجم المبيعات من أقراص ذات تركيبة جديدة تستخدم دولوتجرافير، وهو مثبط للإنزيمات الفيروسية يساعد على تجنب مقاومة الدواء التي غالباً ما تتطور مع العلاجات القديمة، وفي المقابل ستوافق شركتا الأدوية وهما شركة "مايلان لابوراتوريز" وشركة "أوروبيندو فارما"، ومقرهما الهند، على وضع حد أقصى لسعر الأدوية يقدر بنحو 75 دولاراً للمريض الواحد في السنة، أي أقل من السعر المعلن لجرعة يوم واحد من الأدوية التي تستخدم دولوتجرافير في الولايات المتحدة.
وسيجري الإعلان رسمياً عن هذه الصفقة، التي ستوفر العلاج لـ 92 دولة فقيرة ابتداء بقارة أفريقيا، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الخميس.
وقال غيتس: "نحن بحاجة لتقديم هذا الضمان بسبب التكاليف الثابتة التي يتكبدها كل من يتهيأ لإنتاج كميات ضخمة. ولم يكن هذا ليحدث لولا أننا قدمنا ضماناً لهذه الكميات الضخمة".
ويمثل تعهد مؤسسة بيل وميليندا غيتس محور شراكة جديدة هي الأكبر من نوعها في مجال الصحة العالمية، تشمل أيضاً حكومتي جنوب أفريقيا وكينيا ومبادرة كلينتون لتوفير الخدمات الصحية بالإضافة إلى وكالات أميركية وبريطانية والأمم المتحدة.
وبموجب الاتفاق، سوف توسع شركتا مايلان وأوروبيندو نطاق توافر جرعة ثابتة من تركيبة جديدة تتضمن تينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات ولاميفودين ودولوتيجرافير، وستتمكن وزارات الصحة وغيرها من المشترين في القطاع العام من شراء التركيبة، اعتباراً من العام المقبل بالسعر المخفض.
ويقدر الشركاء، أن الاتفاق يمكن أن يوفر لهم أكثر من مليار دولار في فواتير الأدوية على مدى السنوات الست المقبلة، وبالإضافة إلى تحسين العلاج، من المنتظر أن تقلل تركيبة الدواء أيضاً من الحاجة إلى أدوية أخرى أكثر تكلفة.
وتقول وكالة الإيدز التابعة للأمم المتحدة، إن نحو 37 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب. ويحصل أكثر من نصفهم تقريباً، أي نحو 19.5 مليون مريض، على أدوية علاج بمضادات فيروسية تساعد على تحجيم المرض.
(رويترز)