الاحتلال ينتقم من مدارس القدس

30 اغسطس 2017
تضييق وصل إلى حدّ الإقفال سابقاً (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
يعتبر مراقبون في القدس المحتلة أنّ إجراءات الاحتلال الصهيوني الأخيرة ضد التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة، ورموز مؤسساته التعليمية في المدينة المقدسة، تأتي في سياق الإجراءات الانتقامية للاحتلال عقب هبّة الأقصى الأخيرة، والتي مُني فيها الاحتلال بانتكاسة كبيرة.

منذ افتتاح العام الدراسي الجديد، نهاية الأسبوع الماضي، عمد الاحتلال إلى تصعيد إجراءاته ضد كتب ومناهج التعليم الفلسطينية الرسمية، ومنع على مدى أيام مضت من افتتاح العام الدراسي إدخالها إلى مدارس الأقصى الشرعية الثانوية في المسجد الأقصى، واعتقل مدير التعليم الشرعي في إدارة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات.

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة الأيتام الإسلامية في عقبة السرايا بالبلدة القديمة من القدس، واعتقلت تلميذين في الصف العاشر عن مقاعد الدراسة، فيما اقتادت مدير المدرسة ونائبه للتحقيق في أحد مراكزها بادعاء تعرّض أفرادها للرشق بالحجارة من قبل تلاميذ المدرسة.

تفيد مصادر مسؤولة في مديرية التربية والتعليم في القدس لـ"العربي الجديد" أنّ إجراءات الاحتلال ضد الكتب المدرسية ومناهج التعليم هذا العام، كانت قد بدأت منذ أكثر من شهرين، إذ منعت قوات الاحتلال إدخال هذه الكتب على حواجزها المنتشرة حول المدينة المقدسة. تشير المصادر إلى أنّ كميات كبيرة من الكتب جرت إعادتها على تلك الحواجز، في حين ضبطت تلك القوات كميات منها على مداخل الأقصى، لدى محاولة إدخالها إلى المدارس الشرعية، ما اضطر إدارات تلك المدارس لتسليمها خارج أسوار المسجد.

في هذا الإطار، يتهم مدير مديرية التربية والتعليم في القدس سمير جبريل في حديثه إلى "العربي الجديد" الاحتلال باستهداف التعليم في مدارس البلدة القديمة، والتضييق على التلاميذ مع بداية السنة الدراسية، مشيراً على وجه التحديد، إلى العراقيل والقيود التي فُرضت على دخول تلاميذ مدرسة الأقصى الشرعية والكتب الدراسية، على مدى الأيام الماضية. يعلق: "هذه الإجراءات متوقعة، خصوصاً على ضوء انتكاسة الاحتلال الأخيرة في هبّة الأقصى، ولهذا نراه اليوم يستهدف كلّ القطاعات الفاعلة في المدينة المقدسة، ومنها التعليم".

يذكر أنّ أكثر من 110 آلاف تلميذ مقدسي يدرسون في مدارس القدس المحتلة، من بينهم أكثر من 40 ألف تلميذ يدرسون في مدارس تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، وكانت تلك البلدية قد فرضت على عدد من هذه المدارس مناهج صهيونية ومنعت تدريس المناهج الفلسطينية فيها، ما اعتبره الباحث في شؤون القدس راسم عبيدات في حديث إلى "العربي الجديد" تعبيراً عن "محاولة صهيونية بغيضة لتهويد هذا القطاع الحيوي في المدينة المقدسة".

يتزامن هذا التصعيد مع إجراءات احتلالية سبقت افتتاح العام الدراسي الجديد، واستهدفت على وجه التحديد مدرّسي ومديري مدارس جرى اعتقالهم فترة من الزمن ثم وقفهم عن العمل في مدارس بلدية الاحتلال بالقدس، كانت آخرهم المربية منال الشويكي التي اعتقلت مرتين على التوالي في غضون أقل من أسبوعين، ومدد اعتقالها عدة مرات بتهمة التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنظيم فعاليات في المدارس اعتبرت مناوئة للاحتلال وممارسات جنوده.



وكانت وزارة التعليم الصهيونية قد أوقفت في حينه مدير مدرسة العيسوية الإعدادية والمدرب الرياضي لنادي هلال القدس خضر عبيد عن العمل لمدة أسبوعين، على خلفية رفع فريق النادي لافتة للشهيد المقدسي مصباح أبو صبيح، كتب عليها "نادي هلال القدس ينعى أسد الأقصى الشهيد البطل مصباح أبو صبيح (أبو العز)" كما وقف الحضور دقيقة صمت قبل بدء المباراة.

وسبق توقيف عبيد عن العمل اعتقال أعضاء من نادي الهلال المقدسي، من بينهم ماهر أبو اسنينة، وناصر العباسي، ومأمون الحلبي، وأمجد طه، ووائل صندوقة، وجرى التحقيق معهم على خلفية اللافتة التي رُفعت للشهيد مصباح قبل بدء المباراة، وأفرج عنهم بكفالات مالية بالإضافة إلى فرض الحبس المنزلي عليهم لمدة 7 أيام.

كذلك، جرى فصل مديرة ومعلمة في مدرسة في بيت حنينا، شمال القدس المحتلة، بعد تمثيل التلاميذ عرضاً مسرحياً، قدم فيه أحدهم دور جندي صهيوني جنّد عملاء وأطلق النار على تلميذ آخر قدم دور الشهيد.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت في وقت سابق عن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، قوله إنه سيتعامل بشكل صارم مع ما أسماه بالتحريض: "سنردّ على أي تحريض ضد الدولة ومواطنينا أو ضد الجيش بكلّ قوة".
المساهمون