أمينة المصري... من غزة إلى أستراليا

19 اغسطس 2017
عملي يلغي فكرة أنّني عالة على أستراليا (أنس عوض)
+ الخط -
كانت الشابة أمينة المصري في عامها الثاني عشر عندما التحقت عام 2008 مع والدتها وأشقائها، بوالدها وأعمامها في أستراليا ممن سبقوهم في الهجرة من قطاع غزة عام 1997. هي اليوم في عامها الواحد والعشرين أنهت دراستها الجامعية في اللغة الإنكليزية واللغويات، وتتابع دراساتها العليا. في الوقت نفسه تنشط في تعليم الإنكليزية للعرب وغيرهم. عن ذلك وعن حياتها في أستراليا كمهاجرة فلسطينية الأصل تتحدث إلى "العربي الجديد"

1- ما مدى تفاعل الطلاب العرب وغيرهم مع ما تقدمينه لهم من دروس؟ وما الفرص التي يمكن أن يقدمها اختصاصك في دعم المجتمع العربي؟
اختصاصي الجامعي هو في العلوم الإنكليزية وفي تدريس الإنكليزية كلغة ثانية لغير الناطقين بها. عادة ما يكون الطلاب جد متحمسين لتعلم اللغة. هم يتعلمونها لأسباب مختلفة، فمنهم من ينوي إكمال دراسته الجامعية في أستراليا، ومنهم من يتعلمها ليجد عملاً أفضل، والبعض يكون هدفه سياحياً كونها لغة عالمية. الاختصاص مفيد من جهة الطلاب وكذلك المدرّسين، إذ يتزايد عدد العرب الذين يقدمون هذه الدروس، وهو مفيد للمجتمع العربي في أستراليا بشكل عام. على الصعيد الشخصي، لديّ فضول لتطبيق المنهج الذي تعلمته على لغتنا العربية.

2- هل هناك نظرة تمييزية إليكِ لكونكِ مهاجرة؟
بعض الأجانب للأسف يعتقدون أنّ كلّ امرأة محجبة هي امرأة تتعرض لتعنيف منزلي وتجبر على الزواج التقليدي أو على الحجاب حتى، وأنّها غالباً غير متعلمة ولا تجيد الإنكليزية. شخصياً، لم أتعرض للتمييز يوماً، خصوصاً أنّني أجيد اللغة، وهو ما يلغي أولاً كثيراً من الظنون. كذلك، فإنّ عملي يلغي فكرة أنّني عالة على البلاد، بل يكرّس فكرة تقبل اللجوء ومنح الفرصة لكلّ إنسان منتج. غالباً ما أجد دعماً من غير المسلمين للنجاح كونهم يعتبرونني أسترالية، وبما أنّ أستراليا بلد ناجح بتعدد ثقافاته فيعتبرون ما أقدمه نافعاً للبلاد.

3- هل تؤدّين دوراً ما في دعم القضية الفلسطينية، خصوصاً أنّك ناشطة على موقع "تويتر"؟
واجبي أن أنقل الحقائق لمن لا يعرف ما هي فلسطين أصلاً، فمن المؤسف أنّ كثيرين يجهلونها كوطن له مدنه وثقافته وتاريخه، ولا يعرفونها سوى بـ"فتح" و"حماس". أحاول أن أنقل يومياتي كفلسطينية عاشت ما بين غزة وأستراليا، وأن أنقل صورة الواقع البعيدة عن الدمار. غزة ليست مجرد ركام بل مدينة خرج منها مثقفون، وفيها حياة اجتماعية تفتقر إليها مجتمعات غير محتلة حتى. ساهمت في دعم فلسطين عن طريق المشاركة في التظاهرات، ومن خلال التحدث عن تجربتي في بعض المدارس والجامعات والمنتديات كطفلة خرجت من الحرب إلى أستراليا.
المساهمون