السلطات السعودية تمنع بدون الكويت من الحج للسنة الثالثة

01 اغسطس 2017
الشروط السعودية تعجيزية (مهند فلاح/Getty)
+ الخط -

للسنة الثالثة على التوالي، تمنع السلطات السعودية الحجاج القادمين من الكويت من فئة البدون، والذين يشكلون ما يربو عن 10 في المائة من الكويتيين، بحسب إحصاءات الهيئة العامة للمعلومات المدنية الكويتية، من أداء شعائر الحج.

وتعود جذور المشكلة إلى عام 2014 عندما قررت السلطات السعودية فجأة عدم السماح للحجاج البدون بعبور الحدود الكويتية، ما حدا بأمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى التدخل والطلب من السعوديين السماح لهم بالحج. ووافق السعوديون حينها، بشرط عدم عودة البدون في السنة التي تليها للحج، وهو ما تم فعلاً في عام 2015 والأعوام التي تلته.

وأوضحت وزارة الخارجية الكويتية، في رسالة بعثتها إلى لجنة البدون في مجلس الأمة (البرلمان)، أنها تواصلت مع الخارجية السعودية التي أبلغتها أن سبب المنع يعود إلى رفض السعودية الاعتراف بالوثائق المؤقتة (جوازات المادة 17) التي تصدرها الكويت لصالح البدون، واشترطت وضع جنسية (البلد الأصلي) للبدون.

وأوضحت الخارجية الكويتية، في رسالة أخرى للسفارة السعودية في الكويت، أن الأمر غير ممكن (تحديد جنسية البلد الأصلي)، لأن فئة البدون لا تملك أي إثبات أو جنسية عالمية.

وأفاد مصدر في مكتب شؤون الحج التابع لوزارة الأوقاف الكويتية لـ"العربي الجديد": "أن وزارة الأوقاف بالتنسيق مع وزارة الخارجية ولجنة البدون في مجلس الأمة تحركت، طوال 5 شهور، لحث السلطات السعودية على السماح للحجاج البدون بإتمام مراسم الحج، لكننا فوجئنا بتعنت شديد من الجانب السعودي، بدون تقديم سبب واضح، فالأسباب تختلف في كل مراسلة معهم".


وتقول السلطات السعودية إن تطوير النظام الآلي لوزارة الخارجية السعودية الخاص بإصدار التأشيرات (المسار الإلكتروني) أدى إلى منع دخول أي حامل جواز مؤقت للأراضي السعودية. لكن النشطاء الكويتيين يقولون إن جوازات البدون تحمل (الشفرة الكويتية) الخاصة بالجوازات العادية، وهو أمر يتماشى مع مواثيق المسار الإلكتروني السعودي، وأن التعنت السعودي الحاصل هو جزء من معركة دبلوماسية غير مفهومة بين الخارجيتين الكويتية والسعودية تورّط فيها البدون.

وناشد وزير الأوقاف الكويتي، محمد الجبري، السلطات السعودية، فتح المجال للحج أمام البدون هذه المرة، لأنه من المتعذر وضع جنسياتهم الأصلية على جوازات سفرهم، لعدم انتمائهم لأي بلد، ولأنه لا توجد جنسيات أصلية لهم. وطالب بمنحهم استثناء خاصاً من الديوان الملكي السعودي أو من وزارة الحج أو الخارجية، خصوصاً أن عددهم ليس كبيراً، مشيرا إلى تعهد الكويت بتكفل أمورهم كمواطنين تابعين لها.

ويبلغ عدد الحجاج البدون سنوياً 1500 حاج، بحسب إحصائيات إدارة الحج في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويعاني البدون، وهم فئة سكانية يبلغ عددها 150 ألف نسمة تقريباً، ظروفاً معيشية صعبة في ظل رفض الحكومة منحهم الجنسية الكويتية، التي لم يستطع أجدادهم الحصول عليها بسبب جهلهم لقيمتها وبُعدهم عن مراكز المدن الكويتية آنذاك.

وفي إبريل/نيسان الماضي، فتحت الكويت باب التطوّع في الجيش لأبناء العسكريين من فئة البدون.




دلالات