نسب رسوب قياسية لطلاب الثانوية العامة في سورية

03 يوليو 2017
تدني مستويات النجاح بين الطلاب (لؤي بشارة/Getty)
+ الخط -
كشفت نتائج الثانوية العامة الصادرة عن وزارة التربية السورية التابعة لحكومة النظام، أمس الأحد، للفروع الأدبية والعلمية والشرعية والصناعية والتجارية والنسوية، عن نسبة رسوب قياسية بين الطلاب وصلت إلى 45 في المائة للفرع العلمي و55 بالمائة في الفرع الأدبي.

وجاءت نسب النجاح في الثانوية العامة للعام الحالي منخفضة مقارنة بالعام الماضي بحوالي 6 في المائة من المتقدمين للفرع الأدبي و 11 في المائة من المتقدمين للفرع العلمي.

وصرح وزير التربية في حكومة النظام هزوان الوز لوسائل إعلام محلية، أنّ "عدد الناجحين في الفرع العلمي بلغ حوالي 56 ألف طالب من أصل 101 ألف طالب وطالبة، حصل منهم طالبان على العلامة التامة، فيما نجح حوالي 29 ألف طالب من أصل 66 ألف متقدم للفرع العلمي".

وأرجع مدرس الرياضيات عدنان حنا نسب الرسوب المرتفعة للعام الجاري إلى الظروف السيئة التي يعيشها القسم الأكبر من طلاب الثانوية العامة، قائلاً "في مدينة حلب على سبيل المثال على الطالب أن يدرس في ظل عدم توفر الماء والكهرباء في منزله، معظمهم بات يدرس على ضوء (الليدات) الذي يعمل على البطاريات، الكثير من طلابي لا يحظون حتى بغرفة خاصة ليدرسوا فيها. لا يخفى على أحد أن المعاهد الخاصة باتت المكان الرئيسي لتدريس المناهج بسبب تراجع المستوى التعليمي في المدارس وازدحامها، لكن لا يستطيع قسم كبير من الطلاب التسجيل في المعاهد الخاصة بسبب أقساطها  المرتفعة".

وأضاف "بالنسبة للفرع الأدبي، أعرف الكثير من الطلاب غير الجادين تقدموا لامتحان البكالوريا في سبيل الحصول على تأجيل للخدمة العسكرية الإلزامية في جيش النظام، الكثير منهم  كانوا يأملون بالغش في الامتحان ولم يحالفهم الحظ، وهو ما يفسر أيضاً نسبة النجاح المنخفضة في كلا الفرعين". وقال حنا "نتوقع ارتفاع نسب النجاح بنسبة محدودة عقب الدورة التكميلية التي ستجرى الشهر القادم".


من جهته، أشار حكمت وهو طالب سوري من جبل الزاوية في ريف إدلب إلى أن الكثير من الطلاب لم يستطيعوا حتى التقدم للامتحان بسبب ظروف الحرب، يقول "معظم زملائي لم يتقدموا للامتحان، فعلى من يريد تقديمه من إدلب السفر إلى مدينة حماة كونها أقرب مدينة تحت سيطرة النظام، الكثير من الأهالي يخافون على أولادهم من الحواجز والاعتقال والمضايقات، خاصة الذكور منهم، وآخرون بكل بساطة لم يكونوا يملكون المال الكافي للسفر واستئجار منزل لأولادهم خلال فترة الامتحان، قسم كبير من الطلاب تقدم إلى امتحانات الثانوية العامة التي ينظمها الائتلاف السوري في مناطق سيطرة المعارضة، المشكلة أن نتائجها غير معترف بها لا من قبل الجامعات في سورية ولا في الخارج، لذا يضطر الطلاب لتقديم الامتحانات في مناطق النظام".

وأضاف "من بين 4 من زملائي كنت الناجح الوحيد بينهم، كوني تفرغت للدراسة، معظم من هم في سني يعملون لتأمين مصاريف حياتهم وأحياناً مساعدة أهلهم، أحدهم يعمل في ترميم الأحذية وآخرون في بيع الخضر، الكثيرون لا يفكرون بالدراسة".

ويشكل فحص الثانوية العامة في سورية هاجساً كبيراً للشباب والشابات، كونه المعيار الوحيد لولوج الجامعة، وفي بعض الحالات الحصول على وظيفة.

وأكد المدرس السوري للغة العربية زهران الآغا، على ضرورة تعديل النظام الامتحاني للشهادة الثانوية قائلاً: "ليس من العدل في هذه الظروف أن يكون امتحان يمتد على أسبوعين هو المحدد الوحيد لمصير الطالب في المستقبل، من الأفضل أن يتحول إلى امتحانات مرحلية مجزأة بين فصلين أو أكثر، خاصة أن من نجح وتقدم للامتحان التكميلي يفقد فرصته مدى الحياة في تقديم الامتحان".

وأضاف "أعرف طلاباً لم يستطيعوا الوصول في الوقت المحدد إلى أحد الامتحانات في دمشق لقدومهم من الريف، وآخرون صادفتهم ظروف سيئة خلال توقيت الامتحان، من نزح ومن فقد أحداً من عائلته. في المقابل أعرف الكثيرين ممن يتحدّون ظروفهم الصعبة وينجحون بتفوق رغم كل ما يمرون به".

المساهمون