رصاص الاحتلال يُطفئ نور الطفل الفلسطيني نور الدين مصطفى

12 يوليو 2017
فقد الطفل عينه اليسرى(موقع الحركة العمالية للدفاع عن الأطفال)
+ الخط -



قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، اليوم الأربعاء، إن "التاسع من الشهر الجاري، هو تاريخ لن يُمحى من ذاكرة الطفل نور الدين مصطفى ابن الأربعة عشر ربيعاً، ففي هذا اليوم تغير مجرى حياته للأبد، بعد أن تسبب الرصاص الإسفنجي الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي بفقدانه لنور عينه اليسرى، أثناء وجوده على شرفة العمارة التي يقطنها مع عائلته، في قرية العيسوية بالقدس المحتلة".

ونقلت الحركة في تقرير صادر عنها اليوم، إفادة الشاب مجد الدين (20 عاماً)، ابن عم نور الدين، قوله إن "الحادث وقع في حوالي التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، عندما كان يجلس هو ونور وعدد من أقربائهم على شرفة في العمارة التي يقطنونها بالطابق الثالث، وهم عادة ما يسهرون عليها".

وأضاف: "لاحظت وجود ثلاثة جيبات عسكرية إسرائيلية في الحي الذي نسكنه والمعروف باسم حي أول البلد، على مسافة 200 متر تقريباً من مكان وجودنا، وكنت أرى الجيبات بوضوح لأنني أجلس في مكان مرتفع، وكان الوضع هادئا ولم يكن هناك أي مواجهات في المكان، لكنني علمت لاحقاً أن سبب وجود الجنود في المنطقة هو شجار بين عائلتين".

وتابع مجد الدين: "قررنا مغادرة الشرفة والدخول للمنزل خوفاً من استهدافنا من قبل الجنود بحكم وجودنا في منطقة مرتفعة ومكشوفة، وخلال ذلك سمعت صوت إطلاق نار، ميزت أنه عيار إسفنجي من صوته، وإذ بنور الدين يسقط أرضاً والدماء تملأ وجهه فأدركت فوراً أنه أصيب، فحملته وخرجت به إلى خارج العمارة وكان يتنفس بصعوبة ويقول لي إنه لا يستطيع التنفس".



وأردف: "اتصل الأهالي بسيارة الإسعاف إلا أنها لم تستطع الوصول إلى نور الدين بسبب عرقلة جنود الاحتلال لها على مدخل القرية، فقام ابن عمه بنقله إلى مستشفى "هداسا العيسوية" بواسطة مركبة خاصة تعود لمسعف من القرية، بعد 15 دقيقة تقريباً من إصابة نور".

وقال مجد الدين: "أثناء وجودنا في السيارة كان نور في وعيه وكان يخبرنا أنه غير قادر على التنفس، وعند وصولنا المستشفى، جرى تقديم الإسعافات الأولية اللازمة له ووضعه على جهاز تنفس وتنظيف الجرح، وعملوا له صورة طبقية للرأس لمعرفة وضع عينه اليسرى، وعند نحو الساعة الثانية من فجر اليوم التالي، قرر الأطباء تحويله إلى مستشفى هداسا عين كارم بسبب صعوبة وخطورة حالته".

في مستشفى "هداسا عين كارم" وبعد الفحوصات اللازمة التي أجريت للطفل نور الدين، جرى إبلاغ الأهل بشكل رسمي أن نور فقد عينه اليسرى، إضافة لمعاناته من كسور في وجهه جراء الإصابة، وأنه سيتم إجراء عملية جراحية له بهدف استئصال ما تبقى من عينه المصابة وتنظيف مكانها، خوفاً من أية مضاعفات قد تحدث، وأنه من الممكن أن يخضع لعمليات أخرى لمعالجة الكسور التي في وجهه.

نور الدين الذي يحب لعب كرة القدم، وركوب الدراجات الهوائية، لن تعود حياته كما كانت بعدما فقد عينه اليسرى، قال ابن عمه مجد الدين: "كنا نجلس فرحين وفي لحظة انقلب كل شيء، أشعر بحزن شديد بسبب ما جرى لابن عمي وأتمنى الشفاء له، وأن يستطيع التأقلم مع وضعه الجديد والعودة لحياته الطبيعية".

يذكر أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، وثقت عدة حالات لأطفال أصيبوا بهذا النوع من الرصاص، أربعة منهم على الأقل فقدوا واحدة من أعينهم، كما تسبب الرصاص "الإسفنجي" باستشهاد الطفلين محيي الدين الطباخي (10 أعوام) من بلدة الرام شمال القدس، في التاسع عشر من يوليو/ تموز، من عام 2016، جراء إصابته برصاصة "إسفنجية" في القسم الأيسر من صدره، ومحمد سنقرط الذي استشهد في السابع من سبتمبر/ أيلول عام 2014، متأثراً بجروحه التي أصيب بها في الحادي والثلاثين من أغسطس/ آب 2014، جراء إصابته برصاصة "إسفنجية" سوداء في الجهة اليمنى من رأسه، سببت له كسراً في الجمجمة ونزيفاً دماغياً.

دلالات