عين ترما العصيّة على نظام الأسد... مسيرة الثورة والمقاومة

01 يوليو 2017
القصف ألحق دماراً كبيراً بالبلدة(فيسبوك)
+ الخط -
تحاول قوات النظام السوري، منذ نحو أسبوعين، اقتحام بلدة عين ترما، شرقي العاصمة دمشق، ذات الأهمية الكبيرة، من عدة محاور، بهدف إنهاء وجود المعارضة قرب العاصمة، وبسط سيطرتها على كامل محيطها.

وتبعد عين ترما عن دمشق نحو ستة كيلومترات، وتتكئ على ضفة نهر بردى الشمالية، وتتبع إدارياً لناحية عربين الخاضعة لسيطرة المعارضة، في الغوطة الشرقية.

ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 40 ألفاً، حسب إحصاء عام 2009، ويعمل جزء كبير منهم في الزراعة، وفيها عدد كبير من المثقفين، والأطباء والمهندسين والمعلمين.

وتشتهر عين ترما بسوقها التجاري الكبير، الذي يعتبر من أكبر الأسواق في سورية، ويطلق عليه "أسواق الخير"، وأنشئ بداية الألفية الجديدة، ويحوي محالا للألبسة، ومطاعم. وكان مقصدا للسوريين من كل مكان، قبل تدميره جراء المواجهات العسكرية طوال السنوات الماضية وتحوله إلى أكوام من الركام، نتيجة القصف الكثيف الذي اعتمده النظام لإبعاد فصائل المعارضة المسلحة عن المتحلق الجنوبي.

وتقع في عين ترما إحدى أهم العقد المرورية على المتحلق الجنوبي المؤلفة من 12 عقدة، والتي شكلت المدخل الرئيسي للغوطة الشرقية من شرق العاصمة دمشق.

آثار القصف في شوارع عين ترما (فيسبوك) 


وشارك أبناء البلدة في الثورة السورية، عبر التظاهرات المناهضة للنظام، منذ انطلاقتها في عام 2011، فاقتحمها جيش النظام مرات عدة، وعاقبها بالقصف مثل باقي المدن السورية.
ويعاني أهالي عين ترما، التي ازدهر فيها سوق المفروشات الدمشقية قبل عام 2011، من مشاكل عدة، منها سوء الخدمات، إضافة إلى مشكلة الاستملاكات التي طاولت مساحات كبيرة من الأراضي لإنجاز المتحلق الجنوبي وعقدة المواصلات دون وجود تعويضات عادلة.


دخان القذائف يتصاعد من أحيائها (فيسبوك) 


وطاول القصف الكيميائي عين ترما عند استهداف النظام بلدات الغوطة الشرقية الثائرة في أغسطس/ آب 2011، وراح ضحيته نحو 1500 شخص، ما سبب مقتل 75 شخصاً من أبنائها اختناقاً.

وتشن قوات النظام أخيرا حملة عسكرية على عين ترما بهدف فصل حي جوبر الدمشقي عن الغوطة الشرقية، ليسهل السيطرة عليه، في حين يعاني أهالي البلدة من أوضاع إنسانية سيئة للغاية مع نقص المواد الغذائية وعدم وصول المساعدات الإنسانية بوتيرة دائمة.


لم يعد في عين ترما سوق تجارية(فيسبوك) 


وتأتي أهميتها من قربها من دمشق، وإشرافها على حي جوبر الذي يشهد محاولات للسيطرة عليه من قبل النظام، والطريق الذي يفصل العاصمة عن الغوطة الشرقية، كما تقع بالقرب من ثكنة كمال مشارقة العسكرية، إحدى أهم مواقع النظام في المنطقة.