العراق: عصابات سطو وسرقة تستغل رمضان وفيديو يكشف إحداها

14 يونيو 2017
تداول المعلومات بمواقع التواصل يسهل عمل الشرطة(علي يوسف/فرانس برس)
+ الخط -


تستغل عصابات سطو شهر رمضان لتنفيذ عملياتها، إذ تناقل نشطاء عراقيون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منذ أمس الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر عملية اقتحام عصابة لمنزل في أحد أحياء بغداد، وأطلقت النار على ساكنيه.

وانتشر المقطع المصور بسرعة عبر أربع كاميرات مراقبة مثبتة في زوايا مختلفة من المنزل، وتناقل الناشطون تحذيرات من عصابات تستغل الطقوس الرمضانية للقيام بعمليات قتل وخطف وسرقة.

وظهر في الفيديو شاب يحمل عصائر وطعام تقدم نحو الباب الخارجي لمنزل في حي المنصور ببغداد، وخرج شاب من المنزل وتسلم وجبة "الخيرات الرمضانية" من الشخص الغريب، وهذا طقس رمضاني معروف في العراق، إذ يستغل الناس الشهر الفضيل لتوزيع الخيرات.

ودخل الشاب إلى البيت حاملاً الخيرات، تاركاً الباب مفتوحاً خلفه كي يعيد آنية الطعام لجالبها. وبدا واضحاً في الفيديو كيف أعطى الشاب الغريب إشارة لزملائه بالاقتحام، ليظهر ثلاثة أشخاص يحملون مسدسات ويطلقون النار داخل الدار، ثم لاذوا سريعاً بالفرار في سيارة من نوع "بيك آب".



وبعد تناقل الفيديو وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعرف نشطاء على الشخص الذي كان يحمل آنية الطعام، وتبين أنه يدعى حسين الفريجي، وتحمل صفحته على "فيسبوك" اسم "حسين الفريجي الفريجي".

وسرعان ما شهدت صفحة الفريجي على "فيسبوك" مئات التعليقات والصور التي تعبر عن غضب الشارع العراقي من تصرفه ورفاقه، واستغلال رمضان في عمل إجرامي. لكن الصفحة أغلقت بعد الكم الكبير من الرسائل والتعليقات التي وصلت إليها.

وتناقل نشطاء لاحقاً أن الفريجي ومجموعته أصبحوا في قبضة القضاء، معتبرين أن نشر الفيديو وتداوله بسرعة أدى إلى التعرف على العصابة.



بدوره، أكد ‏اللواء الركن عماد العقابي، مدير مكافحة إجرام بغداد، في تصريح له عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أمس، القبض على العصابة، وقال: "الفيديو الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، تظهر فيه عصابة إجرامية ترتدي زيا عسكريا وتستغل وقت الفطور لتنفيذ عملية إجرامية في المنصور، وتم إلقاء القبض عليهم جميعا".

  



إلى ذلك، تحدث المواطن مؤيد حامد (36 عاماً)، عن عملية سرقة شاهدها في وضح النهار، ارتكبها شابان قرب مرأب العلاوي بوسط بغداد، استغلا رجلاً متوسط العمر، وسرقا محفظته ولاذا بالفرار، وكان ذلك في ثاني أيام شهر رمضان.

وقال لـ"العربي الجديد"، إن "شاباً كان يبدو عليه فقر الحال والمرض، استوقف الرجل الذي كان قادماً لتوه إلى بغداد من إحدى المحافظات، وتوسل إليه أن يكرمه بمبلغ فطرة الصوم لينفق على عياله"، وأشار إلى أن المتسول أقنع الرجل بأنه نازح من محافظة الموصل، وأن طفليه يعانيان من أمراض.

وتابع: "توقف الرجل وبدا عليه التأثر، وما لبث أن أخرج محفظة نقوده حتى سارع المتسول إلى نشل المحفظة من يد الرجل وركض سريعاً باتجاه دراجة كانت تنتظره، وركب خلف السائق الذي يبدو أنه شريكه".

ويبادر العراقيون في خلال أيام شهر رمضان إلى تقديم مساعدات للفقراء، ودفع زكاة الفطر والمشاركة في أعمال الخير وتقديم الطعام في الطرقات، في حين يبادر بعضهم إلى توزيع وجبات طعام على الجيران.

وفي هذا السياق، لفت علي البياتي، وهو ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إلى استغلال العصابات المناسبات المهمة لارتكاب جرائم السرقات والخطف وحتى القتل.

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه "من المهم أن يعمل المواطن على تحصين نفسه وبيته"، مشيراً إلى أن "كاميرات المراقبة إحدى أهم الوسائل التي تحد من الجريمة وتكشف المتسببين بها. وحرصت وزارة الداخلية منذ سنوات على تبيان أهمية نصب الكاميرات، وتنصح المواطنين بنصبها في منازلهم ومحالهم التجارية".