شبيحة النظام السوري يرتكبون جرائمهم في العلن ..آخر الضحايا طفل فقير

13 يونيو 2017
انفلات أمني وسطوة الشبيحة (عامر المحباني/Getty)
+ الخط -



قتلت مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري والمعروفة باسم "الشبيحة"، يوم أمس الإثنين، الطفل السوري، أحمد جاويش (12 عاماً)، في أحد شوارع مدينة حلب، بطلقتين في رأسه أمام أعين المارة.

وقال شهود من المارة إنّ الطفل الذي يعمل ببيع المناديل الورقية (المحارم) في الشوارع ويطلب المساعدة من المارة لمنحه المال أو شراء المحارم، وصل إلى أحد الشبيحة وطلب منه المساعدة، فانهال عليه الأخير غاضباً، ورفع سلاحه وصوب رصاصتين قاتلتين إلى رأس الطفل أمام أعين الجميع، ثم استقل سيارته وفر بها سريعاً مع رفاقه.

وفي حادثة أخرى مشابهة، قام شبيحة آخرون في اليوم نفسه، بدهس الطفل بشار الشلبي بدراجتهم النارية في أحد شوارع مدينة حلب، ونقل في إثرها للمستشفى.

ويعاني السوريون في مناطق النظام من حالة انفلات أمني وسطوة الشبيحة، الذين منحهم النظام السوري سلطة مطلقة في المدن السورية، ولم يعد بإمكان أي جهة السيطرة عليهم بما في ذلك مؤسسات النظام الأمنية، وشهدت الأشهر الأخيرة عشرات الجرائم التي ذهب ضحيتها مدنيون برصاص الشبيحة دون أي حساب أو عقاب.

 



وكانت سيارة تابعة للشبيحة في مدينة حلب قد دهست طبيبة أسنان معروفة في مدينة حلب تدعى، آلار فوسكيان (41 عاماً) بداية الشهر الحالي، في حي السليمانية في مدينة حلب، وتسببت بقتلها فوراً، وأكد شهود عيان في المنطقة أن السيارة التي دهست الطبيبة من نوع "بيك آب" دون أي لوحة ويقودها شخص يرتدي لباساً عسكرياً، وكجميع الحوادث الأخرى فر القاتل سريعاً ولم يعرف عنه شيء.

وقال كمال دهان إن "الشبيحة الذين ينتشرون في الشوارع يشكلون مصدر خطر ورعب دائم للأهالي، يتجنب الناس التعامل معهم قدر الإمكان، فلا توجد أي ضوابط لما يمكن أن يقوموا به. بالأمس كنت أنتظر دوري على باب الفرن مع المئات فجاءت سيارة شبيحة حملت المئات من ربطات الخبز أمامنا ولم يتفوه أحد ببنت شفة حتى لا يرفعوا السلاح في وجهنا، فهم يطلقون النار أينما مروا وينشرون الرعب في كل مكان".

وأضاف: "يومياً نسمع بحوادث دهس بالسيارات فالشوارع مكتظة وسيارات الشبيحة تمشي بسرعة كبيرة جداً، وهي سيارات لا تحمل أي لوحة بحيث لا يستدل عليها أحد، يتمتعون بسلطة شبه مطلقة لا يمكن لأي جهة أن تحاسبهم ولا حتى جيش النظام، فعناصر الجيش أنفسهم يخافون منهم، وتقع الاشتباكات بينهم بين فترة وأخرى".

ويتسبب الرصاص العشوائي الذي يطلقه الشبيحة في الهواء في أحياء المدنية  بإيقاع ضحايا في أوساط المدنيين، ونشر الذعر والرعب في المدن السورية.

وفي مطلع الشهر الجاري، تسبب الرصاص الكثيف الذي أطلقه شبيحة النظام في الهواء خلال عرس أحد عناصرهم في حلب بإصابة 3 مدنيين.

وفي العاصمة السورية دمشق، قام شبيحة النظام الأسبوع الماضي بإطلاق نار كثيف في الهواء خلال تشييعهم لأحد جنود النظام، ما حوّل التشييع إلى كارثة بسبب إصابة عدد من المتواجدين في المنطقة برصاصهم، وتسببت الحادثة حينها بحالة ذعر كبيرة بين المشيعين دفعتهم لترك الجثمان ملقى على الأرض والفرار سريعاً من المنطقة.

وقال عبد الله كنعان، الذي يعيش في مدينة دمشق: "فجأة خلال النهار نسمع إطلاق نار كثيفاً فنظن أن جبهة اشتعلت بين الطرفين، ونعرف بعدها أن سيارات الشبيحة مرت، يطلقون النار بشكل مخيف خلال عمليات التشييع، حتى أنهم يستخدمون الرصاص لإفساح الطريق لهم وهم ينقلون أحد الجرحى إلى المشافي".

وأضاف "من الواضح أن النظام يتقصد تركهم لإبقاء حالة الترهيب في نفوس الناس، أو أنه بات عاجزاً عن ضبطهم، فبالرغم من جرائمهم وسرقاتهم لم يتحرك أحد ضدهم".

دلالات