يُعرب كثيرون عن ندمهم، فيما يعتبر آخرون إدمان المخدّرات خطوة نحو النجاة من الهموم التي تحاوطهم. ويبقى من يقول إن الإدمان جعله يخسر حياته. هذا ما يلاحظه عدد من المتخصّصين في الصحة النفسية في الجزائر، الذين يتابعون حالات شباب أدمنوا المخدرات صحياً، خصوصاً في المدارس. ويتخوفون من تفشي الظاهرة أكثر فأكثر.
ويعزو محمد (16 عاماً)، الذي تسرّب من المدرسة، سبب رسوبه فيها إلى إدمانه المخدرات. ويقول لـ "العربي الجديد": "لو يعود الزمن إلى الوراء، لما سلكت هذه الطريق". لكنّه طلاقُ والديه وظلمُ عائلته اللذان كانا لهما تأثير كبير عليه. يضيف: "قضيت أياماً في الشارع. خلال هذا الفترة، عرفت المخدرات وبدأت تعاطيها، حتى أنني اضطررت إلى السرقة لشرائها، إضافة إلى الحبوب المهدّئة".
ويحذّر أستاذ علم النفس التربوي، السعيد لحول، من انتشار تعاطي المخدرات في المدارس، في ظلّ لجوء التلاميذ إلى التجربة. في كثير من الأحيان، يبدأون بتدخين السجائر، وينتقلون إلى القنب أو النوع الذي يسهل ترويجه. يضيف أن المدرسة تعد أسهل مكان لترويج المخدرات، في ظل سهولة استقطاب الأطفال والشباب، فضلاً عن حبهم التجربة والتقليد.
ويؤكّد هشام (17 عاماً) إنّ عدداً من زملائه جرّبوا المخدرات في المدرسة أو الجامعة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه في البداية، تعلّم استنشاق "الغبرة"، لافتاً إلى أنّه بات مهووساً بتأمين المال لشراء المخدرات.
ويحذّر متخصّصون في الجزائر ضمن "حلف مواجهة المخدرات"، من تفشي تعاطي "السموم" على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية. وتكشف مديرة الوقاية والاتصال في الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، غنية قداش، انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في عمر مبكّر، لافتة إلى أنّ هذه الظاهرة تؤثّر على الشباب حتى قبل أن يبلغوا 15 عاماً.
اقــرأ أيضاً
وتشير دراسة الديوان إلى أنّ 18 في المائة من الشباب في المؤسّسات التربوية الجزائرية يدخنون السجائر، من بينهم 7 في المائة يستهلكون المواد المخدرة في المدارس. وترى أنّ زيادة نسبة التدخين بين الشباب ستؤدي حتماً إلى تعاطي المخدرات، خصوصاً أنّ 1.37 في المائة من المدخنين لا يتجاوزون 15 عاماً. برأيها، هذا "مؤشّر سيّئ"، داعية إلى اتخاذ قرارات وقائية لإنقاذ الشباب من هذا الخطر. وتلفت إلى أنّ كميّة المخدرات التي حجزت في حوزة مستهلكين شباب تزداد، ما يعكس استفحال هذه الظاهرة بينهم.
من جهة أخرى، بدأت الجزائر حرباً مفتوحة ضد مهربي المخدرات في عدد من المدن، خصوصاً عند الشريط الحدودي للجزائر في الجهة الغربية للبلاد وتلك الجنوبية أيضاً، ومحاربة شبكات متخصصة في تهريب المخدرات.
وبناءً على التقارير والإحصائيّات التي تنشرها الجهات الأمنية الرسمية في الجزائر، تهرّب مادة "القنب الهندي" إلى الداخل. وقد حجزت الجهات المعنية نحو 109 أطنان من القنب الهندي في عام 2016، وارتفعت كميات المخدرات المحجوزة التي تروّج في المناطق الداخليّة، خصوصاً في المدارس، إذ يسهل ترويجها بين التلاميذ. وتشير التقارير الى أن هذه المادة المخدرة تؤدّي إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المدن، خصوصاً في المدارس، وقد ارتفعت بنسبة 14 في المائة العام الماضي، لافتة إلى أن 27 في المائة من الجرائم التي ترتكب في الجزائر ترتبط بتعاطي المخدرات.
واللّافت أنّ عدداً من منظمات المجتمع المدني الناشطة في الجزائر كانت قد دقت ناقوس الخطر في ما يتعلق بالمخدرات وتعاطيها في المدارس، خصوصاً في المرحلة الثانوية، إضافة إلى الجامعات وتحديداً في السكن الجامعي. وتشير إلى ضرورة تأسيس "حلف اجتماعي" لمجابهة هذا الخطر الذي يهدد الصحة ويؤدي إلى فساد المجتمع الجزائري. ويؤكد المتخصص في علم النفس التربوي، محمد لعناني، لـ "العربي الجديد"، أن "استهلاك المخدرات له علاقة وثيقة بتدخين السجائر. لذلك، تتحول الأخيرة إلى خطر كبير على التلاميذ خلال فترة قصيرة، الذين يرغبون في تجربة اللذة". من هنا، يلجؤون إلى تعاطي المخدرات، حتى داخل المؤسسات التربوية.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الجزائريّة افتتحت 38 مركزاً على المستوى الوطني، تابعة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تهدف إلى علاج المدمنين، ويشرف عليها أطباء ومتخصصون في علم النفس. هذه الخطوة وغيرها ربّما تساهم في الحد من هذه الظاهرة، إلّا أنّ سرعة انتشارها بين التلاميذ تعني أن هناك حاجة إلى جهد أكبر.
اقــرأ أيضاً
ويعزو محمد (16 عاماً)، الذي تسرّب من المدرسة، سبب رسوبه فيها إلى إدمانه المخدرات. ويقول لـ "العربي الجديد": "لو يعود الزمن إلى الوراء، لما سلكت هذه الطريق". لكنّه طلاقُ والديه وظلمُ عائلته اللذان كانا لهما تأثير كبير عليه. يضيف: "قضيت أياماً في الشارع. خلال هذا الفترة، عرفت المخدرات وبدأت تعاطيها، حتى أنني اضطررت إلى السرقة لشرائها، إضافة إلى الحبوب المهدّئة".
ويحذّر أستاذ علم النفس التربوي، السعيد لحول، من انتشار تعاطي المخدرات في المدارس، في ظلّ لجوء التلاميذ إلى التجربة. في كثير من الأحيان، يبدأون بتدخين السجائر، وينتقلون إلى القنب أو النوع الذي يسهل ترويجه. يضيف أن المدرسة تعد أسهل مكان لترويج المخدرات، في ظل سهولة استقطاب الأطفال والشباب، فضلاً عن حبهم التجربة والتقليد.
ويؤكّد هشام (17 عاماً) إنّ عدداً من زملائه جرّبوا المخدرات في المدرسة أو الجامعة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه في البداية، تعلّم استنشاق "الغبرة"، لافتاً إلى أنّه بات مهووساً بتأمين المال لشراء المخدرات.
ويحذّر متخصّصون في الجزائر ضمن "حلف مواجهة المخدرات"، من تفشي تعاطي "السموم" على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية. وتكشف مديرة الوقاية والاتصال في الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، غنية قداش، انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في عمر مبكّر، لافتة إلى أنّ هذه الظاهرة تؤثّر على الشباب حتى قبل أن يبلغوا 15 عاماً.
وتشير دراسة الديوان إلى أنّ 18 في المائة من الشباب في المؤسّسات التربوية الجزائرية يدخنون السجائر، من بينهم 7 في المائة يستهلكون المواد المخدرة في المدارس. وترى أنّ زيادة نسبة التدخين بين الشباب ستؤدي حتماً إلى تعاطي المخدرات، خصوصاً أنّ 1.37 في المائة من المدخنين لا يتجاوزون 15 عاماً. برأيها، هذا "مؤشّر سيّئ"، داعية إلى اتخاذ قرارات وقائية لإنقاذ الشباب من هذا الخطر. وتلفت إلى أنّ كميّة المخدرات التي حجزت في حوزة مستهلكين شباب تزداد، ما يعكس استفحال هذه الظاهرة بينهم.
من جهة أخرى، بدأت الجزائر حرباً مفتوحة ضد مهربي المخدرات في عدد من المدن، خصوصاً عند الشريط الحدودي للجزائر في الجهة الغربية للبلاد وتلك الجنوبية أيضاً، ومحاربة شبكات متخصصة في تهريب المخدرات.
وبناءً على التقارير والإحصائيّات التي تنشرها الجهات الأمنية الرسمية في الجزائر، تهرّب مادة "القنب الهندي" إلى الداخل. وقد حجزت الجهات المعنية نحو 109 أطنان من القنب الهندي في عام 2016، وارتفعت كميات المخدرات المحجوزة التي تروّج في المناطق الداخليّة، خصوصاً في المدارس، إذ يسهل ترويجها بين التلاميذ. وتشير التقارير الى أن هذه المادة المخدرة تؤدّي إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المدن، خصوصاً في المدارس، وقد ارتفعت بنسبة 14 في المائة العام الماضي، لافتة إلى أن 27 في المائة من الجرائم التي ترتكب في الجزائر ترتبط بتعاطي المخدرات.
واللّافت أنّ عدداً من منظمات المجتمع المدني الناشطة في الجزائر كانت قد دقت ناقوس الخطر في ما يتعلق بالمخدرات وتعاطيها في المدارس، خصوصاً في المرحلة الثانوية، إضافة إلى الجامعات وتحديداً في السكن الجامعي. وتشير إلى ضرورة تأسيس "حلف اجتماعي" لمجابهة هذا الخطر الذي يهدد الصحة ويؤدي إلى فساد المجتمع الجزائري. ويؤكد المتخصص في علم النفس التربوي، محمد لعناني، لـ "العربي الجديد"، أن "استهلاك المخدرات له علاقة وثيقة بتدخين السجائر. لذلك، تتحول الأخيرة إلى خطر كبير على التلاميذ خلال فترة قصيرة، الذين يرغبون في تجربة اللذة". من هنا، يلجؤون إلى تعاطي المخدرات، حتى داخل المؤسسات التربوية.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الجزائريّة افتتحت 38 مركزاً على المستوى الوطني، تابعة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تهدف إلى علاج المدمنين، ويشرف عليها أطباء ومتخصصون في علم النفس. هذه الخطوة وغيرها ربّما تساهم في الحد من هذه الظاهرة، إلّا أنّ سرعة انتشارها بين التلاميذ تعني أن هناك حاجة إلى جهد أكبر.