الأسير الفلسطيني مالك حامد.. معاناة شعبه حاضرة بذاكرته

07 ابريل 2017
الأسير الفلسطيني مالك حامد (فيسبوك)
+ الخط -
صباح أمس الخميس، توجه الشاب مالك أحمد حامد (22 سنة)، من بلدة سلواد، شرق رام الله، وسط الضفة الغربية، كعادته مع والده إلى ورشة الإنشاءات في مدينة رام الله، لكن الرحلة اليومية تغيرت بعد أن فوجئ الجميع بأنه متهم بتنفيذ عملية دهس استهدفت عددا من جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة عوفرا.

أعد مالك، خلال عمله صباح يوم أمس، قهوة الصباح لوالده وبقية عمال الورشة، ثم ذهب دون أن يخبر أحدا بسيارة والده، لتكون المفاجأة بعد نحو ساعة فقط بأن عملية دهس وقعت قرب المستوطنة، واستهدفت عددا من جنود الاحتلال، وأن المتهم فيها مالك الذي اعتقل بعد إصابته، وهو ما يفنده والده قائلا إن "ما جرى حادث سير وليس عملية دهس".

كان الشاب الهادئ المحبوب من أبناء بلدته يحلم ببناء أسرة، وكثيرا ما كان يذهب للتنزه مع أصدقائه في سيارة والده، لكن مالك يعايش معاناة أبناء شعبه على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويتأثر بأعداد الشهداء، وما يجري من انتهاكات لقوات الاحتلال، كما أنه ذاق مرارة السجن قبل نحو عامين لمدة 4 أشهر.

"كان مالك متأثرا بما جرى خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014، وما أحدثته من قتل وتشريد"، حسب ما يقول والده، وبدا عليه التأثر عند استشهاد اثنين من زملاء دراسته، وهما أنس حماد ومحمد عياد، اللذان نفذا عمليتي دهس قبل نحو عام ونصف على المدخل الغربي لبلدة سلواد.

ولم تسلم عائلة الأسير مالك حامد من بطش قوات الاحتلال منذ اتهامه بعملية الدهس، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد في وضح النهار، وفتشت المنزل وبقت فيه حينا من الوقت وسط شتائم بذيئة بحق العائلة، وكان والد مالك في عمله حينها، فاتصلوا به من أجل الحضور للمقابلة، لكنه لم يذهب، إلى أن داهمت قوات الاحتلال المنزل مرة أخرى، فجر اليوم الجمعة، واعتقلت والده لعدة ساعات وكذا شقيقه موسى (17 سنة)، الذي لا زال معتقلا.

فجر اليوم، حققت قوات الاحتلال ميدانيا مع والد الأسير مالك (51 سنة)، وهددته كثيرا، ثم قال له ضابط من جيش الاحتلال: "لا أريد اعتقالك، سأبقيك لترى هدم منزلك واعتقال أبنائك"، ثم أخذت قوات الاحتلال قياسات المنزل وصورته وأبلغتهم شفهيا بنيتها هدم المنزل الذي تبلغ مساحته نحو 120 مترا مربعا.

وقدمت بلدة سلواد عددا من الشهداء والجرحى والأسرى خلال الانتفاضة الحالية، ولم يكفها ما تعانيه من تغول الاستيطان ومحاولة الاحتلال مصادرة أراضٍ فيها لصالح مستوطنة عمونا التي تم إخلاؤها قبل عدة أشهر، ليكون قدرها منذ أمس، أن تعيش تحت وطاة الحصار الإسرائيلي عقب اتهام مالك بعملية الدهس.

ويقول رئيس بلدية سلواد، عبد الرحمن صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال لا زالت تحاصر البلدة منذ ظهر أمس، وتمنع دخول أو خروج أحد منها، فيما نصبت حواجز عسكرية على جميع المداخل".

دلالات