مستشفى الثورة في تعز... خيمة وسط المدينة

03 ابريل 2017
مسلحون يحتلون مستشفى الثورة في تعز (فيسبوك)
+ الخط -


نظم عدد من أطباء وموظفي مستشفى الثورة الحكومي في تعز، جنوبي اليمن، وقفة رمزية في شارع جمال عبدالناصر وسط المدينة، احتجاجاً على سيطرة مسلحين على المستشفى، واضطرارهم إلى التوقف عن العمل.

وشارك في الوقفة ناشطون نددوا بالانفلات الأمني الذي تشهده المدينة، ورفعوا لافتة ساخرة كتب عليها "نقل المستشفى إلى خيمة أمام مبنى شركة النفط"، وهو المكان الذي تتخذه السلطة المحلية مقراً مؤقتاً لها وسط المدينة.

وكان أطباء وموظفو وإدارة مستشفى الثورة، أعلنوا إغلاق المستشفى عقب اقتحامه الأسبوع الماضي، من قبل عصابة مسلحة قامت بقتل أحد الجرحى في ظل غياب الأجهزة الأمنية عن دورها في حفظ الأمن، بعد أن قام المسلحون بالانتشار داخل المستشفى ونشر قناصة على أسطحه، وطردوا المرضى وهددوا الطاقم الطبي والإداري بالاعتقال.

وترفض الجماعة المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، بحسب مصادر أمنية، تسليم المستشفى إلى الجهات الأمنية بعد أوامر من السلطة المحلية بتسليم حراسته إلى اللواء 170، غير أن قيادة اللواء أكدت عدم امتلاكها الإمكانات اللازمة لتحمل مسؤولية الحراسة.

وتشترط الجماعة المسلحة المسيطرة على المستشفى قيام السلطة المحلية بدفع مبلغ 14 مليون ريال يمني (نحو 55 ألف دولار) مقابل تسليم مبنى المستشفى.

وقالت الطبيبة أسمهان علي، من الكادر الطبي للمستشفى، لـ"العربي الجديد"، "نستغرب أن يصل بنا الحال إلى هذا، خاصةً بعد تحرر أجزاء كبيرة من المدينة. لم يكن المستشفى يوما بمنأى عن الانفلات الأمني. لكن لم يتم احتلاله سابقا على هذا النحو، نجدد دعوتنا إلى الجهات الموكل إليها الملف الأمني لتحمّل مسؤوليتها أمام أبناء تعز".


وقال الناشط الحقوقي، فهد العميري، لـ"العربي الجديد"، إن وقفة النشطاء وكادر المستشفى "تأتي لمطالبة الجهات الحكومية بحفظ الأمن في المستشفى حتى يستطيع الطاقم الطبي العودة لممارسة مهامه في إنقاذ حياة مئات المرضى، وخاصة مرضى الفشل الكلوي. من غير المعقول أن يصل الانفلات الأمني إلى أن تقوم جماعة مسلحة باقتحام أكبر مستشفيات تعز، وتصفية أحد المرضى. هذه الجريمة ليست الأولى بل سبقها العديد من حوادث الاعتداء على الكادر الطبي والوظيفي، وكذلك على نزلاء المستشفى، ورغم مناشداتنا المتكررة للسلطة المحلية لتحمل مسؤوليتها في حفظ أمن المستشفى إلا أننا لم نلق أي تجاوب".

وفي سياق قريب الصلة، نظم عدد من طلاب كلية الهندسة بجامعة تعز، وقفة احتجاجية لمطالبة الجهات الأمنية بضبط عصابة مسلحة مسؤولة عن قتل زميلهم، طارق الحاشدي، والذي تم اغتياله السبت الماضي، عقب خروجه من جامع ذي النورين شرقي المدينة.

وأصدر المحتجون بيانا صحافيا وصل إلى "العربي الجديد"، استنكروا فيه "العمل الاجرامي الجبان وكل الأعمال التي تستهدف أبناء المحافظة، مدنيين وعسكريين"، كما استنكر البيان "الدور الباهت للأجهزة الأمنية والجيش، وتساهلهما مع من يخلون بأمن المدينة. الأمر الذي تسبب في انتشار الفوضى وتزايد جرائم الاغتيال، والذي كان نتاجه الأخير اغتيال طارق الحاشدي".


دلالات
المساهمون