تحقيق بواقعة "تعرية فتيات" بدار رعاية في الرياض

28 ابريل 2017
تحقق وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في الواقعة (انترنت)
+ الخط -


فتحت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، تحقيقاً عاجلاً، في اتهامات وجّهتها مشرفة سابقة في دار الرعاية في الرياض، إلى مديرة الدار بارتكاب تجاوزات صارخة في حق النزيلات، شملت "تفتيشهن عاريات، مع حبسهن انفرادياً لمدة أسبوعين، بحجة الحجر الصحي".

وأكدت الوزارة في بيانٍ على حسابها على موقع "تويتر"، أنها "شكلت لجنة من المختصين باشرت عملها منذ ورود معلومات، للتحقق مما ذكر عن مؤسسة رعاية الفتيات"، مشددة على أنها "لن تسمح بحدوث أي تجاوزات".

وأعلنت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان أنها باشرت هي الأخرى التحقيق في تجاوزات دار رعاية الفتيات في الرياض، لاتخاذ الإجراءات النظامية في الحادثة.

وقالت الهيئة الحكومية في بيان مماثل لبيان وزارة العمل، إنه "إشارة لما تم الحديث عنه في أحد البرامج التلفزيونية عن تجاوزات في مؤسسة رعاية الفتيات، باشرت الهيئة التحقق من صحة ما أثير في البرنامج، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية في هذا الشأن".

وكانت موظفة سابقة في دار رعاية الفتيات في الرياض، قد كشفت مع نزيلة سابقة في الدار ذاتها، خلال برنامج تلفزيوني عن أن إدارة الدار تجبر الفتيات النزيلات في الدار، على التعري تماما بهدف تفتيشهن.

وأكدت الأخصائية الاجتماعية نورة، أنها تملك "اعترافات مكتوبة بخط يد الفتيات حول إجبار الإدارة لهن على التعري الكامل، وأن الإدارة تجبر الفتيات على خلع ملابسهن كاملة للتفتيش، والمراقبات ملزمات من قبل الإدارة بالقيام بهذه الممارسات ضد النزيلات، ولا خيار لهن في ذلك". وشددت على أن "الإدارة حاربتها لعدم رضاها عن الكثير من الممارسات، وانتهى الأمر بإبعادها عن العمل".

من جهتها، كشفت نزيلة سابقة في الدار عن أن "الإدارة تقوم بحبس الفتيات فور وصولهن إلى الدار لنحو 15 يوماً، بحجة أنهن في حجر صحي".

بدورها أكدت الأخصائية الاجتماعية، موضي البدر، لـ"العربي الجديد" أن "ما يحدث في دار الرعاية في الرياض، وغيرها من تجاوزات سببه الصلاحيات المطلقة للإداريات اللاتي يتعاملن مع النزيلات وكأنهن مجرمات لا بد من معاقبتهم بقسوة".

وطالبت وزارة العمل بالوقوف بشكل فوري وسريع على هذه التجاوزات ومنعها، مضيفة أن "ما يحدث في دار الرعاية في الرياض ليس حالة نادرة، وليس مجرد تجاوزات فردية، فمعظم الدور في السعودية يتم التعامل فيها مع النزيلات بهذه الممارسات اللاإنسانية، وبطريقة مؤلمة".

كما أوضحت أن "السبب هو ضعف الرقابة، فكل مديرة دار تعتبر نفسها الحاكم بأمره، والنزيلات تحت إمرتها، ولا أحد يحاسبها على ما تقوم به، ومعظم النزيلات يفضلن الصمت خوفاً من الانتقام، في حال كشفت ما يحدث لها من ممارسات لا إنسانية، ووصل الأمر بإحدى النزيلات في مكة لأن تنتحر هرباً من الظلم الذي وقع عليها".

وتعتبر دار الرعاية في السعودية، أشبه بالسجون الخاصة للفتيات اللواتي يرتكبن مخالفات، وخاصة الأخلاقية، ولا تصل إلى مستوى السجن. ويتم إيداع نحو ألف فتاة سنوياً، في هذه الدور المنتشرة في مختلف المدن، ولا تزيد فترة بقاء الغالبية منهن على الشهر، غير أن بعض النزيلات يبقين فيها لفترة طويلة، لعدم رغبة أولياء أمورهن في إخراجهن منها، وبحسب النظام، لا يُسمح لنزيلة الدار بالخروج منها، إلا بموافقة ولي أمرها.