متوحّدة... وأشعر

02 ابريل 2017
تحاول أن تقرأ "الطريقة التي أشعر بها" (كاثرين سكوت/Getty)
+ الخط -

تنظر الصغيرة إلى الكلمات والرسومات في ذلك الكتاب الملوّن. تتبع إصبع مدرّستها وتقرأ. هي تحاول أن تقرأ "الطريقة التي أشعر بها".

عندما وضعت الكاتبة الأميركيّة جَنان كاين مؤلّفها هذا، من ضمن سلسلة "الطريقة التي..."، كانت تهدف إلى مرافقة الأطفال في نموّهم. الصغيرة التي لم يُكشَف عن اسمها، في حاجة إلى مرافقة. هي تعاني من التوحّد. هي في السادسة أو السابعة من عمرها، وتحاول بمساعدة مدرّستها القراءة وكذلك التعرّف على مشاعرها.

نعم، لهذه الصغيرة مشاعر. الأطفال الذين يعانون من التوحّد يشعرون. الخوف والغضب والفرح والحزن والتوتّر والملل والدهشة والخيبة والجوع والعطش وغيرها... كلّها مشاعر يعيشها هؤلاء. هم أطفال كما سواهم من الذين يُصنَّفون من ضمن هذه الفئة العمريّة، وإن كانوا ضحيّة ذلك الاضطراب.

في الثاني من إبريل/ نيسان من كلّ عام، يُحتفى بـاليوم العالميّ للتوعية حول التوحّد. في هذا العام، 2017، يرفع المعنيّون شعار "نحو الاستقلاليّة الذاتيّة وتقرير المصير". الاستقلاليّة تبدأ من مدارس تبنّت دمج الأطفال من ذوي الإعاقة، من قبيل تلك المؤسسة التربويّة حيث تتابع الصغيرة تعليمها. هي مدارس نجدها في البلدان المتطوّرة، تلك التي يُحترم فيها المرء بغضّ النظر عن ظروفه.. أيّ ظروف كانت. كم نحن في حاجة إلى مثلها في بلداننا العربيّة.. كم نحن في حاجة إلى إدراك مشاعر هؤلاء الصغار وغيرهم في مجتمعاتنا العربيّة.

دلالات
المساهمون