جنوب سورية... نازحون في العراء خوفاً من "داعش"

05 مارس 2017
نزوح أكثر من مرة من ريف درعا(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -



ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن ريف درعا، جنوب سورية، يشهد حركة نزوح متواصلة من منطقة حوض اليرموك، خوفاً من الوقوع في يد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد سيطرة الأخير على قرى وبلدات في المنطقة، إثر هجوم مباغت شنه أخيرا ضد المعارضة السورية المسلحة.

وشهدت بلدات جلين، ومساكن جلين، والمزيرعة، وحيط، حركة نزوح شبه كلية، وباتت القرى خالية من المدنيين، إثر المعارك بين الجيش السوري الحر وتنظيم "داعش".

وأكد الناشط أحمد المسالمة أنّ المدنيين نزحوا من تلك القرى خوفاً من بطش التنظيم في حال تمكن من السّيطرة عليها، بعد قيامه بعمليات قطع رؤوس وتعذيب مدنيّين وعناصر من "الجيش السوري الحر"، خلال سيطرته على قرى وبلدات في حوض اليرموك في ريف درعا الشمالي الغربي.

كما أفاد مصدر من المجلس المحلي في درعا "العربي الجديد"، بأن المجلس لا حيلة له سوى إطلاق المناشدات وتوجيه الرسائل للمنظمات والدول، من أجل تقديم العون للنازحين، مؤكدا أن هناك أشخاصا في المنطقة يستغلون العمل الإنساني ويوجهونه إلى غير أهله، وأن المنظمات لا تعمل إلا مع أناس همّهم الحصول على المال ووفق محسوبيات شخصية، والمجالس المحلية في درعا قدراتها محدودة ولا تملك بدائل حقيقية.

وأضاف "كل المنظمات الدولية والمحلية ومنظمات الأمم المتحدة، تملك المعلومات الكافية والوافية عن أعداد النازحين واحتياجاتهم ومناطق تواجدهم الجديدة والقديمة".

وينتشر النازحون في مخيمات ومزارع لتربية الأبقار والمداجن في محيط بلدات وقرى نوى، والمزيريب، وتل شهاب، وعمورية، وزيزون، وخراب الشحم، ونبع الفوار، وطفس، وداعل. كما يقطن عدد من النازحين في منازل أقربائهم في تلك المناطق. ويقارب عدد النازحين الإجمالي 26 ألفا.

نازحون في العراء  (ديميتار ديلكوف/فرانس برس) 




وقال أبو محمد، أحد النازحين من المنطقة، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا نقيم في مزرعة للأبقار، كانت في الأصل تتبع للشركة الليبية، وبعد المعارك والقصف تم إخلاؤها. لا يوجد على النوافذ عازل لدخول الهواء إلى المباني، فنضع أكياس النايلون، ولا يوجد صرف صحي، ونسحب الماء من الآبار".

وأضاف "نزحنا سابقا من مدينة داعل، بعد تقدم قوات النظام السوري إلى الكتيبة المهجورة، واليوم نزحنا من حوض اليرموك مجدداً هرباً من داعش. نريد الحليب للأطفال، ونوجه رسالة للمعنيين، ساعدونا".

بدوره، قال المهندس إبراهيم، أحد مدراء الشركة الليبية: "إنّ مركز الإيواء هنا يفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية، كونه في الأصل مزارع للأبقار. هناك منظمات دعمت المخيّم بحمّامات متنقلة، لكن ذلك لا يكفي، والنازحون كثيرون من منطقة حوض اليرموك تحديدا، ولا يملكون المال لشراء الحطب والمحروقات. توجد هنا آبار مياه للشرب لكن جرّ المياه صعب".

يهجرون بيوتهم ومدارسهم (فادي ديراني/فرانس برس) 



كما أشار إلى أنّ "الوضع الطبي سيئ في المركز وفي غيره من المخيمات المبعثرة في المنطقة، الأدوية قليلة، ولا توجد مراكز طبية ولا مستشفيات".

أم لؤي، التي نزحت سابقا من قصف النظام واليوم تنزح هربا من "داعش"، قالت لـ"العربي الجديد": "سئمت من هذه الحياة، هذه المرة العاشرة التي أهرب فيها مع أولادي في ريف درعا، ننتظر رحمة الله. أنا بحاجة لجراحة، وليس لدي ثمن الدواء".

وأضافت "هنا نقيم في منزل قديم بلا أبواب ولا نوافذ ولا حمامات ولا دورة مياه، جاءت لجنة ونصحتنا بالخروج منه لأنه آيل للسقوط. نحن خرجنا في الثورة ولا ننتظر مالا من أحد، نريد فقط أن نستمر في الثورة".

يذكر أن مناطق كثيرة في ريف درعا والجنوب السوري، تأوي آلاف النازحين الذين فروا من القصف الجوي السوري والروسي، والمعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة السورية المسلحة، وبين الأخيرة وتنظيم "داعش".