تفشي الأمراض في الموصل ومسؤولون يتلاعبون بطعام النازحين

27 مارس 2017
بعض النازحين يعيشون في العراء (تويتر)
+ الخط -

وصل عدد النازحين الفارين من ساحل مدينة الموصل الأيمن إلى 214 ألف شخص؛ يشكل النساء والأطفال غالبيتهم؛ واضطر معظمهم إلى السير مسافات طويلة للخروج من مناطق الاشتباكات والمعارك.

ووفقا لتقارير حكومية عراقية، فإن ما لا يقل عن 60 في المائة من النازحين يحتاجون إلى علاج وتغذية سريعة، حيث إن ما لا يقل عن 20 ألفا منهم أصيبوا بجروح خلال رحلة الفرار من الموت، فضلا عن نحو 100 ألف شخص يعانون سوء التغذية الحادة نتيجة المجاعة التي تعرضوا لها، خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت الهجوم على المدينة نتيجة حصارها من قبل القوات المشتركة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتوزّع الفارون من الموصل على تسعة مخيمات، بينما اضطر عشرات الآلاف منهم إلى المبيت في هياكل ودور فارغة أو معسكرات قديمة للجيش، وبعضهم اتخذ من وديان الموصل مسكنا، وسط عجز الحكومة والأمم المتحدة عن إنقاذهم أو توفير حياة كريمة لهم.

وقال محمد علي، رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان، إن وضع النازحين كارثي في محيط الموصل، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "عدد الأطباء غير كاف، والجرحى والمرضى ينتظرون، وسط انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بين الأطفال، بمعدل عام، فإن بين كل ألف نازح طبيبا واحدا، وهذا شيء غير مقبول، والحكومة تتحمل مسؤولية سوء تعاملها مع النازحين".

وبيّن أنه تم إطلاق حملة لحث الأطباء على زيارة المخيمات وتقديم المساعدة للنازحين، مؤكدا أن "بعض أدوية النازحين تمت سرقتها، وهناك تلاعب بالطعام المقدم إليهم، رغم أن أموال الطعام والأدوية جاءت كمساعدات دولية وعربية، وأصابع الاتهام تشير إلى مسؤولين في وزارتي الصحة والهجرة".

وأكدت مصادر طبية عراقية تفشي العديد من الأوبئة والأمراض بين النازحين بسبب تلوث المياه وانتهاء مفعول بعض الأطعمة المعلبة وشح الأدوية وقلة العناية الطبية وسوء الخيام الموزعة عليهم. وذكرت مصادر من دائرة صحة نينوى لـ"العربي الجديد"، أن "أمراض الجرب والكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي تفشت في المخيمات".

من جانبه، وصف النائب في البرلمان العراقي، علي المتيوتي، مخيمات النزوح بأنها "وصمة عار في جبين الأمم المتحدة"، متهماً دائرة صحة نينوى بالغياب التام عن أداء واجباتها. وأضاف، في تصريح لمحطة تلفزيون محلي، أن "الجانب الأيمن من الموصل لا يوجد فيه ماء للشرب، والمناطق المحررة في المدينة لم تصلها الخدمات حتى الآن. وضع النازحين مأساوي".

وقال نازحون من الموصل إنهم اضطروا إلى شرب مياه الأمطار من البرك، بعد أن أجبروا على المبيت ليالي عدة في العراء، لعدم وجود ما يكفي من المخيمات لإيوائهم، ما سبب انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال.
وقال عايد جبر (41 سنة) من أهالي الموصل "أصيب كثير منا، خاصة الأطفال، بمختلف الأمراض، بسبب المياه الملوثة وانعدام الرعاية الطبية وشح الغذاء، ولا نعرف ماذا نفعل، فالأمراض الجلدية وحمى التيفويد والتهاب الكبد الفيروسي انتشرت، ولا توجد رعاية من قبل الحكومة التي تركتنا نواجه مصيرنا، فلا مخيمات لإيوائنا ولا حتى مياه صالحة للشرب، ولا رعاية طبية سوى بعض الحملات التي يقودها ناشطون وميسورون للتبرع بمياه الشرب والطعام".

واتهم حقوقيون، الحكومة العراقية، بعدم وضع خطة للتعامل مع مأساة النازحين خلال معركة استعادة الموصل، ما سبب اكتظاظاً في المخيمات وانتشاراً للأوبئة والأمراض. واعتبر الحقوقي فاضل جمعة، أن "خطورة انتشار الأوبئة والأمراض بين الأهالي، سواء المحاصرون في الجانب الأيمن أو في المناطق المحررة، أو النازحون في المخيمات، كارثة يجب أن توضع لها حلول عاجلة، وأن ترسل فرق طبية متخصصة لمعالجة المصابين".

وبين جمعة لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة العراقية ليست لديها خطة لإغاثة النازحين، فلا يوجد دواء ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب ولا مخيمات للإيواء، والناشطون لا يملكون تقديم المساعدات، لعدم وجود أي دعم حكومي أو دولي".




المساهمون