شبح السمنة يهدد صحة الجزائريين

25 مارس 2017
مضاعفات صحية ومتاعب نفسية نتيجة السمنة (أولي سكارف/Getty)
+ الخط -
"يعود ابني عادل من المدرسة يومياً منزعجاً، والسبب تلك الضحكات التي يطلقها زملاؤه في المدرسة بسبب شكله، وإشارات اليد التي توجه إليه لأنه (سمين)، ومع مرور الوقت، كبرت العقدة، وأثرت على تحصيله الدراسي"، هكذا وصفت أمٌّ جزائرية لطبيب تغذية وضعية ابنها في محاولة منها لفهم أسباب سمنته المفرطة، خصوصاً أنها صارت تشكل عبئاً كبيراً عليه صحياً ونفسياً واجتماعياً.

عادل، ذو التسع سنوات، يدرس في سنة ثالثة ابتدائي بمدرسة بمنطقة "العاشور" بقلب العاصمة الجزائرية، لم يقوَ على مواصلة الدراسة، فأحياناً ينزوي في ساحة المدرسة وحيداً، لا يتكلم كثيراً، صار عصبياً في البيت، تسبب له جسده "الضخم" في عقدة لم تنفك حتى بمراجعة الطبيب، بحسب تصريحات والدته لـ "العربي الجديد"، التي بدورها صارت "تحمل همَّين: الأول متعلق بصحة ابنها بعد زيادة وزنه بشكل لافت، والثاني فقدانه لتوازنه النفسي ومتاعبه الدراسية"، على حد قولها.

ليست هذه المشكلة الوحيدة لمن يعانون من السمنة، فالكثيرون يشتكون من سخرية وانتقادات البعض، وهو ما ذكره مواطنون في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، في وقت تسببت لهم السمنة في متاعب صحية خطيرة، حتى إن مختصين قالوا إن السمنة باتت شبحاً يطارد الجزائريين ويهدد صحتهم، على حد قول الدكتور السعيد نوري.



وقال نوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ آخر الإحصائيات تشير إلى أن مشكلة السمنة في الجزائر صارت لافتة كثيراً بالنظر إلى النظام الغذائي وطريقة العيش اليومية للجزائريين، حيث ربط ذلك بالمأكولات خارج البيت التي غالباً ما تزيد من السعرات الحرارية والدهون دون فائدة غذائية.

وحذّر نوري من تفاقم ظاهرة السمنة في الجزائر، حيث سجلت إحصائيات أن 52 في المائة من النساء يعانين من السمنة، بينما يعاني منها 37 في المائة من الرجال، وهي أرقام برأيه تنذر بوجود مشكلة كبيرة لدى الجزائريين، قد ترتبط بأسباب جينية، فضلاً عن أسباب بيئية ذات صلة بالتغذية غير الصحية أو غير المتوازنة أيضاً.

من جانبها، قالت المختصة في التغذية، الدكتورة صليحة بن سلامة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الجزائريين لا يسطرون، غالباً، برنامجاً غذائياً صحياً يوازن بين السكريات والدهون، مشددة على أهمية الرياضة بالنسبة للمرضى بالسمنة المفرطة مع الالتزام بحميات خاصة بعد استشارة طبية.

كما حذرت من مخاطر السمنة، لأنها تؤدي إلى أمراض أخرى أهمها القلب والفشل الكلوي والسرطان والضغط الدموي.

وفي سياق ذي صلة، طرح الدكتور الجراح محمد كاشة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إشكالية عزوف الجزائريين عن جراحات على مستوى الجهاز الهضمي أثبتت فعالياتها كثيراً بالعديد من بلدان العالم.

كما شدد الكثيرون على أهمية التوعية وتحسيس المواطن الجزائري بمخاطر السمنة المفرطة، خصوصاً أن الوضع يزداد سوءاً، وتغير العادات المتعلقة بالأكل لدى الجزائريين مع تسارع الحياة اليومية، والظروف المجتمعية والاقتصادية أيضاً، دفعت بالكثيرين إلى اللجوء لتناول الأطعمة في محلات المأكولات الخفيفة والسريعة وشرب مختلف أنواع المشروبات الغازية، ما زاد من حدة المتاعب الصحية والأمراض المتعلقة بالقولون العصبي والسمنة المفرطة.


 

 

دلالات
المساهمون