تحوّل متحف الموصل؛ ثاني أهم متاحف العراق بعد متحف بغداد، وأحد أكبر عشرة متاحف عربية، إلى أطلال وخراب، ولم يبق من مقتنياته إلا قطع متناثرة من الأحجار.
كان المتحف يضم قبل تدميره على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) آثار الحضارات المتعاقبة في العراق، من الحضارة الآشورية والبابلية مروراً بالحضارة الإسلامية، وانتهاءً بالحقبة العثمانية، واختفت وثائق ومخطوطات موغلة في القدم وحلي نفيسة، كما دمرت أو نهبت قطع أثرية وتماثيل ومنحوتات يعود عمرها إلى مئات السنين.
تجول "العربي الجديد"، داخل المتحف، أو ما تبقى منه، لتكشف الكاميرا مقدار الدمار الهائل الذي وقع فيه. يقول العقيد محمد سعدون، وهو أحد ضباط الشرطة الذين دخلوا المتحف بعد استعادة الساحل الأيمن من مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد" "دمر داعش كل شيء. لم يبق شيء. سرقوا بعض محتويات المتحف وحطموا البعض الآخر".
ويضيف "أظهر التنظيم مبكرا مشاهد مصورة لتحطيم التماثيل الآشورية والتحف التي كان يضمها المتحف بدعوى أنها أصنام. حتى يوم هزيمته كان "داعش" يتخذ من المتحف مقراً بعد سرقة محتوياته".
ويعتبر الضابط العراقي أن "جريمة تدمير المتحف وحدها تمثل كارثة، ليس للعراقيين بل للإنسانية. كان المتحف يحوي ما يمكن وصفه بالسرد التاريخي لجزء من حضارة البشر" على حد تعبيره.
وبحسب سكان محليين، فإن أحد مسؤولي المتحف، الدكتور وليد عامر، أصيب بجلطة دماغية بعد مشاهدته لقطات روجها تنظيم "داعش" أثناء تدمير المقتنيات، وما زال طريح الفراش منذ نحو عامين.