مدرسة بدو الكعابنة التي أسست منذ 50 عاما، حافظت على صمودها في وجه التهجير والاقتحامات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال، وكذلك ظلت مستمرة في عطائها على الرغم من اختلافها عن باقي المدارس التي تتوفر فيها كل الاحتياجات البسيطة التي يتطلع لها طلاب المدارس.
يقول منسق حملة "أنقذوا الأغوار"، رشيد خضير، لـ"العربي الجديد": إن هذه المدرسة المتنقلة، التي تقدم خدماتها لبدو الكعابنة، تعاني من استهدافها الدائم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، علما بأن غرفها الصفية عبارة عن كرفانات حديدية وبإمكانيات متواضعة، لكن الاحتلال لا يسمح بوجودها وقد تعرض لها أكثر من مرة".
ويشير إلى أن المدرسة تطورت بعد أن كانت خيمة منذ تأسيسها عام 1967، وقدمت لها مؤسسات حقوقية وإنسانية دولية بعض المساعدات، فأصبحت الصفوف المدرسية غرفاً حديدية، إلا أن هذا لم يرق لسلطات الاحتلال التي كانت تسلم المدرسة إخطارا بالهدم في كل إضافة عليها، بحجة عدم الترخيص.
15 إخطار هدم سلمتها سلطات الاحتلال للمدرسة خلال السنوات الماضية، إلا أنها لم تنفذ أي هدم حتى الآن، ووفق ما يقول خضير فقد تم رفع قضية في المحكمة ضد هذه الإخطارات، وتقديم التماس لمنع عملية الهدم، ولا تزال القضية عالقة لم يصدر بحقها أي قرار.
عدا عن ذلك، فإن ظروف الدراسة في مدرسة بدو الكعابنة تعد صعبة للغاية، فالماء يبعد نحو 30 مترا عن الصفوف، وتعتمد في إيصال الكهرباء إليها عن طريق الطاقة الشمسية، كما أن درجة الحرارة المرتفعة في منطقة الأغوار وتواجد الطلاب داخل الكرفانات الحديدية يؤدي إلى زيادة الحرارة بشكل كبير، بالإضافة إلى البرد الشديد مع بداية فصل الشتاء، بحسب خضير.
منذ أيام قليلة، نفذت حملة "أنقذوا الأغوار" نشاطا تطوعيا شاركت فيه العديد من المؤسسات لمساندة بدو الكعابنة وطلاب المدارس، حيث قاموا ببناء غرفة صفية من الطين، كون كافة "الكرفانات" مخطرة بالهدم، للتأكيد على أحقية الطلاب بالتعليم، وتعزيزا لصمودهم ورفع معنوياتهم.
ويوضح الناشط، غسان النجار، لـ"العربي الجديد": "أن هذا النشاط تم تنفيذه من قبل حملة (أنقذوا الأغوار)، وبالشراكة مع المؤسسات التطوعية، جمعية الهدف للتنمية الريفية ومركز العودة والمنتدى التنويري، حيث شرع المتطوعون ببناء غرفة صفية داخل محيط المدرسة، وقد تم استخدام أدوات بدائية في البناء كالتراب والماء والتبن والخشب".
وأشار النجار إلى أن العمل في الغرفة لم ينتهِ بعد، وأنه سيستمر حتى إكمال الغرفة الصفية كاملة، إلى أن تكون مجهزة بكافة المعدات والظروف التي تهيئ جوا مناسبا لأخذ الحصص فيها.
ولفت خضير إلى أن المساعدات التي تقدمها الدول المانحة بسيطة وغير كافية، وليست بالمستوى المطلوب الذي يُقدر بحجم معاناة الطلاب، مع الإشارة إلى أن هذه المدرسة تقدم التعليم للأطفال من الروضة حتى الصف التاسع للذكور والإناث، و11 مدرسا تابعين لوزارة التربية والتعليم.
وقال خضير: هؤلاء الأطفال بحاجة لرعاية نفسية بسبب الظروف التي يعيشونها، ورسالتهم للعالم ولمؤسسات حقوق الإنسان والأطفال، بأن يعاملوا كباقي أطفال العالم، وأن يُحفظ حقهم في التعليم في ظروف طبيعية ومماثلة لباقي الطلاب، والعمل على توفير حياة كريمة لهذه التجمعات البدوية المستهدفة بشكل دائم.