تجدد المواجهات شرقي الجزائر بين الأمن ومحتجين مطالبين بتعليم الأمازيغية

15 ديسمبر 2017
طلبة الثانويات خرجوا للمطالبة بتعميم تعليم الأمازيغية (فيسبوك)
+ الخط -
وقعت مواجهات عنيفة، اليوم الجمعة، بين الطلبة وقوات الأمن، في منطقة بجاية، شرقي الجزائر، على خلفية مطلب تعميم تعليم اللغة الأمازيغية، إذ رشق الطلبة قوات الأمن عندما كانت تحاول تفريق تظاهرة لهم، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.

وفي مدينة أميزور، في المحافظة نفسها، خرج تلاميذ الثانويات في مسيرة للمطالبة بإقرار تعليم اللغة الأمازيغية في كل المدارس في الجزائر، ورفعوا شعارات ورموزاً أمازيغية، وصور ضحايا "الربيع الأمازيغي" في 2001.

وكانت السلطات الجزائرية قد قررت تعليق الدراسة في جامعة البويرة، شرقي الجزائر، على خلفية أحداث عنف ومواجهات دامية بين مجموعة من الطلبة المتعصبين للقضية واللغة الأمازيغية، وبين كتلة ثانية من الطلبة ترفض استغلال هذا الموضوع الهوياتي لأغراض سياسية، استعملت فيها الحجارة والعصي، ما أدى إلى إصابة عدد من الطلبة.

وقبل يومين، قام طلبة من المجموعة المتعصبة للمطلب الأمازيغي بالصعود إلى سطح الجامعة، ونزع العلم الوطني، وتعليق العلم الذي يرمز إلى الأمازيغية مكانه، وهو ما لقي استنكاراً كبيراً في الجامعة والمدينة.

وكانت حالة من الغضب، أعقبتها مسيرات وتجمعات احتجاجية، قد شهدتها جامعات ومدن تيزي وزو والبويرة وبجاية وبومرداس، إضافة إلى باتنة أقصى شرقي الجزائر، على خلفية رفض البرلمان الجزائري التصويت لمصلحة تعديل تقدم به نائب عن "حزب العمال" اليساري في موازنة 2018، يخص زيادة المخصصات المالية لتعميم تعليم اللغة الأمازيغية في كل محافظات البلاد.

ووصف الناشطون في القضية الأمازيغية رفض البرلمان بأنه استمرار لما يصفونه بـ"سياسات الإقصاء التي تستهدف اللغة والهوية الأمازيغية، وتهرب السلطة من التزاماتها الدستورية التي تنص بشكل صريح على ترقية اللغة الأمازيغية".

وحذّرت أحزاب سياسية، بينها "جبهة القوى الاشتراكية" المتمركز في منطقة القبائل، من إشعال "فتيل الفتنة"، وتخريب المنطقة، خاصة مع وجود حركة تطالب بإقرار حكم ذاتي للأمازيغ، يقودها المغني فرحات مهني، الذي شكل حكومة منفى في باريس.

ويجري تدريس اللغة الأمازيغية، في الوقت الحالي، في 37 ولاية من مجموع 48، وقد نص دستور فبراير/ شباط 2016 على أن تصبح اللغة الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية"، بعدما نص تعديل دستوري في 2005 على أنها "لغة وطنية" فقط.

ويطالب الأمازيغ في الجزائر بإقرار اعتراف رسمي وعملي كامل بلغتهم وهويتهم، ويناضل تيار أمازيغي لمصلحة هذا المطلب منذ عقود. وقد شهدت الجزائر محطات تاريخية عدة؛ أبرزها "الربيع الأمازيغي" في إبريل/ نيسان 1980، و"إضراب المحفظة" في سبتمبر/ أيلول 1994، و"الربيع الأسود" في إبريل/ نيسان 2001، و"مسيرة يونيو الدامية"، عام 2001.


دلالات