الله غل خان لا يحب شرطة باكستان

15 ديسمبر 2017
"يأخذون منا جزءاً من المال" (العربي الجديد)
+ الخط -

"باكستان دولة جيدة لكن شرطتها من أسوأ ما يكون. إنها تلاحقنا دائماً و تأخذ منا الأموال وما نكسبه يومياً". هكذا يبدأ اللاجئ الأفغاني الثلاثيني الله غل خان (يعني الإسم بالعربية زهرة الله خان) كلامه هو الذي عاش في باكستان معظم حياته ولم ير وضعاً أسوأ مما يعيشه اليوم بسبب مضايقات الشرطة والأمن بذريعة أن اللاجئين يعيشون في باكستان بطريقة غير قانونية.

يقول خان إن المشكلة الرئيسية في باكستان أمام اللاجئين الأفغان ليست كسب الرزق والمهن الشاقة التي يمتهنونها لأجل كسب لقمة العيش، بل تعامل الشرطة معهم "هي التي تتعرض لهم في الطريق خلال توجههم إلى منازلهم في المساء. وتأخذ منهم جزءا من المال". كما يشير إلى أن الشرطة تزج بهم أحياناً في المركز لأيام ولا يتم الإفراج عنهم إلا مقابل مال، مطالباً الحكومتين الباكستانية والأفغانية بالعمل معاً لحل قضية اللاجئين. يقول إن "اللاجئين في باكستان لا علاقة لهم بالأمور السياسية بل هم مساكين يعيشون هنا فقط لأن في هذه البلاد أمنا، بينما في أفغانستان لا تزال أجواء الحرب تسود في جميع الأرجاء".

وصل خان إلى باكستان مع عائلته وهو ابن خمسة أعوام بسبب الحروب الطاحنة التي كانت تشهدها أفغانستان. جاء مع والده وبقية أفراد العائلة عبر الطرق الوعرة. وصلوا إلى شمال غرب باكستان حيث اختارت العائلة العيش في أحد مخيمات اللاجئين. عمل والده في مصنع للطوب رغم أمراضه العديدة، فظروف الأسرة أجبرت الوالد على ممارسة هذا العمل، وهو كان يساعد والده منذ نعومة أظفاره.

يروي خان: "كنت أحمل الطعام والشراب لوالدي وأساعده في عمله بتقليب الطوب ونقله من مكان إلى آخر". رغم ذلك، كان الوالد يصرّ على تعليم ابنه وهو نفسه كان يرغب في التعليم إلا أن الوضع المعيشي والظروف في بلد اللجوء لم تسمح له بذلك. التحق خان مراراً بالمدارس الحكومية الخاصة باللاجئين وغيرها من المدارس لكنه كان يترك الدراسة في كل مرة لكي يساعد والده.

تنقلت الأسرة بين العديد من المخيمات، حتى استقرت في مخيم للاجئين الأفغان قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد قبل خمسة عشر عاماً. وعندما قررت السلطات الباكستانية إقفال ذلك المخيم نقلت أسرة خان إلى القرية الطينية بضواحي العاصمة وقرب سوق الخضار، وفيها توفي والده ليتولى مسؤولية الأسرة من بعده.

يعمل خان في سوق الخضار ويكسب يوميا 500 روبية باكستانية (ما يعادل خمسة دولارات تقريباً). لا يكفي هذا المبلغ لتلبية متطلبات الأسرة، لكن لا خيار آخر أمامه، فهو الوحيد الذي يعمل ليعيل الأسرة بأكملها وهي مكونة من والدة وزوجة وخمسة أطفال.

المساهمون