باتريك أيوا... غادر غانا بـ50 دولارا وفاز في الدوحة بنصف مليون

16 نوفمبر 2017
باتريك أيوا خلال تسلم جائزة "وايز 2017" (تويتر)
+ الخط -
حاز مؤسس ورئيس جامعة أشيسي في غانا، باتريك أيوا، جائزة "وايز 2017" التي تمنحها قمة الابتكار في التعليم المنعقدة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، وقيمتها 500 ألف دولار أميركي.

وسلمت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، الشيخة موزا بنت ناصر، الجائزة أمس الأربعاء، للأكاديمي الغاني خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في نسخته الثامنة التي تختتم أعمالها مساء اليوم الخميس.
ورحب الرئيس التنفيذي لمؤتمر "وايز"، ستافروس يانوكا، بالفائز، مؤكدا أن باتريك أيوا ينضم إلى لائحة مميزة من الأشخاص الذين يؤمنون بأهمية التعليم في سبيل التمكين، والذين شق كل منهم طريقه من خلال إلهام الآخرين برؤيته.
وأضاف يانوكا: "بتوجيه باتريك أيوا، صاغت جامعة أشيسي منهجاً متنوعاً ومعاصراً على أسس الفنون الحرة، وأدرك أيوا أن أدوات تحصيل المعرفة وتفسيرها لها أهمية المعرفة نفسها، ومن خلال تكريسه القيادي، يقف أيوا كنموذج لمن يكرسون حياتهم من أجل التمكين عبر التعليم".

وتعد "جائزة وايز للتعليم" جائزة التميّز الأولى من نوعها التي تحتفي بالإسهامات البارزة والرائدة عالميًا في مجال التعليم، سواء أكانت فردية أم جماعية، ويحصل الفائز على الميدالية الذهبية الخاصة، إضافة إلى مكافأة مالية قيمتها 500 ألف دولار أميركي.

واشتهر باتريك أيوا، بتفانيه في دعم التعليم في بلده غانا، وعموم القارة الأفريقية، وتمكن جميع خريجي كلية أشيسي الجامعية من الحصول على فرص عمل جيدة، كما ظل معظمهم يعملون داخل القارة السوداء، وأطلق العديد منهم مشروعات تجارية ناجحة، فلم تقتصر إنجازات أيوا، في مجال التعليم العالي على تمكين الطلاب، بل أحدث نقلة نوعية في غانا، وغيرها من الدول الأفريقية، من خلال بناء جيل جديد من القادة ورواد الأعمال.

غادر أيوا بلاده عام 1985، وكان لا يملك وقتها سوى 50 دولارا أميركيا، بعد أن حصل على منحة دراسية كاملة من جامعة "سوارثمور" بولاية بنسلفانيا الأميركية، وعقب تخرجه، انطلق في مسيرة مهنية ناجحة لدى شركة مايكروسوفت، حيث قاد مشروع تصميم خدمة الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف، وحرصا منه على إحداث الفارق في بلده، عاد إلى غانا، معتزما إطلاق شركة في مجال البرمجيات.


فور وصوله إلى غانا، سرعان ما أدرك أيوا أن تعزيز القيادة الأخلاقية سيكون حجر الأساس لبناء جيل قادر على إحداث التغيير الإيجابي في أفريقيا، فقرر العودة إلى التعليم، ولكن هذه المرة إلى جامعة كاليفورنيا الأميركية، بهدف تحصيل المعرفة اللازمة لإنشاء جامعة من شأنها تعزيز مبادئ القيادة والنزاهة.

يقول باتريك أيوا، "قررت إنشاء جامعة جديدة في غانا، ليس بسبب عدم وجود جامعات، ولكن لافتقارنا إلى جامعات تقوم بتدريس مهارات القرن الحادي والعشرين، كان هناك تركيز مفرط على التعلم القائم على الحفظ، مع إيلاء اهتمام أقل للتفكير النقدي أو المستقل. قررت إطلاق جامعة من شأنها أن توفر لشباب غانا وأفريقيا فرصة لتحقيق التميز واكتساب القدرات اللازمة لمعالجة المشكلات، باعتبارهم جيل القادة القادم".

وبدأت كلية أشيسي الجامعية عملها في عام 2002 من أحد المنازل المستأجرة، حيث استقبلت دفعة قوامها 30 طالبًا، واليوم أصبح للكلية حرم جامعي عالمي المستوى، يطل على العاصمة أكرا، وتضم الكلية ما يقارب 900 طالب، وتقدم برامج لمرحلة البكالوريوس في تخصصات الهندسة وإدارة الأعمال وعلوم الحاسوب ونظم إدارة المعلومات، ويعتمد برنامج الدراسة مناهج متعددة التخصصات، مع التركيز المستمر على جوانب القيادة والأخلاق وريادة الأعمال، ويشارك جميع الطلاب في أنشطة خدمة المجتمع قبل التخرج.

وتولي الكلية اهتمامًا بالتنوع الثقافي والاقتصادي، كما يحصل 50 في المائة من الطلاب على منح دراسية كلية أو جزئية، وتشكل الفتيات نصف عدد طلاب الكلية الذين ينتمون إلى أكثر من 20 بلدًا، كما وضع طلاب الجامعة في عام 2008 ميثاقًا للشرف الأكاديمي يُحمِّلون أنفسهم بموجبه مسؤولية التحلي بالسلوك الأخلاقي القويم، ويعد الميثاق الأول من نوعه في الجامعات الأفريقية.
وعقب تلقيه "جائزة وايز للتعليم"، قال باتريك أيوا "هذه لحظة حاسمة بالنسبة لقارة أفريقيا كلها، إذ يعيش اليوم واحد من بين كل ستة أشخاص على وجه الأرض في أفريقيا، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى واحد من بين كل أربعة بحلول عام 2050. ولهذا فنحن بحاجة ماسة إلى تعزيز نظام التعليم في أفريقيا لضمان قدرتنا على الاستفادة من هذا التحول في تعزيز التعليم. إن الفوز بجائزة وايز سوف يدعم العمل الذي نقوم به في كلية أشيسي الجامعية لإلهام وتثقيف وبناء مجتمع من الأفراد يمكنهم التغلب على صعوبات تحقيق النمو في أفريقيا، وتقديم نموذج يُحتذى به في باقي أنحاء العالم".



المساهمون