مروحيات تلاحق عصابات البصرة المنفلتة... السلاح فوق القانون

15 نوفمبر 2017
سلطة القوات العراقية هي الأضعف (علي يوسف/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من محاولات ضبط الأمن في محافظة البصرة (590 كلم جنوب بغداد) إلا أن التدهور الأمني عاد ليضربها، حيث يسود فيها سلاح  العشائر والمليشيات، حتى تكاد سطوته تفوق سلطة القوات العراقية هناك، في حين استعانت الأخيرة بالمروحيات لمطاردة عصابات السلاح وتجار المخدرات.


ويؤكد عضو مجلس مدينة البصرة علي المياحي، إن التسويات التي شهدتها المحافظة بين عشائرها وأحزابها ومليشياتها لم تتمكن من حفظ الأمن، موضحا لـ "العربي الجديد" أن جميع هذه الاتفاقات مؤقتة وتنهار بمجرد نشوب أي خلاف بسيط.


وأشار إلى أن الأمن يستقر لأيام أو أسابيع قبل أن يعود ليتدهور فجأة كما حدث خلال اليومين الماضيين، لافتاً إلى عودة حالات القتل والخطف واقتحام المنازل وتفجير العبوات الناسفة.


وأكد مصدر أمني في محافظة البصرة لـ"العربي الجديد" اليوم الأربعاء، قيام مسلحين مجهولين بتفجير عبوة ناسفة قرب منزل أحد الموظفين الحكوميين في مدينة الزبير غرب البصرة، معرباً عن اعتقاده أن التفجير حصل نتيجة خلافات سابقة مع صاحب المنزل.


ولفت إلى قيام مجهولين بإلقاء قنبلة يدوية على سيارة تعود لمدني في الزبير دون وقوع أية إصابات، مؤكداً العثور على عبوة ناسفة وضعت قرب أحد المنازل في حي القرنة شمال البصرة رفعتها الجهات المختصة دون سقوط خسائر.


يشار إلى أن مدينة الزبير التي تتمتع بأغلبية "سنية" تتعرض بين الحين والآخر لهجمات وعمليات قتل واختطاف وتهجير.



في هذه الأثناء، أعلنت قيادة عمليات الجيش في البصرة اليوم، عن تنفيذها عمليات دهم وتفتيش في المناطق الصحراوية التابعة للمحافظة، مؤكدة في بيان أن العملية تمت بواسطة المروحيات التابعة لطيران الجيش العراقي.





وأوضحت القيادة أن العملية تأتي ضمن إطار مطاردة المطلوبين للقضاء، وتجار السلاح والمخدرات، فضلا عن إجراء مسح جوي لعدم إعطاء فرصة للإرهابيين لتمرير أعمالهم داخل المحافظة.

ونقل البيان ذاته عن قائد شرطة البصرة الفريق الركن جميل الشمري، تأكيده ضرورة إدامة عمليات الدهم والتفتيش والتعاون المشترك بشأن المعلومات الاستخبارية مع القيادات الأمنية في المحافظات المجاورة.


ودعا إلى تنفيذ عمليات تفتيش واسعة ومشتركة، وتكثيف الجهود وعدم ترك المناطق الصحراوية من دون مراقبة مستمرة. وأشار إلى زرع القوات العراقية عناصرها الاستخبارية والاستفادة من العاملين في هذه المناطق كمصادر لجلب المعلومة.


وعبّر عضو مجلس شيوخ البصرة محمد الدوسري، عن رغبته باستمرار العمليات الأمنية التي تنفذها القوات العراقية في صحراء البصرة، مطالبا في حديث لـ "العربي الجديد" بتوسيع نطاقها لتنتقل من الصحراء إلى المدن التي تحولت إلى أوكار للعصابات التي تمتلك سلاحاً تفوق سطوته سلطة القانون.


ولفت إلى عودة جرائم القتل والخطف والتهجير والاستهداف من خلال العبوات الناسفة، مؤكداً أن الأمن لا يمكن أن يستقر في المحافظة ما لم يكن هناك عملية عسكرية جريئة تنزع سلاح العشائر والمليشيات.


يشار إلى أن الحكومة المحلية في محافظة البصرة سبق أن طالبت رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعلان حالة الطوارئ، وإرسال قوة خاصة لضبط الأمن في المحافظة التي يسيطر عليها سلاح العشائر والمليشيات.