فشل اليوم الدراسي الأول مجدداً في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) المسلحة في اليمن بعد إعلان النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية في صنعاء، الخميس الماضي، تعليق الإضراب الذي ينفذه أكثر من 166 ألف معلم ابتداء من أمس السبت. وتوافد آلاف التلاميذ إلى مدارسهم كما حدث في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلاّ أنهم لم يجدوا المعلمين أمامهم كما جاء في إعلان تعليق الإضراب بعد اتفاقات بين حكومة الحوثيين ونقابة المهن التعليمية والتربوية.
في هذا السياق، يقول ولي أمر أحد التلاميذ عبد السلام عليان إنّ ابنه عاد من مدرسته باكراً أمس بعدما اكتشف عدم حضور المعلمين إلى المدرسة. يتابع لـ"العربي الجديد": "شعرنا بسعادة كبيرة عندما قيل لنا إنّ المعلمين قد أنهوا الإضراب وإنّ المدارس ستباشر أعمالها بدءاً من يوم السبت، إلاّ أنّ أملنا خاب إذ عاد التلاميذ باكراً إلى منازلهم، فقد فشلت وزارة التربية والتعليم مجدداً في إقناع المعلمين بممارسة أعمالهم وبدء العام الدراسي الجديد". يضيف عليان: "بعض المدارس درّست حصة أو حصتين، وفي ظلّ غياب المدرّسين طلبوا من التلاميذ مغادرة المدرسة والعودة إلى المنازل". يصف الوضع بـ"الكارثي" في حال عدم حلّ هذه المشكلة.
التلميذة فتحية غالب توضح أنّها ذهبت إلى المدرسة ووجدت مدرسّين متطوعين أعطوها مع زميلاتها دروس الدين والعربية، لكنّهم غادروا بعدها مباشرة لعدم وجود مدرّسين للمواد العلمية الأخرى. تتابع لـ"العربي الجديد": "أشعر بإحباط شديد. أنا في الصف الثاني الثانوي، وأشعر أنّ هذا العام سينتهي من دون أن أتعلم". تشير إلى أنّ مشكلة عدم توفر الرواتب العام الماضي تسببت في عدم إكمالهم المقررات الدراسية "العام الماضي لم نكمل المنهج الدراسي، ولم ندرس الكثير من الدروس فلم تدخل في الامتحان، وهذا الأمر يشكل عبئاً علينا لأنّ المنهج هذا العام مرتبط بما كان يجب أن ندرسه العام الماضي. سنواجه صعوبة في فهم بعض الدروس عندما تعود الدراسة إلى الانتظام".
بعض أولياء الأمور لم يسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى المدرسة يوم أمس لعلمهم أنّ الدراسة لن تبدأ ما لم تسلَّم رواتب المعلّمين. من بين هؤلاء خالد الحطامي الذي منع ابنته التلميذة في الصف الأول الثانوي من الذهاب "المدرسة وإن فتحت أبوابها لن تقدم شيئاً للتلاميذ وهذا ما حدث فعلاً إذ لم تفتح مدرسة ابنتي أبوابها".
اقــرأ أيضاً
معظم المدارس الحكومية الواقعة في المناطق الريفية لم تفتح أبوابها، على عكس مدارس المدن التي بدأت يومها الدراسي الأول بعد الإضراب بحضور خجول للتلاميذ وغياب معظم المدرسين.
وكانت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية في صنعاء قد دعت، في بيان صادر عنها اطلعت عليه "العربي الجديد"، المعلمين إلى الانتظام في مدارسهم، مؤكدة أنّ تعليق الإضراب سيظل إجراء مؤقتاً وسريانه مرهون بوفاء حكومة صنعاء بالتزاماتها تجاه المعلمين. وبحسب التفاهمات التي تمت بين النقابة وحكومة الحوثيين، فإنّ الأخيرة التزمت بدفع نصف راتب لكلّ موظف إلى جانب سلع تقدم له مقابل نصف الراتب المتبقي. هذه التفاهمات قوبلت برفض واسع لدى المعلمين الذين أصروا على ضرورة تسليم الرواتب أولاً قبيل تنفيذ الذهاب إلى المدارس.
في هذا الإطار، عاد أستاذ مادة العلوم عبد الله الريمي إلى ممارسة أعمال الزراعة في قريته بعدما انقطع راتبه منذ أكثر من عام. يرفض العودة إلى المدرسة ما لم ينل كلّ مستحقاته. يقول لـ"العربي الجديد": "لا أثق بأيّ وعود، وحتى لو فكرت بممارسة عملي في المدرسة، فأنا لا أملك أجرة المواصلات يومياً لأصل إلى المدرسة في المدينة". يشير الريمي إلى أنّه يتوقع أن يرغم الحوثيون قيادة نقابة المهن التعليمية على إصدار بيان يدعو المدرسين للعودة إلى مدارسهم بالقوة والتهديد "اختطفوا عشرات المدرسين والتربويين خلال الأيام الماضية على خلفية مطالبتهم بالرواتب". لكنّه يضيف: "سيظل معظم المدرسين بعيدين عن المدرسة، ليس لأنّهم يريدون ذلك، لكن لأنّهم لا يستطيعون الذهاب إليها من دون مال"، لافتاً إلى أنّ من سيجبر على الذهاب لن يخلص في أداء عمله، وهو ما حدث العام الماضي.
إلى ذلك، أثار منشور لوزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين حسن زيد موجة احتجاج واسعة بعدما اقترح فيه تعليق الدراسة لمدة عام وإرسال التلاميذ والمعلمين إلى جبهات القتال من أجل "حسم المعركة". وكتب زيد على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يوم الجمعة: "ماذا لو توقفت الدراسة لعام وتوجه الشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد؟ ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف ونحسم المعركة؟".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أوضحت أن "لا عام دراسياً جديداً في اليمن، جراء استمرار الوضع المتفاقم في البلاد"، مشيرة إلى أنّ "العنف يغلق أبواب مدارس البلاد، ويحرم المعلمين من تقاضي رواتبهم لعام كامل".
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، يقول ولي أمر أحد التلاميذ عبد السلام عليان إنّ ابنه عاد من مدرسته باكراً أمس بعدما اكتشف عدم حضور المعلمين إلى المدرسة. يتابع لـ"العربي الجديد": "شعرنا بسعادة كبيرة عندما قيل لنا إنّ المعلمين قد أنهوا الإضراب وإنّ المدارس ستباشر أعمالها بدءاً من يوم السبت، إلاّ أنّ أملنا خاب إذ عاد التلاميذ باكراً إلى منازلهم، فقد فشلت وزارة التربية والتعليم مجدداً في إقناع المعلمين بممارسة أعمالهم وبدء العام الدراسي الجديد". يضيف عليان: "بعض المدارس درّست حصة أو حصتين، وفي ظلّ غياب المدرّسين طلبوا من التلاميذ مغادرة المدرسة والعودة إلى المنازل". يصف الوضع بـ"الكارثي" في حال عدم حلّ هذه المشكلة.
التلميذة فتحية غالب توضح أنّها ذهبت إلى المدرسة ووجدت مدرسّين متطوعين أعطوها مع زميلاتها دروس الدين والعربية، لكنّهم غادروا بعدها مباشرة لعدم وجود مدرّسين للمواد العلمية الأخرى. تتابع لـ"العربي الجديد": "أشعر بإحباط شديد. أنا في الصف الثاني الثانوي، وأشعر أنّ هذا العام سينتهي من دون أن أتعلم". تشير إلى أنّ مشكلة عدم توفر الرواتب العام الماضي تسببت في عدم إكمالهم المقررات الدراسية "العام الماضي لم نكمل المنهج الدراسي، ولم ندرس الكثير من الدروس فلم تدخل في الامتحان، وهذا الأمر يشكل عبئاً علينا لأنّ المنهج هذا العام مرتبط بما كان يجب أن ندرسه العام الماضي. سنواجه صعوبة في فهم بعض الدروس عندما تعود الدراسة إلى الانتظام".
بعض أولياء الأمور لم يسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى المدرسة يوم أمس لعلمهم أنّ الدراسة لن تبدأ ما لم تسلَّم رواتب المعلّمين. من بين هؤلاء خالد الحطامي الذي منع ابنته التلميذة في الصف الأول الثانوي من الذهاب "المدرسة وإن فتحت أبوابها لن تقدم شيئاً للتلاميذ وهذا ما حدث فعلاً إذ لم تفتح مدرسة ابنتي أبوابها".
وكانت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية في صنعاء قد دعت، في بيان صادر عنها اطلعت عليه "العربي الجديد"، المعلمين إلى الانتظام في مدارسهم، مؤكدة أنّ تعليق الإضراب سيظل إجراء مؤقتاً وسريانه مرهون بوفاء حكومة صنعاء بالتزاماتها تجاه المعلمين. وبحسب التفاهمات التي تمت بين النقابة وحكومة الحوثيين، فإنّ الأخيرة التزمت بدفع نصف راتب لكلّ موظف إلى جانب سلع تقدم له مقابل نصف الراتب المتبقي. هذه التفاهمات قوبلت برفض واسع لدى المعلمين الذين أصروا على ضرورة تسليم الرواتب أولاً قبيل تنفيذ الذهاب إلى المدارس.
في هذا الإطار، عاد أستاذ مادة العلوم عبد الله الريمي إلى ممارسة أعمال الزراعة في قريته بعدما انقطع راتبه منذ أكثر من عام. يرفض العودة إلى المدرسة ما لم ينل كلّ مستحقاته. يقول لـ"العربي الجديد": "لا أثق بأيّ وعود، وحتى لو فكرت بممارسة عملي في المدرسة، فأنا لا أملك أجرة المواصلات يومياً لأصل إلى المدرسة في المدينة". يشير الريمي إلى أنّه يتوقع أن يرغم الحوثيون قيادة نقابة المهن التعليمية على إصدار بيان يدعو المدرسين للعودة إلى مدارسهم بالقوة والتهديد "اختطفوا عشرات المدرسين والتربويين خلال الأيام الماضية على خلفية مطالبتهم بالرواتب". لكنّه يضيف: "سيظل معظم المدرسين بعيدين عن المدرسة، ليس لأنّهم يريدون ذلك، لكن لأنّهم لا يستطيعون الذهاب إليها من دون مال"، لافتاً إلى أنّ من سيجبر على الذهاب لن يخلص في أداء عمله، وهو ما حدث العام الماضي.
إلى ذلك، أثار منشور لوزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين حسن زيد موجة احتجاج واسعة بعدما اقترح فيه تعليق الدراسة لمدة عام وإرسال التلاميذ والمعلمين إلى جبهات القتال من أجل "حسم المعركة". وكتب زيد على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يوم الجمعة: "ماذا لو توقفت الدراسة لعام وتوجه الشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد؟ ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف ونحسم المعركة؟".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أوضحت أن "لا عام دراسياً جديداً في اليمن، جراء استمرار الوضع المتفاقم في البلاد"، مشيرة إلى أنّ "العنف يغلق أبواب مدارس البلاد، ويحرم المعلمين من تقاضي رواتبهم لعام كامل".