وتحطمت مروحية الإنقاذ بسبب الضباب الكثيف قبل كامبو فيليتشي، وهو منتجع تزلج على بعد 120 كلم شرق روما، خلال عملية إجلاء متزلج مصاب. وسُمع دويّ انفجار قوي.
وقال متحدث باسم الشرطة لـ"فرانس برس": "وصلت فرق الإنقاذ إلى حطام المروحية وعثرت على جثث ستة أشخاص في الثلوج". ويقع منتجع "كامبو فيليتشي على ارتفاع 710 أمتار وفيه حلبات تزلج تمتد لأكثر من ألفي متر، وهو قريب من مركز الزلازل التي ضربت المنطقة الأربعاء الماضي وأدت إلى انهيار ثلجي".
وأكدت الشرطة عدم وجود علاقة مباشرة بين تحطم المروحية والنشاط الزلزالي أو الانهيار الثلجي. إلا أن الحادث وقع في وقت يواجه فيه رجال الإطفاء وشرطة الجبال صعوبات بسبب الزلزال. وتم إرسال فريق من رجال الإنقاذ كان يشارك أساساً في العمليات في فندق ريغوبيانو، إلى موقع تحطم المروحية.
وارتفع عدد الجثث التي عثر عليها إلى 15 في اليوم السادس من البحث المضني في أنقاض الفندق الذي طمرته الثلوج. ونجا 11 من موظفي ونزلاء الفندق من الكارثة، وهم رجلان كانا خارجه حين حدث الانهيار، وتسعة بينهم أربعة أطفال عثر عليهم يوم الجمعة الماضي.
ورفض رجال الإنقاذ التخلي عن الأمل بالعثور على مزيد من الناجين، وارتفعت معنويات رجال الإنقاذ المنهكين عندما تم العثور، أمس الإثنين، على ثلاثة جراء حية تحت الأنقاض. وتحقق السلطات الإيطالية في سلسلة من الأحداث التي سبقت الانهيار الثلجي لمعرفة ما إذا كان ممكناً تجنب الكارثة قبل وقوعها.
وفتح تحقيق أولي في ارتكاب جريمة قتل غير متعمد، إذ تبحث النيابة عما إذا كانت المخاطر البيئية قد أخذت في الاعتبار الشكل المناسب أثناء بناء وترميم الفندق. كما يتم التحقيق في أحداث يوم الكارثة، إذ إن النزلاء لم يتمكنوا من المغادرة بسبب انسداد الطرق بالثلوج.
ولا يمتلك المجلس المحلي للمنطقة سوى آلية واحدة صالحة لفتح الطرق، أرسلها للوصول إلى القرى الصغيرة المعزولة التي يسكنها عدد من المسنين بدلاً من إرسالها لفتح الطريق المؤدي إلى الفندق.
وتعطل جهاز آخر لإزالة الثلوج، في وقت سابق الشهر الحالي، وكان موظفو المجلس ينتظرون التوصل إلى 25 ألف يورو لإصلاحه.
وبني الفندق، وهو منتجع أربعة نجوم، على تلة ارتفاعها 1200 متر على المنحدرات الشرقية لجبل مونتي غرام ساسو. ويقع كامبو فيليتشي على الجانب الآخر من التلة البالغ ارتفاعها نحو ثلاثة آلاف متر.
وجرى علاج جميع الناجين الذين تم انتشالهم من أنقاض الفندق الجمعة من الإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم بشكل طفيف. ولم يستبعد رجال الإنقاذ احتمال وجود ناجين شرط أن يكونوا قد حافظوا على حرارة أجسامهم، لأنهم يعتقدون أن بعض غرف الفندق التي يحاولون الوصول إليها بحفر أنفاق في جدرانه الحجرية السميكة، قد تكون سليمة. وتم حفر طرق جديدة في الأنقاض إلا أن التقدم لا يزال بطيئاً جداً، حيث أن رجال الإنقاذ غالباً ما يحفرون بأيديهم خشية من انهيار الثلوج.
ووقع الانهيار الثلجي بعد ثلاث ساعات من آخر زلزال بين خمسة زلازل بقوة 4 درجات ضربت المنطقة خلال أربع ساعات. وقالت الشرطة إن حساباتها تشير إلى أن قوة الانهيار الثلجي على الفندق، المكون من ثلاثة طوابق بنيت من الحجارة والخشب، تساوي قوة صدمها بأربعة آلاف شاحنة مليئة بالكامل. ونظمت أولى جنازات الضحايا اليوم الثلاثاء.
(فرانس برس)
