"داعش" يتبنى هجوماً على الشرطة الدنماركية

01 سبتمبر 2016
أصاب عنصرين من الشرطة ومدنياً (العربي الجديد)
+ الخط -
تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"، اليوم الجمعة، هجوماً على الشرطة الدنماركية شنّه مهرب للمخدرات من أصل بوسني، أصيب بجروح قاتلة خلال اعتقاله.

وأعلنت وكالة "أعماق"، المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، أن الدنماركي ميسا حجيتش (25 عاماً)، مطلق النار على اثنين من عناصر الشرطة الأربعاء في كوبنهاغن، خلال عملية دهم لأوكار المخدرات، هو "جندي" في التنظيم.​

وكانت الشرطة الدنماركية، قبل منتصف ليل الأربعاء بساعة، بصدد اعتقال مروج مخدرات في منطقة كريستيانيا في العاصمة كوبنهاغن، وهي منطقة معروفة بما يشبه الاستقلال عن محيطها، ويكثر فيها تعاطي مخدر الحشيش وبيعه علانية، بالرغم من القوانين التي تمنع ذلك.


الشاب الذي تقول الشرطة إنّه في الخامسة والعشرين من عمره أفلت من قبضة شرطيين، أحدهما بلباس رسمي والآخر بلباس مدني، وأطلق النار من مسدس، فأصاب أحدهما في رأسه، والثاني في ساقه، ثم أطلق النار على مدني مار في المكان لحظة هروبه على دراجة هوائية.

وجرت، فجر أمس الخميس، عملية مطاردة واسعة في ضواحي كوبنهاغن، شاركت فيها أعداد كبيرة من الشرطة، إلى أن حوصر في ضاحية تورنبي القريبة من مطار كوبنهاغن الدولي.

وقد شغلت عملية إطلاق النار والمطاردة الدنمارك على المستويات الإعلامية والاجتماعية والسياسية. وقبل الساعة السابعة صباح الخميس، جرى تبادل إطلاق نار مجدداً مع المشتبه به.


تبيّن لاحقاً أنّه شاب من أصل بوسني. وخلال ساعات نهار الخميس، بعد إصابة الجاني بطلق ناري من الشرطة، اعتقل وجرى نقله إلى مستشفى، وكانت ردود الفعل تأخذ القضية في اتجاه مختلف تماماً عن الرواية الأولى المتعلقة بطبيعة القضية.

بدأت الأنباء تصدر عبر مواقع الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأنّ "الشاب، وفق مصادر قريبة من بيئة تجار الحشيش، متعاطف مع "داعش"". وبدأت في الوقت نفسه عملية التركيز على أصول والدي الشاب، "فهما من البوسنة، وحضرا إلى البلاد أثناء الحرب البوسنية، وكان عمره أربع سنوات في ذلك الوقت"، ليعاد لاحقاً ضخ تقارير تركز على أنّ "مروج المخدرات اعتقل أكثر من مرة سابقاً، من ضمنها بتهمة محاولة قتل مع والده الذي حكم بست سنوات سجناً، بينما جرت تبرئة الشاب المتعاطف مع الدولة الإسلامية".

وذهبت مواقع بعض الصحف الدنماركية إلى رمي مصطلحات من قبيل: "اتضح من جلسة الاستماع، خلف أبواب مغلقة يومها، أمام قاضي التحقيق أنّ الشاب لديه علاقات مع جماعة ميلاتو إبراهيم، من البيئة السلفية في ألمانيا المتعاطفة مع "داعش"".


وكان التلفزيون الرسمي الدنماركي قد أبقى على روايته حتى مساء هذا اليوم، إذا قال: "الشاب معروف، وفق مصادر الشرطة والبيئة التي يتعاطى معها، أنّه يتاجر بالحشيش". ويبدو من لائحة الاتهامات الموجهة إليه "محاولة قتل ثلاثة أشخاص، الشرطيين ومدني عابر، وحيازة والاتجار بـ45 كيلوغراما من مادة الحشيش". وقد طلب الادعاء "حبساً احتياطياً له لأسبوعين".

ومع ساعات المساء، يبدو أنّ هذا الشاب الذي يوصف بتاجر ومروج الحشيش "من منطقة نوربرو (ضاحية يكثر فيها المهاجرون المسلمون)، كان يتردد على المسجد البوسني فيها"، وفقاً لما ينقل التلفزيون الدنماركي عن "بيئة قريبة من الشاب".

من جهة ثانية، تفاعل مع إطلاق النار ضد الشرطة رئيس الوزراء، لارس لوكا راسموسن، والذي دعا سكان ضاحية كريستيانيا إلى "أن تحدد مرة واحدة وإلى الأبد ما إذا كانت تريد أن تكون جزءاً من سيادة القانون، أو أنها تختار الجريمة".

"مديرية الشرطة الوطنية" في كوبنهاغن قالت، مساء الخميس، في بيان صحافي، إنّها تعتقد أنّ مطلق النار "متعاطف مع "داعش"، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنّ تلك النقطة (المتعلقة بمعرفته بجماعة ميلاتو إبراهيم) لها أي تأثير في إطلاقه النار على رجلي الشرطة في كريستيانيا".

المساهمون