أبو خميس..المتضامن الصامد مع الأسرى منذ عقدين

08 اغسطس 2016
المجدلاوي متضامن بلا كلل منذ20 عاماً(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يحمل الخمسيني محمد المجدلاوي (أبو خميس) عَلَم فلسطين منذ عشرين عاماً، وبجواره صور أسرى فلسطينيين، تنسم بعضهم عبير الحرية، فيما يقبع آخرون خلف قضبان السجون الإسرائيلية، يعانون مختلف أشكال التعذيب والانتهاكات.

وليس لأبو خميس، المتضامن الدائم مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية داخل السجون الإسرائيلية، للتضامن معهم، لكنه يتبنى فكرياً التضامن مع أسرى فلسطينيين وعرب داخل السجون، حتى يتم الإفراج عنهم.

وبدأ أبو خميس مبكراً حمل صورة الأسير اللبناني سمير القنطار، حتى تحرر، وكذلك الأسير الأردني سلطان العجلوني حتى تحرر، وغيرهم من الأسرى.

ويعتبر المجدلاوي أحد أبرز المتضامنين مع قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب، ولا تخلو فعالية أو مؤتمر أو وقفة تضامنية أو احتجاجية من مشاركته، إلى جانب أنه يعتبر من مؤسسي اعتصام يوم الإثنين الأسبوعي لأهالي الأسرى الفلسطينيين داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

رحلة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين بدأت عندما شارك محمد المجدلاوي (52 عاماً) مع خمسة متضامنين في اعتصام أمام الصليب الأحمر برفقة الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس "أبو العباس"، لكنها لم تنته مع نهاية الاعتصام، بل استمرت حتى الآن.


ويقول المجدلاوي لـ"العربي الجديد" إنّه حمل صورة الأسير سمير القنطار لمدة خمسة عشر عاماً دون كلل أو ملل، وأرفقها بصورة الأسير الأردني العجلوني، إلى جانب صورة الأسير السوري، صدقي المقت التي حملها مدة سبع سنوات إلى أن تم الإفراج عنه، ويحمل الآن صورة الأسيرين مروان البرغوثي و كريم يونس، منذ سبع سنوات، حتى اللحظة.

وفيما يتعلق بتأسيس الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى داخل مقر الصليب الأحمر، يوضح أنه كان يتوجه برفقة أم إبراهيم بارود، أم العبد النمس، أم أحمد حرز، أم رامي عنبر، أبو جهاد أبو عطايا، وغيرهم، لبيوت أمهات الأسرى من أجل إقناعهن بالمشاركة في الاعتصام، الذي جرت العادة على تنظيمه يوم الإثنين من كل أسبوع، إلى أن أُقر رسمياً.

ويوضح المجدلاوي أن التضامن حالة راقية وإنسانية تدعم حقوق الإنسان وآدميته، خاصة عندما تكون نابعة من الفطرة، وخالية من المصالح، مضيفاً أنه بدأ تضامنه مع الأسرى عموماً، منذ العام 1995، وحمل معظم صور الأسرى، إلى جانب الصورة الرئيسية التي يحملها.

ويضيف: "وهبت نفسي لنصرة قضايا الأسرى بدون أي مقابل، ولا أحمل سوى صور الأسرى وعلم فلسطين"، لافتاً إلى أهمية تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، وتفضيل رفع علم فلسطين عن رفع رايات الأحزاب والفصائل، خاصة وأن الفصائل وجدت من أجل خدمة القضية، وليس العكس.

المجدلاوي أصيب إصابة بليغة في يده خلال إحدى الوقفات التضامنية، عندما قامت المروحيات الإسرائيلية بقصف سيارة أمام مقر الصليب الأحمر القديم، ما أدى إلى استشهاد مواطنين، وبعد انتهاء الأطباء من تقطيب يده بـ17 قطبة، عاد لمواصلة اعتصامه.

أما في ما يتعلق بحالة الحراك مع الأسرى، فيقول إن الحراك موسمي، أو خلال الفعاليات، حيث تستغل بعض التنظيمات الفلسطينية تواجد أهالي الأسرى يوم الإثنين، للقيام بتنظيم فعالياتها، بدلاً من تنظيمها باقي أيام الأسبوع، لافتاً إلى وجود "فئات صادقة، تعمل بجد، لكنهم لا يحظون بأي اهتمام أو حتى تكريم من الجهات المعنية".

ويشير المجدلاوي إلى أن الأسرى الفلسطينيين "بشر" مثل أي بشر في العالم، لهم حقوق، ويجب أن يحظوا بها، أولها الحرية، إلى جانب زيارة الأهل، وتوفير الملابس والمستلزمات، داعياً الفصائل الفلسطينية والشعب والعالم، إلى تكثيف الجهود من أجل تبييض السجون الإسرائيلية.