تونسي يهدد بالانتحار أمام طفليه لمقابلة وزير التشغيل

08 يوليو 2016
فشل في محاولتي انتحار (العربي الجديد)
+ الخط -
عمد تونسي، يدعى عبد العزيز بن نصر، من محافظة جندوبة، اليوم الجمعة، إلى محاولة الانتحار بسكب البنزين على جسده، ونصب مشنقة، أمام مقر وزارة التشغيل، وتحت أنظار طفليه، بعد أن ضاق ذرعا من التهميش، ومماطلات المسؤولين وتسويف حراس الوزارة الذين منعوه من مقابلة الوزير، على حد تعبيره.

قضى بن نصر، وهو أب لطفلين (4 و5 سنوات) أكثر من شهرين، ينام في العراء في الشارع بصحبة طفليه، وكان مطلبه الوحيد مقابلة وزير التشغيل والتكوين المهني، للاستفسار عن ملفه الذي ظل متجاهلا طيلة أشهر، طلبا للمساعدة في تمويل مشروع خاص.

وقال لـ"العربي الجديد"، إن ظروفه الاجتماعية مزرية للغاية، وإنه لا يملك أدنى مقومات العيش الكريم، رغم حذقه للصناعات التقليدية، وإنجازه لمشروع صغير في جهته، حيث كان يمني النفس بعيشة كريمة، ولكن سرعان ما فشل المشروع بسبب نقص الإقبال.

وأوضح أنّه اعتصم منذ حوالي عام أمام مقر وزارة التشغيل مع طفليه، وصادف أن مرت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي، لاورا بيزا، والتي التقت آنذاك وزير التشغيل، زياد العذاري، لمناقشة برامج التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي ومتابعة مدى تقدم تنفيذ برنامج "دعم التكوين المهني والادماج المهني"، مؤكدا أنه رفع اللافتات، مهددا ببيع طفليه مما استرعى انتباهها.

وأفاد أن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي، أرسلت إليه حارسها الشخصي، ووعدته بتقديم مساعدة بـ30 ألف دينار لإنجاز مشروع خاص، ولكن مضت أشهر، ولم يحصل على أي مساعدة، وأضاف أنه من شدة اليأس والمماطلات التي لقيها في رحلة الاستفسار عن هذه المساعدة؛ فكرّ في وضع حد لحياته، والانتحار أمام مقر وزارة التشغيل، متهما بعض المسؤولين هناك بإخفاء ملفه.

يذكر أن قوات الأمن تدخلت ومنعت عبد العزيز من الانتحار، وهي المرة الثانية على التوالي التي يتم فيها إنقاذه.

من جهتها، قالت مسؤولة الإعلام بوزارة التشغيل والتكوين المهني، لـ"العربي الجديد"، إنّ المواطن سبق وأن تقدم إلى وزارة التشغيل منذ نحو سنة، وطلب المساعدة في إنجاز مشروع خاص نظرا إلى الظروف الاجتماعية القاسية التي يمر بها.

ولفتت إلى أن المشروع يتمثل في وضع مظلات على الشاطئ، وكرائها للمصطافين، وأنه رغم نصحه بتغيير المشروع لأنه تزامن ساعتها مع الهجوم الإرهابي على سوسة، مما كان ينبئ بنقص الإقبال، وبالتالي إمكانية فشل المشروع، إلا أنه تمسك بالمشروع، وحصل على قرض من البنك التونسي للتضامن، سدد جزء منه، وبقي لديه نحو 3 آلاف دينار لم يدفعها.

وأضافت أنه بعد فشل المشروع، زار عبد العزيز بن نصر، مجددا الوزارة طلبا للمساعدة والتدخل للحصول على قرض جديد، وإقامة مشروع آخر، مؤكدة أنه قابل المدير العام المساعد لبنك التضامن، بتدخل من الوزارة التي سعت إلى مساعدته، وحصل على قرض جديد قدره 10 آلاف دينار لعمل مشروع جديد.

وحول حقيقة المساعدة التي وعدته بها رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي، قالت إن الوزارة لا علم لها بالموضوع، وأنه طلب منه مدهم بأي معطيات عن المسؤول الذي وعده بالمساعدة، في محاولة من الوزارة للقيام بتحقيق في المسألة لمزيد التثبت، ولكن لم يتم ذلك، نافية أن تكون هناك أي أموال تركت له بالوزارة.

وحول طلبه المتكرر لقاء وزير التشغيل، ورفض الأخير لقاءه، أوضحت المسؤولة عن الإعلام، أنه لم يطلب لقاء الوزير، مبينة أنه عادة يتصل بمكتب العلاقات مع المواطن، مهددا ببيع أطفاله، نافية أن يكون طلب لقاء أي مسؤول بالوزارة.