موجة الحرّ وانقطاع الكهرباء يؤجلان أفراح العراقيين

25 يوليو 2016
الشمس حارقة والكهرباء منقطعة (أحمد الربيعي/Getty)
+ الخط -
كل شيء في العراق يحثّ سكانه على ملازمة منازلهم، فالشمس حارقة والكهرباء منقطعة والمواطن لا حيلة له إلا أن يتعايش مع ظروف قاهرة أجبرته على تغيير مجريات حياته بما يلائم تلك الظروف لا بما يريده هو.

لم تجد فرح (25عاماً)، والتي أنهت جميع التجهيزات المطلوبة لحفل زفافها المقرر إقامته نهاية شهر مايو/أيار الماضي، إلا تأجيل الموعد إلى أجل غير مسمى بسبب موجة الحر التي اجتاحت البلاد والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بمعدل 15 ساعة يومياً، خصوصاً بعد رفض والدها القدوم إلى العراق معللاً ذلك بدرجات الحرارة الحارقة، والتي تؤثر سلباً على صحته المتعبة أصلاً.

من جهته، يقول أوس العزاوي، صاحب قاعة للأعراس والمناسبات في العاصمة بغداد، "مع تزايد درجة حرارة الصيف التي تتجاوز الـ 50 درجة مائوية، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ولدت معاناة كبيرة لدى العوائل العراقية، مما دفع كثيراً منهم إلى تأجيل مناسباتهم المختلفة إلى فصل الربيع، حيث اعتدال الجوّ أو حتى فصل الشتاء، لأن هذه العوائل تجد صعوبة في برمجة المناسبات في مثل هذه الظروف نتيجة الخوف من التعرض لأشعة الشمس التي تؤدي إلى كثير من الأمراض والاختناقات، خاصة هذا الشهر فقد ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

العزاوي نوه في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن عدد المقبلين على القاعة التي يعمل على تأجيرها بما لا يقل عن خمس مرات أسبوعياً بمختلف حفلات الأعراس والتخرج والختان، انخفض ليصبح حفلة أو حفلتين أسبوعياً، وأغلب الشباب ممن كانوا يقيمون حفلات زفافهم في منازلهم أو في الحدائق، قرروا تأجيلها". ولفت إلى أن هذه الحفلات قد تشكل عبئاً مادياً إضافياً للعوائل، داعياً وزارة الكهرباء والحكومة العراقية، إلى القيام بواجبها وتوفير التيار الكهربائي للسكان، وعدم مضاعفة معاناتهم، لأن الأمر لم يعد يحتمل؛ حسب تعبيره.



أما الناشط والأكاديمي، مقداد السامرائي، فيجزم أن الإشكالية ليست في الشمس الموجودة، منذ بدء الخليقة، بل في حرمان المواطن العراقي من أبسط حقوقه، ويقول بنبرة ساخرة "دقائق الكهرباء الممنوحة هي نعمة تمنُّ بها الحكومة على "مساكين الشعب"، بل حتى مشاريع الزواج تصبح مؤجلة في الصيف اللاهب مع انقطاع التيار الكهربائي، فليس من المعقول أن يكون شغل العريس مروحة يدوية".

وبيّن السامرائي لـ"العربي الجديد"، أنّ مئات الملايين من الدولارات صرفتها الحكومة العراقية بحجة تحسين واقع الكهرباء في البلد، ولكن "تيتي تيتي منين ما رحت جيتي"، مثل عراقي يوازي المثل العربي "عاد بخفي حنين"، كما أن المواطن العراقي أصبح يفهم معادلة أن كل زيادة في عقود الكهرباء مع الدول الكبرى هو زيادة في القطع لعدد دقائق الكهرباء الممنوحة.


يذكر أن فصل الصيف في العراق أصبح يمتد لثمانية أشهر في السنة، أما بقية الفصول فقد تم دمج طقسها بأربعة أشهر، مع ندرة الأمطار. وزارة الصحة العراقية، من جهتها حثت العراقيين على الابتعاد قدر الإمكان عن التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة.