"اتحاد نساء مصر": ختان الإناث جريمة مستمرة في المحافظات

24 يوليو 2016
القوانين لا تطبق ويبقى الفاعل دون عقاب (فيسبوك)
+ الخط -
أكدت رئيسة الاتحاد العام لنساء مصر الدكتورة هدى بدران أن "جرائم ختان الإناث" ما زالت مستمرة في مصر، رغم القوانين الموجودة التي تحذر منه، مؤكدة أن مستشفيات حكومية وخاصة وعيادات أطباء، ما زالت تقوم به "عيني عينك"، أمام الجهات المسؤولة دون أن تتحرك لمعاقبة هؤلاء بإحالتهم إلى المحاكم المختصة.

وقالت بدران خلال حوار بعنوان "مجتمع بلا ختان" عقد اليوم الأحد بأحد فنادق القاهرة: "إننا أمام جريمة مكتملة الأركان"، موضحة أن "ختان الإناث يجري في مصر بشكل يومي في الأرياف والمدن، وأصبحنا نسمع كل فترة عن ضحية جديدة لعمليات الاعتداء الجسدي على الفتيات تحت مسمى "الختان" نتيجة غياب العقاب الرادع لمن يرتكبها، إضافة لوجود أفكار ارتبطت في أذهان معتقديها، أنهم يحافظون على فتياتهم خشية الوقوع في الرذيلة".

من جهتها، قالت الأمينة العامة للمجلس القومي للأمومة والطفولة الدكتورة هالة أبو علي، إن "ختان الإناث ظاهرة خطيرة ما زالت مستمرة في مصر خاصة في محافظات الوجه القبلي"، مطالبة بسرعة "تنفيذ القانون الذي يعاقب جنحة القتل الخطأ بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات أو الغرامة، في حين تتراوح العقوبة على جناية جرح أفضى إلى موت بالسجن من ثلاث سنوات إلى المشدد 15 سنة".

وأشارت أبو علي إلى أن عمليات "الختان" تسبب أضراراً نفسية وصحية بالغة للفتيات، محذرة من انسياق الأهالي خلف تبريرات تلك العمليات بأنها تقوّم سلوكيات الفتاة، معتبرة أن تلك التبريرات واهية.

ورأت ماري جرجس وهي رائدة ريفية أن "هناك قصوراً تشريعياً في القانون، مؤكدة أن إحالة الأطباء المتورطين في قتل الفتيات أثناء ختانهن إلى محكمة الجنح بتهمة القتل الخطأ لا يحقق الردع الكافي للأطباء، إذ إن هذه العقوبات هزيلة وغير متكافئة مع الجرم".

ولفتت إلى أن "ختان الإناث قضية حساسة، ومن الصعب تناولها بشكل ندوات ومحاضرات خاصة في الريف"، معتبرة أن على الفن تبنّيها من خلال المسرحيات والأعمال الدرامية، لدوره الكبير والمؤثر في نفوس الأهالي خاصة في القرى.




من جانبها، قالت طبيبة أمراض النساء والولادة، الدكتورة مروة السيد، إن "ختان الإناث ظاهرة خطيرة، ولها من الناحية الطبية مخاطر صحية كبيرة، مثل النزيف الدموي، فلدى الفتيات المصابات بمرض سيلان الدم الوراثي يسبب الختان نزيفًا مستمرًا يؤدي إلى الوفاة، كما يؤدي أيضاً لحدوث صدمات عصبية وهي رد فعل الجسم على الألم والنزيف، ومن أعراضها انخفاض شديد لضغط الدم وحرارة الجسم والإغماء".

وتابعت بأن "بعض الحالات تستوجب عملية نقل دم للفتاة، كما قد تحدث وفاة، إضافة لأضرار بالأعضاء المجاورة، لأن الضحية عندما تقوم بحركات مقاومة بسبب الخوف والألم، يؤدي ذلك إلى عدم السيطرة عليها وعدم التركيز على العضو الذي يراد بتره".

وأضافت الطبيبة أن "الأخطر أن الختان يصيب بعض الفتيات بالعقم، مع تمتد الالتهابات الموضعية بسبب نقص حماية مدخل المهبل إلى المسالك التناسلية، كما يحدث تعسر أثناء عملية الوضع نتيجة التئام جرح الختان بنسيج ليفي يُفقد منطقة الفرج مطاطيتها، وعدم تمدد الفرج أثناء الوضع الذي يكون سببًا في تمزق عضلة الشرج".

وأشارت إلى أن ختان الإناث بصفة عامة لا يمت للدين بشيء، وأنها من العادات الذميمة والموروثات الخاطئة التي ما زالت مستمرة في القرى والنجوع بنسب كبيرة.
دلالات
المساهمون