موريتانيا: بطالة حملة الشهادات مستمرة

15 يوليو 2016
الاحتجاجات مستمرة (العربي الجديد)
+ الخط -
يمثل الحصول على فرصة عمل هاجس الشباب الموريتاني بعد تخرجه من الجامعة. فقوافل العاطلين من العمل ترابط أمام القصر الرئاسي طلباً للتشغيل. ولعلّ أبرز مظاهرها تظاهرات المهندسين شبه اليومية. يقدر عدد الشباب في موريتانيا بنحو 70 في المائة من مجمل عدد السكان، فيما تبلغ نسبة البطالة نحو 30 في المائة، بحسب الإحصاءات الرسمية.

عدد من الشباب الموريتاني تحدث إلى "العربي الجديد" في اليوم العالمي لمهارات الشباب. تقول الديده بنت محمد، وهي حاصلة على شهادة عليا في المعلوماتية من فرنسا، إنّها بعد عودتها لم تجد عملاً بالرغم من الطلب على تخصصها، لأنّ "التشغيل في المؤسسات الرسمية يحتكره النافذون" بحسب تعبيرها. تضيف بنت محمد أنّها أنشأت جمعية مدنية للتوعية مع بعض المتطوعات، وأنّها توقفت عن محاولات الحصول على عمل وخصصت بقية وقتها لطفلها وللجمعية.

محمد السالك ولد يرب ناشط في منظمة للأشخاص المعوقين. يعتبر أنّ هذه الفئة هي "الأكثر تهميشاً" سواء من المجتمع بنظرته الدونية، أو من الوزارة الوصية التي تكتفي باحتفالية بمناسبة يومهم العالمي، وتوزع بعض المساعدات في هذه المناسبة. ومع أنّ ولد يرب يعترف أنّ الحكومة خصصت مسابقة خاصة العام الماضي لتشغيل بعض الأشخاص المعوقين، فإنّ العدد المطلوب قليل جداً بالمقارنة مع حجم البطالة في هذه الفئة.

محمد السالك (31 عاماً) خريج قسم التاريخ في جامعة نواكشوط. يقول إنّه بقي عالة على أسرته، وحاول إنجاز مشاريع تجارية خاصة، لكنّه فشل بسبب ضعف الخبرة وغياب رأس المال.

محمد محمود ولد السالم (25 عاماً) أحد الشباب حملة الشهادات ممن تلقوا تكويناً في برنامج "خطوة للتشغيل". وهو برنامج تنفذه وكالة تشغيل الشباب (رسمية). يقول ولد السالم إنه وزملاءه تظاهروا أمام القصر الرئاسي خلال الأشهر الماضية طلباً لتدخل الرئيس بعدما فشلت وكالة تشغيل الشباب في دمجهم في سوق العمل. يضيف: "أرسلتنا الوكالة إلى بعض شركات الاتصال ومؤسسات أخرى للتدريب. وبعد انتهاء الأشهر الستة الأولى طرد أغلبنا من هذه الشركات لأنّها التزمت التدريب فقط ولم تلتزم بالتشغيل".

يعتبر ولد السالم أنهم تعرضوا للخديعة: "بذلنا أقصى ما عندنا خلال العمل ولم يجرِ تعويضنا، كانت الوكالة فقط تدفع منحة صغيرة دائما ما تتأخر، واليوم نريد من الدولة أن تتدخل لتشغيلنا وتوقف تدريب الدفعات الجديدة حتى يتم حلّ مسألة الدفعات الثلاث السابقة، والتي يعيش الشباب الذين شاركوا فيها البطالة".

بدورها، تقول الحكومة الموريتانية إنّها نفذت عدة مشاريع لتكوين وتأهيل الشباب، واختير نحو ألف شاب وشابة من حملة الشهادات خلال السنوات الماضية، ودخلوا في الوظيفة العمومية بعد تكوين في المدرسة الوطنية للإدارة. كما تم إنجاز عدة مشاريع لتشغيل الشباب منها مشروع منح قطع زراعية وقروض للشباب حملة الشهادات وتوزيع مركبات "توك توك" لتشجيع المشاريع الصغيرة والمدرّة للدخل، بالإضافة إلى مسابقات سنوية لاختيار مدرّسين وأساتذة.

وتشرف الوكالة الوطنية لترقية وتشغيل الشباب على تنفيذ مشاريع لحملة الشهادات مثل برنامج "خطوة للتشغيل" الذي استفاد منه نحو 90 شاباً عبر ثلاث دفعات بالتعامل مع عدة مؤسسات موريتانية، بحسب تصريحات سابقة لمدير الوكالة بيت الله ولد محمد لسود.

المساهمون